azza
azza
أعمدة

مهرجان الدن العربي .. يتجاوز الحدود

10 أكتوبر 2018
10 أكتوبر 2018

د.عزة القصابي -

بحجم الطموحات والآمال التي سكنت مؤسسي ومبدعي فرقة الدن للثقافة والفن، ولد مهرجان الدن العربي ليتماهى مع روح المبدع العربي وأعماله المسرحية مشفوعا بروح التسامح والسلام. رسالة المسرح ودوره في التعبير عن قضايا الإنسان، ورؤاه الجمالية والفلسفية جعله يتخذ منبرا خالدا كصوت جماهيري يتحدث عن قضايا المجتمع، ويخاطب حس الإنسان وينبش في ذاته المكبوتة، ويتحدث بلسانه، فهو وسيلة مهمة عبر العصور.

اليوم نقف على أعتاب إنجازات فرقة مسرحية أهلية انطلقت بجهود شبابية منذ عام 1994م، ومعها ولدت الفكرة لإقامة مهرجان عربي شامل للكبار والصغار والشارع، مهرجان نوعي يتخطى الحدود، ويستطيع التعبير عن نفسه.

في هذه الدورة، سطع عدد من نجوم الفن في سماء المسرح العماني، جميعهم جاؤوا للمشاركة في مهرجان الدن للثقافة والفن. لقد احتفت الفرقة بهذه الكوكبة من النجوم والنقاد والكتاب من مبدعي الدراما والمسرح، جميعهم توحدوا لينطقوا بلسان واحد يلهج بحب أبي الفنون. حلقات تدريبية (ورش) .. شتى تخللت المهرجان ضمن منظومة التكامل المسرحي، هدفها الاستفادة من خبرات الضيوف من المفكرين والفنانين.

يحاول منظمو هذه الورش استقطاب المسرحيين المتعطشين للمشاركة، والانتفاع من الخبرات الموجودة في الورش وحلقات التدريب والتنشيط المسرحي للأطفال في ورشة (اصنع مسرحيتك) التي يقدمها عثمان الشطي بالتعاون مع مدرسة كعب بن زيد للتعليم الأساسي.

فضلا عن ورشة (ميكانيزم) الكتابة والإخراج المسرحي لمسرح العرائس بالتعاون مع مدرسة التفوق للتعليم الأساسي ومركز مسقط للدمى والفرجة الشعبية وورشة اللعب الدرامي للأطفال، للفنانة عباب الأطلس بالتعاون مع مدرسة السيب العالمية.

ولمسرح الشارع مبادرته أيضا، هذا المسرح الذي شهد ميلاده في الدورة الأولى خلال مسابقة عروض الشارع. واليوم في الدورة الثالثة نعايش عروضا مسرحية جديدة، مكللة بورشة مسرح الشارع التي يقدمها بشار عليوي.. تتوج هذه الاحتفالية بمسابقة مسرح الكبار الذي يعتلي قمة الهرم الفني. هو مسرح يمتلك من الطاقات والإمكانيات والقدرات التي يتحلى بها رموزه وأعلامه بعد سنوات من الخبرة والاحتراف. موازاة مع ورشة المكياج المسرحي ألوان وأشكال ودلالات بمعية الفنان ياسر سيف من البحرين، بغية الاستفادة وتحفيز المبدع العربي المسرحي على التدرب وإبراز الرؤى الجمالية لهذا الفن.

ختاما، لا يزال هذا المهرجان يهفو لتقديم الأفضل والأرقى متجاوزا الحدود، محلقا عبر الأفق الممتد ليخلد إبداع المسرحيين العرب عبر مسابقة الكبار والصغار والشارع، ويقول للعالم: إن المسرح العربي موجود وينبض، بأعلامه ورموزه التي تتجدد عبر التاريخ، وإن مقولة: «إن المسرح يحتضر» غير واردة في قاموس فرقة الدن للثقافة والفن، وهم يمضون بحماس متقد، ورؤى فنية سديدة.

وستظل إنجازات هذه الفرقة خالدة، تتحدث عن ذاتها، تحكي قصة كفاح فني، وتلاحم فكري وثقافي بين منتسبيها من الشباب الهواة والمحترفين معا.