1006026
1006026
عمان اليوم

طبيب عُماني يشارك في جراحة لاستئصال ورم وعائي كبدي نادر بفرنسا

09 أكتوبر 2018
09 أكتوبر 2018

في إنجاز متميز نجح الطبيب والجراح العُماني المتدرب عبدالله بن يحيى الفرعي بمشاركة فريق من الجراحين المتخصصين في تشخيص حالة نادرة جداً لورم وعائي كبدي عملاق متشعب لمريض يعاني من إسهال وقيء وألم في منطقة أعلى البطن يزداد أثناء السعال أو الميل للأمام. الورم الذي تم اكتشافه في قسم جراحة الأورام بمعهد باولي كالميتيس في مدينة مرسيليا الفرنسية حيث يتدرب ويعمل الفرعي، صُنف كأكبر ورم على مستوى العالم ضمن 19 حالة مسجلة بدقة عالميا ومنشورة في الدوريات العلمية.

وكان المريض قد راجع المستشفى بعد تعرضه لآلام حادة في البطن في العمل قبل شهر واحد من حضوره، حيث كشف الفحص السريري عن كتلة كبيرة واضحة في البطن تحتل معظم المنطقة الشرسوفية الشريانية اليمنى «أعلى ويمين البطن». كانت اختبارات الدم طبيعية تقريبا، وأظهر التصوير بالموجات الصوتية للبطن كتلة ضخمة غير متجانسة (18 × 10 سم) تقع في المنطقة الشرسوفية أمام البانكرياس وتتسبب بضغط على الفص الأيسر للكبد باتجاه الأمام. وأظهر المسح المقطعي المحسّن للتجويف الحوضي والبطني وجود ورم نسيجي هائل أمام البانكرياس بقياس حوالي 20 × 9 × 16 سم.

لم يكن لدى المريض بحسب «الفرعي» تاريخ مرضي ضمن العائلة باستثناء الربو، فضلاً عن التدخين، إلا أن الفحوصات السريرية أكدت وجود الورم فتقرر تحويل الحالة إلى مجلس الأورام متعدد التخصصات، حيث تأكد وجود ورم وعائي كبدي عملاق من النوع المتشعب الأكثر ندرة في العالم، وهذا النوع من الأورام الحميدة يصعب تشخيصها للغاية بسبب طريقة نموها خارج المنطقة المصابة بشكل متشعب يشبه إلى حد ما جذور النباتات.

يتابع الفرعي : هنا أخذنا القرار بإجراء تصوير بالرنين المغناطيسي للكبد لتأتي النتائج لتظهر وجود العديد من الأورام الوعائية المنتشرة في جميع أنحاء الكبد بعد الحقن بصبغة تظهر التباين في الأورام. الورم الأكبر حجما هو ورم وعائي متشعب نشأ من الجزء الكبدي الثالث، مع تطور خارجي «التنبت» في المنطقة الشرسوفية يدفع البنكرياس إلى الوراء. أبعاد الورم 20 × 8 × 14 سم وهو يُعد الأضخم ضمن الحالات المسجلة عالميا، كان هناك خطر بحصول التواء أو تمزق للورم يعقد من الحالة، ولذلك تم أخذ القرار بإجراء استئصال جراحي دون أخذ «خزعة» من الورم مسبقا، وبالفعل قمنا بإجراء العملية الجراحية واستئصال الفص الأيسر للكبد المصاب دون أية آثار جانبية، وخرج المريض من المستشفى في اليوم الرابع بعد العملية الجراحية، حيث شارك في هذه العملية الجراحية فريق من ثلاثة جراحين متخصصين»

وعن تجربته يقول عبدالله الفرعي : «لقد كانت تجربة استثنائية مثرية، حيث إن تكون ضمن الفريق الجراحي المسؤول عن حالة غاية في الندرة على مستوى العالم ليس بالشأن اليسير، وتوجد 19 حالة فقط على مستوى العالم تم توثيقها للأورام الكبدية الوعائية العملاقة، والحالة التي شاركت بعلاجها هي الأكبر بين تلك الحالات، مما يجعلها حالة مرجعية حول العالم، وقد قمنا بوضع تقرير تفصيلي للحالة للاستعانة به من قبل المتخصصين حول العالم، ويشرفني أن يكون اسمي ضمن المجموعة الضيقة التي أشرفت على التقرير».

يذكر أن الدكتور عبدالله بن يحيى الفرعي من خريجي جامعة السلطان قابوس وقد شارف على إنهاء تخصص الجراحة العامة/‏‏الباطنية في جامعة أكس مرسيليا الفرنسية ويستعد لبدء التخصص الدقيق في جراحة الكبد والبانكرياس في قسم جراحة الأورام بمعهد باولي كالميتيس في مدينة مرسيليا الفرنسية.