1005022
1005022
عمان اليوم

ندوة «الأعاصير المدارية» تناقش تطوير إدارة مخاطر الكوارث الطبيعية وأنظمة الرصد

08 أكتوبر 2018
08 أكتوبر 2018

استعرضت الآثار الاقتصادية والاجتماعية للأنواء المناخية -

كتب - نوح بن ياسر المعمري -

ناقشت الندوة الرابعة للأعاصير المدارية والفيضانات المفاجئة (بعد عشـر سنوات على جونو وفـت «الدروس المستفــادة ») دور القطاعات العسكرية والمدنية في مواجهة الأعاصير المدارية والفيضانات المفاجئة وأهم الخطط المتخذة في تطوير إدارة مخاطر الكوارث الطبيعية في وقت مبكر وتقيم تأثير تغير المناخ على البنية الأساسية والمناطق الحضرية وتأثيرات الأعاصير على معايير التصميم الهندسي للبنية التحتية في السلطنة كما تم استعراض تقييم مخاطر تسونامي على دبا عمان ودبا الفجيرة.

كما هدفت الندوة التي نظمتها الجمعية العمانية للمياه بالنادي الدبلوماسي أمس تحت رعاية معالي السـيد سعود بن هلال البوسعـيدي وزير الدولـة ومحافـظ مسقـط بحضور أصحاب المعالي والسعادة والمكرمون إلى توحيد جهود الخبراء والمعنيين بالمياه لتبادل المعارف والخبرات في مجال الأعاصير المدارية والفيضانات المفاجئة، وكذلك الحد من الآثار السلبية لهذه الظواهر الطبيعية بالإضافة إلى تطوير نظم إدارة مخاطر الكوارث الطبيعية في وقت مبكر، وتطوير نظم رصد للتحذير التي من شأنها أن تسهم في التنبؤ والاستعداد لها، كما استعرضت الندوة تجربة السلطنة في مجابهة الأعاصير والفيضانات المفاجئة، والدروس المستفادة، واستعراض ما حققته الجهات المختصة في مجال الاحتياطات اللازمة للتقليل من مخاطر الفيضانات، والتعرف على التقنيات الحديثة والحلول المتخذة للتقليل والحد من الآثار السلبية للأعاصير والفيضانات المفاجئة، والتجارب العالمية في مجال الاستعدادات لمواجهة الأعاصير والإغاثة والإنقاذ. كما تضمنت محاور الندوة الاستعدادات والخبرات المكتسبة في مواجهة مثل هذه الظواهر الطبيعية، والتعريف بالأعاصير المدارية (نشأتها وأسباب تكونها، الأنواء المناخية المصاحبة لها)، والتقليل والحد من الآثار السلبية للأعاصير، ودور مؤسسات المجتمع المدني والإعلام للتقليل من مخاطر الفيضانات، إضافة الى الآثار الاقتصادية والاجتماعية للأعاصير والفيضانات المفاجئة، وإلقاء الضوء على تأثير الأعاصير على التصميمات الهندسية للمنشآت المائية والبنية التحتية والتغييرات المناخية والأعاصير والفيضانات المفاجئة.

التغيرات المناخية وجهود السلطنة

وقال زاهر بن خالد السليماني رئيس مجلس إدارة الجمعية العمانية للمياه: إن أهمية الندوة تأتي في ظل الكثير من التقلبات والتغيرات المناخية وكما تعلمون انقضت أكثر من 11 سنة منذ أن تأثرت السلطنة بإعصار جونو في 2007 ولحقه فيت بعد سنتين ولهذا اكتسبت السلطنة خبرة كبيرة في هذا المجال وهناك تطورات كثيرة حدثت خلال 10 سنوات الماضية في مجال الاستعدادات لهذه الأنواء المناخية الاستثنائية سواء كان على مستوى التنبؤات الجوية ونشر التقارير في مسارات هذه الأعاصير والاستعداد لها من ناحية البنى التحتية ونشر الوعي الثقافي بين شرائح المجتمع المختلفة بالإضافة إلى الجهود المبذولة من مختلف المؤسسات والجهات ذات العلاقة من ناحية تقديم المساعدات والإغاثة والاحتياطات اللازمة فتم تشكيل عدة لجان بقيادة الدفاع المدني للطوارئ والتنبؤات وهم قائمين بدورهم في هذا المجال، مشيرا إلى إعصار مكونو والحالة المدارية القادمة» لبان». وأضاف في كلمته أن «الندوة استعرضت الإنجازات التي تحققت وتوحيد الجهود والتعارف بين المتخصصين والعاملين في هذه القطاعات بحيث نوفر لهم المظلة المحايدة التي يتحدثوا فيها ليقدموا خبراتهم والتنسيق فيما بينهم وتبادل المعلومات. واكد ان السلطنة منذ فجر النهضة المباركة شهدت تطورا هائلا شمل معظم القطاعات التنموية مع ما يصاحب ذلك من تأثير على مفردات البيئة بصفه عامة وعلى الأخص زيادة الطلب على الأراضي لمختلف الاستخدامات لذا وكنتيجة حتمية تم استصلاح الأراضي وتسارعت التنمية العمرانية وصاحب ذلك التضييق على مجاري الأودية، كما تم تطوير الأراضي المنخفضة التي ابتعد عنها السابقون دون الأخذ بالحلول الهندسية التي تجنب هؤلاء المطورون إخطار الفيضانات مما تطلب إصدار قانون ينظم هذه الأعمال ويمنع البناء في بطون الأودية مما يسهل استبدال الأراضي وإصدار الأحكام من جهة أخرى. وأشار إلى أن الأنواء المناخية الاستثنائية التي تعصف بالعالم أجمع تقاربت والسلطنة ليست بمعزل عن ذلك حيث تكاد تقترب هذه الظواهر من سواحلها سنويا وبدرجات مختلفة من القوة والمسافة.

مراقبة الظواهر

وأضاف السليماني أن هذه الظروف واكبها تطور كبير علميا وإداريا وتقنيا حيث تم استحداث المؤسسات المتخصصة لمراقبة هذه الظواهر والاستعداد للتقليل من مخاطرها والذي تم استعراضه بالتفصيل من خلال الأفلام المرئية والمحاضرات التي قدمت، مبينا أن الوعي الذي صاحب هذا التزايد والتقارب في الحالات المدارية غير العادية وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي جعلت نقل المعلومة الصحيحة في وقت قياسي لقطع الطريق على الإشاعات، مثمنا جهود العاملين في التنبؤات الجوية وتفاعلهم الدائم حتى اصبحوا مثالا يحتذى بهم على مستوى العالم كما ان المدرسة العمانية ان جاز التعبير في الرصد الجوي ونشر البيانات أصبحت تطبق في عدد من الدول العربية والإشادة بدور وسائل الإعلام والتفاعل مع المختصين في اللجنة الوطنية للدفاع المدني جعلت هذه اللحمة تتجلى في أبهى صورها.

واستهدفت الجمعية العمانية للمياه من خلال تنظيم هذه الندوة تحقيق حزمة متكاملة من الأهداف تتماشى مع مبادئ الإدارة المتكاملة للموارد المائية وأهداف التنمية المستدامة وأهمها تشجيع البحث العلمي والدراسات وبرامج التدريب وتطوير القدرات المحلية في مجالات علوم المياه والتعاون مع الجامعات ومراكز البحث العلمي وتوطيد التعاون مع الجهات والمؤسسات والأفراد العاملين في مجال المياه، بالإضافة إلى المشاركة في نشر الوعي لترشيد استهلاك المياه والاستخدام الأمثل لها بالتعاون مع الجهات المختصة للمحافظة على مصادر المياه من الاستنزاف والتلوث والمشاركة في وضع وتطوير أفضل المواصفات والمقاييس في مجال المياه، وتشجيع استخدام الوسائل العلمية لتطوير مصادر المياه المختلفة مثل تحلية المياه ومعالجة مياه الصرف الصحي وإعادة استخدامها وتقديم المشورة العلمية والفنية والاقتصادية في مجال المياه للجهات التي تطلبها. ولتحقيق هذه الأهداف نظمت الجمعية العمانية للمياه العديد من الندوات والحلقات العلمية.