1005623
1005623
صحافة

المؤتمر السنوي لحزب المحافظين

08 أكتوبر 2018
08 أكتوبر 2018

انعقد المؤتمر السنوي لحزب المحافظين هذا العام في مدينة برمنجهام، وسط انجلترا، خلال الفترة من 30 سبتمبر إلى 3 أكتوبر 2018، وقد حضرت رئيسة الوزراء تيريزا ماي جلسة الافتتاح في اليوم الأول داعية الى الوحدة ورص صفوف الحزب خلفها، فيما قاطع خصمها بوريس جونسون جلسة الافتتاح، وشن هجوما شديدا على خطة الحكومة بشأن البريكست.

وأبرز ما أشارت اليه التقارير الإعلامية حول هذا المؤتمر هو خطاب بوريس جونسون، وخطاب تيريزا ماي في الجلسة الختامية للمؤتمر، كذلك انضمام عدد من نواب البرلمان إلى زعيم حزب الاستقلال نايجل فاراج في مسيرة بالقرب من مقر انعقاد المؤتمر مطالبين ماي بإلغاء خطتها بشأن البريكست، كما نظم مئات من المحافظين المؤيدين للبقاء في الاتحاد الأوروبي مسيرة مطالبين بتنظيم استفتاء جديد على خروج بريطانيا من الاتحاد. وكان هناك انقساما بين أعضاء الحزب، ففي قاعة المؤتمر الرئيسية دافع وزراء عن رئيسة الوزراء واقتراحها، بينما في القاعات المجاورة طالب عدد من نواب الحزب النافذين، منهم جاكوب ريس موغ، وديفيد ديفيس، وبوريس جونسون، تريزا ماي بالتخلي عن خطتها واقترحوا اتفاقا للتبادل التجاري على غرار اتفاق كندا مع الاتحاد الأوروبي.

وفي خطابه الذي استغرق 35 دقيقة، أمام 1500 من أنصاره، أكد جونسون على أن خطة شيكرز «خديعة»، وتحدث عن الفرص «الهائلة» التي يؤمنها اقتراحه المضاد، ومزج جونسون في خطابه بين النكات والعبارات اللاذعة إلا أنه لم يهاجم ماي شخصيا، ولكنه وصف استراتيجيتها للخروج بأنها «خطيرة وغير مستقرة» كما أنها «ذل سياسي».

وعقب كلمة جونسون قالت ماي لشبكة سكاي نيوز أنه «يريد دائما أن يقدم عرضاً مشوقا» بينما تركز هي على الأمور التي تهم «الحياة اليومية» للناس.

واستغل العديد من زملاء جونسون السابقين المؤتمر لإطلاق النكات عليه، وقال وزير المالية فيليب هاموند لصحيفة «ديلي ميل» ان خطة «بريكست» البديلة «مجرد خيال»، وان طموح جونسون في ان يكون رئيس الوزراء المقبل محكوما عليه بالفشل، وحتى وزير بريكست السابق ديفيد ديفيس الذي يؤيد إبرام اتفاق للتبادل الحر، نأى بنفسه من مواقف جونسون، وقال إن «أفكاره تشكل مادة جيدة لعناوين صحف ولكنها ليست بالضرورة سياسات جيدة».

وفي ختام المؤتمر يوم الاربعاء الماضي رقصت رئيسة الوزراء تيريزا ماي في طريقها للمنصة واستمرت في الرقص على أنغام موسيقى أغنية «الملكة الراقصة - Dancing Queen» لفرقة آبان السويدية، وصفق الحاضرون وقوفا لها عند صعودها على المنصة، وكأنها رغبت أن تمحو من الذاكرة ما حدث في خطاب مؤتمر العام الماضي 2017 عندما احتبس صوتها خلال الخطاب. وكانت ماي قد جذبت اهتمام وسائل الإعلام البريطانية عندما رقصت مع الطلبة في كيب تاون في جنوب افريقيا الشهر الماضي، ومع فرق الكشافة في كينيا، وها هي تعود الآن لترقص على منصة المؤتمر السنوي لحزب المحافظين في برمنجهام لتثير اهتمام الصحافة مرة اخرى، فلم تخلو صحيفة من نشر صورة لها أو أكثر وهي تتمايل على أنغام الموسيقى.

صحيفة «ديلي ميل» كتبت في عنوانها الرئيسي: «ماما ماي- أ»، مشيرة إلى انها قدمت خطابا شجاعا، دمرت فيه غريمها العمالي جيريمي كوربين، وأوقفت منافسها بوريس جونسون عند حدة.

أما صحيفة «التايمز» فنشرت خمس صور لها في اوضاع مختلفة للرقص مع عنوان يقول «ماي تتحرك نحو انهاء التقشف». وأضافت ان «ملكة الرقص» أعلنت عن نهاية عقد التقشف، لكن هناك سلسلة من الالتزامات التي ستحد من الخيارات المتاحة أمام وزير المالية في ميزانية هذا الشهر، وتفيد صحيفة «ديلي تلغراف» ان بعض الوزراء طالبوا تيريزا ماي بأن تعلن عن موعد تنحيها في خطابها ، ولكنهم اختلفوا على متى يكون هذا الموعد ، فالبعض يرغب في رحيلها فور تنفيذ بريكست في مارس المقبل، فيما يرى آخرون بقاؤها حتى العام 2020 على ان تعلن موعد رحيلها في المؤتمر. ومع تصاعد الخلافات داخل صفوف حزب المحافظين، حثت تيريزا ماي أعضاء الحزب وناشطيه على تنحية الخلافات جانبا حتى لا تعطى الفرصة لاستيلاء حزب العمال وزعيمه اليساري المتطرف جيمي كوربين على السلطة في البلاد.

كما وجهت تحذيرا إلى بروكسل من أن المملكة المتحدة لا تخشى المغادرة بدون اتفاق إذا لم يقدم الاتحاد الأوروبي تنازلات. واستعرضت رؤيتها وخططها لطريقة الخروج من الاتحاد بشكل لا يحدث ضررا لاقتصاد البلاد، ودعت إلى دعم مقترحاتها لحماية بريطانيا، على حد تعبيرها.

وأشارت ماي في خطابها أيضا إلى اعتماد نظام جديد للهجرة، ورفع قيمة الضرائب على شراء العقارات من قبل الأجانب القادمين من خارج بريطانيا، بالإضافة إلى تجميد رسوم الوقود، كما هاجمت حزب العمال، وقالت «يتعين علينا ان نكون حزبا للدولة كلها.. حزبا ليس للقلة ولا حتى للكثرة ، لكن للجميع الذين يستعدون للعمل الجاد وبذل قصارى جهدهم».

وأعلنت ماي عزم حكومتها على إنهاء سياسات التقشف ، وان نهاية ركود الأجور وتخفيضات الإنفاق تلوح في الأفق، وانها ستقوم بزيادة النفقات على الخدمات العامة بعد الخروج من الاتحاد.