1004516
1004516
المنوعات

مسلسلات وأفلام في روسيا تختبر حدود حرية التعبير

07 أكتوبر 2018
07 أكتوبر 2018

موسكو «أ.ف.ب»: تختبر عدة أعمال سينمائية وتلفزيونية في الفترة الأخيرة حدود حرية التعبير في روسيا حيث اختفت الانتقادات الموجهة للسلطة من وسائل الإعلام الشعبية الخاضعة لإشراف شديد.

مسلسل «إقامة جبرية» بدأ عرضه منتصف أغسطس عبر محطة «تي ان تي» الشعبية وهو يتناول بطريقة فكاهية مغامرات رئيس بلدية فاسد ما يذكر بفضائح تنكشف بانتظام على المستوى المحلي.

وبعد أسابيع قليلة، عرض فيلم يروي نضال الكاتب ليون تولستوي لإنقاذ جندي شاب من الإعدام في عهد القيصر الروسي في صدى لصرامة القضاء الروسي مع الذين ينتقدون النظام.

وفي السنوات الأخيرة اهتمت أفلام عدة بالسياسة على غرار «عطلة الرئيس» وهي عمل كوميدي يؤدي فيه ممثل يشبه فلاديمير بوتين دور رئيس يحاول تمضية عطلة في القرم بالخفاء. إلا أن هذه الأعمال يجب ألا تتجاوز حدا معينا. فقد تم إحكام الإشراف على وسائل الإعلام في سنوات حكم بوتين الأولى في مطلع الألفية وبات أي انتقاد صريح للكرملين محصورا بالإنترنت.

وفي السينما، تُحْرم الأفلام التي تتناول مواضيع اجتماعية تعتبر حساسة جدا، من المساعدة الرسمية كما كانت الحال مع فيلم اندري زفيانغينتسيف الأخير القاتم جدا، أو أن عرضها يمنع تماما مثل الفيلم الكوميدي الفرنسي-البريطاني «ذي ديث أوف ستالين» الذي اعتبر تناوله بطريقة فكاهية للنزاع على السلطة الذي تلا موت ستالين العام 1953، مسيئا.

- سيريبرينيموف، فاسيليفا وآخرون: المسلسل الأسبوعي «إقامة جبرية» يتناول مغامرات رئيس بلدية محكوم عليه بالإقامة الجبرية بعدما قبض عليه بجرم الفساد المشهود. ويؤكد سيميون سليباكوف القيم على المسلسل أن صديقا له لا يسمه، فرضت عليه الإقامة الجبرية أعطاه نصائح في حين أن سلطات السجون قالت لكتاب السيناريو كيف يتم وضع السوار الإلكتروني على سبيل المثال.

ويوضح سليباكوف لوكالة فرانس برس «الإقامة الجبرية هي على كل لسان في هذه الأيام». ومن الأمثلة الأخيرة على ذلك قضية المخرج المسرحي والسينمائي كيريل سيريبرينيكوف الذي وضع في الإقامة الجبرية في شقته في موسكو منذ أكثر من عام بتهمة اختلاس أموال مثيرة للجدل.

ويتحدث سليباكوف من جهته عن حالة موظفة كبيرة سابقة في وزارة الدفاع إيفغينيا فاسيليفا التي وضعت في الإقامة الجبرية مدة سنتين في شقتها الفخمة جدا في موسكو بانتظار محاكمتها في قضية اختلاس أموال. وقد أثار وضعها الكثير من المواقف الساخرة.

ويوضح سليباكوف «ما كان يهمني في كل ذلك هي المفارقة في الإقامات الجبرية هذه وهي أن الأشخاص الذين يشملهم القرار والمتهمين بجرائم اقتصادية كانوا يحتجزون في ظروف راحة كبيرة».

- «لسنا كوريا الشمالية» - لكن في مسلسله يضطر رئيس البدلية إلى ترك شقته الكبيرة ليقطن في مسكن شعبي بعيدا عن الرفاهية.

واعتبر موقع «ميدزوا» المستقل أن المسلسل «يشكل طريقة ساخرة ولطيفة لانتقاد فساد السلطات» لكن آخرين انتقدوه معتبرين انه يعطي صورة إيجابية عن الأجهزة الأمنية. وذكرت صحيفة «نوفيا غازيتا» أن بث هذا المسلسل «مؤشر واضح حول ما هو مسموح به وما هو غير مسموح ما يمكن المساس به وما لا يمكن المساس به».

ويركز المسلسل على فساد النخبة الحاكمة على المستوى المحلي التي غالبا ما تكون في قلب فضائح تحرص السلطات على نشرها لتظهر أنها تكافح هذه الآفة. ووسائل الإعلام العامة تتناول هذه القضايا بشكل واسع لكنها تلزم الصمت حول تحقيقات بتهمة الفساد تطال المعارض أليكسي نافالني. ويرفض سيميون سليباكوف القول إنه خفف من انتقاده لتجنب الرقابة.

ويوضح «أظن أن التحذيرات الآتية من الغرب ومفادها أنه لا يمكن الخروج عن الخط دون أن نعاقب، مبالغ بها. فنحن لسنا كوريا الشمالية». - أعداء خارجيون وداخليون - وبعد أسابيع على مسلسله، سلطت الأضواء على فيلم تناول ليون تولستوي. في فيلم «قصة تعيين» يحاول الروائي الشاب إنقاذ جندي شاب من الإعدام بسبب صفعه ضابطا أعلى منه رتبة، طالبا الصفح عنه من نظام قضائي يوغل بالصرامة في عهد القيصر. وكتب الناقد السينمائي اندري بلاخوف «نقيم رابطا تلقائيا مع محاكمة اوليغ سينتسوف» في إشارة إلى المخرج الأوكراني الذي حكم عليه بالسجن 20 عاما بتهمة «الإرهاب» في روسيا.

في الفيلم يؤكد المدعي العام أن الأمن القومي يتطلب إجراءات صارمة مشددا على أن روسيا «محاطة بأعداء خارجيين» فيما يمزقها أعداء من الداخل، وهو كلام يتكرر كثيرا في روسيا اليوم. وحثت المخرجة افدوتيا سميرنوفا التي يعتبر زوجها اناتولي تشوبايس مهندس عمليات التخصيص الروسية إثر انهيار الاتحاد السوفياتي، السلطات على العفو عن كيريل سيربرينيكوف وشخصيات أخرى من أوساط الثقافة.لكنها أشارت إلى أن فيلمها لا علاقة له باوليغ سينتسوف الذي أتى توقيفه بعد الانتهاء من كتابة السيناريو. وقالت «بصراحة أنا لست سعيدة بأن يسلط الوضع الراهن الضوء على فيلمي. كنت أظن أننا تجاوزنا المرحلة».