1003692
1003692
العرب والعالم

الأمم المتحدة: الأزمة في اليمن تدفع بالملايين نحو المجاعة

06 أكتوبر 2018
06 أكتوبر 2018

«أنصار الله» يحذرون من الانخراط في «ثورة الجياع» -

صنعاء- «عمان» - (د ب أ) -

أعلنت المنسّق المقيم للأمم المتحدة ومنسّق الشؤون الإنسانية في اليمن ليز غراندي تضرّر ملايين اليمنيين من المعدمين الذين يعانون من الجوع جرّاء الانخفاض السريع والخارج عن السيطرة في قيمة الريال اليمني.

وقالت المسؤولة الأممية في بيان «تعاني اليمن أصلاً من أسوأ أزمة إنسانية في العالم، ويعيش عدد لا يحصى من الناس في جميع أنحاء اليمن منذ سنوات بالكاد على قيد الحياة وهم على شفا حفرة من الانهيار».

وأضافت «عندما ترتفع أسعار القمح أو زيت الطهي أو الحليب في الأسواق المحلية، حتى ولو بزيادة بسيطة، فسيصبح التأثير كارثياً وفورياً. كما أن الأسر التي كانت بالكاد تستطيع شراء ما تحتاج إليه، أصبحت فجأة غير قادرة على ذلك».

وارتفعت أسعار السلع الأساسية بشكل حاد في الأسابيع الأربعة الماضية بسبب الانخفاض السريع في قيمة الريال اليمني. وارتفعت تكلفة الحد الأدنى لسلة المواد الغذائية للأسرة في الشهر الماضي بنسبة 11%، كما ارتفعت أسعار الديزل بنسبة 45% وأسعار زيت الطهي بنسبة تصل إلى 200% في المناطق المتضرّرة بشدّة.

وتحدّثت غراندي بقولها «يقدّم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة وبقية الشركاء مساعدات غذائية شهرية لما يقرب من 8 ملايين شخص يعانون من شدّة الجوع».

وأضافت «إذا استمرّت قيمة الريال اليمني في الانخفاض، فإن 3.5 إلى 4 ملايين شخص يمني آخرين سيقعون في ظروف ما قبل المجاعة».

وأردفت «أصبح الوضع لا يطاق بالفعل، وسوف نصل إلى نقطة اللارجعة ما لم يتم القيام بشيء لإنقاذ قيمة الريال اليمني».

وتجاوز سعر صرف الريال في مقابل الدولار 700 ريال بعدما كان 215 قبل الحرب الأخيرة.

ويحتاج 22 مليون شخص، أي 75% من سكان اليمن، إلى شكل من أشكال المساعدات الإنسانية والحماية. وتطلب الأمم المتحدة وشركاؤها 3 مليارات دولار عبر خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2018 لدعم ملايين الأشخاص المحتاجين في جميع أنحاء البلد. وتلقّت الخطة حتى الآن 1.92 مليار دولار، أي 65% من الموارد التمويلية المطلوبة.

من جهة أخرى أعلنت منظّمتا «الصحة العالمية» و«اليونيسيف» إكمال تطعيم أكثر من 306 آلاف شخص في اليمن، من بينهم أكثر من 164 ألف طفل دون سن الخامسة عشرة، ضد الكوليرا.

وقالت المنظّمتان في بيان إن الهدنة التي أعلنها أطراف الصراع، فيما عرفت باسم «أيام الهدوء»، مكّنتهما من تنفيذ الحملة المشتركة، التي استمرّت ستة أيام واستهدفت ثلاث مناطق في محافظتي الحديدة وإب. وأشار البيان إلى أن الحملة نفّذها نحو ثلاثة آلاف عامل في مجال الصحة.

وقالت المديرة التنفيذية لـ «اليونيسيف» هنرييتا فور «إن نجاح حملة التطعيم يظهر ما يمكننا إنجازه، بصورة جماعية، للأطفال والأسر في اليمن عندما يتوقّف القتال ويتاح وصول المساعدات الإنسانية»، مشدّدة على أن الحل السياسي الشامل للنزاع هو الضامن الوحيد لسلامة الأطفال في جميع أنحاء البلاد على المدى الطويل.

بدوره، قال مدير منظّمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنه «من غير المقبول أن يموت الناس بسبب أمراض يمكن الوقاية منها»، معرباً عن امتنانه للهدنة التي مكّنت من إكمال حملة التطعيم ضد الكوليرا. وأضاف ان «التطعيم هو واحد من العديد من الخدمات الصحية التي يحتاجها الناس. في نهاية المطاف، السلام هو الطريق الوحيد للصحة».

وأشارت المنظّمتان إلى أنه ومنذ أبريل عام 2017، توفّي أكثر من 2500 شخص من بين أكثر من 1.2 مليون حالة اشتباه بالإصابة بالكوليرا في اليمن، في واحدة من أسوأ الفاشيات في التاريخ الحديث. وشدّدتا على أهمية التطعيم لمنع مزيد من انتشار المرض.

وأشار بيان الوكالتين الأمميتين إلى أنه وقبل نهاية العام، سيتعيّن تطعيم أكبر عدد من الناس ضد الكوليرا، وتحصين المزيد من الأطفال ضد شلل الأطفال والحصبة والالتهاب الرئوي والأمراض الأخرى التي يمكن الوقاية منها.

وشدّد البيان على أن التحصين مسألة حياة أو موت لملايين الناس في اليمن، وخاصةً الأطفال، مشيراً إلى وفاة طفل كل 10 دقائق لأسباب يمكن الوقاية منها.

وأضاف -البيان- ان النظام الصحي في البلاد ضعيف جداً، فمعظم العاملين في مجال الصحة لم يتلقّوا رواتبهم منذ عامين، يصاحب ذلك نقص في المعدّات الطبية، فيما باتت الهجمات على البنية الأساسية المهمة، مثل نقاط المياه والمرافق الصحية، حقيقة يومية. وقال البيان إن سوء التغذية الحاد المنتشر بين الأطفال يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بأمراض الإسهال.

وجدّدت منظّمتا «الصحة العالمية و«اليونيسيف» دعوتهما لأطراف النزاع إلى التقيّد بالتزاماتها القانونية ووقف الهجمات ضد البنية الأساسية المدنية وضمان الوصول الآمن وغير المشروط والمستدام لجميع الأطفال المحتاجين في اليمن.

وقالتا إن الهدنة خطوة إيجابية تقود إلى منح العاملين في المجال الإنساني فضاء يمكّنهم من الوصول إلى الأطفال والأسر الضعيفة، ومساعدتهم على البقاء على قيد الحياة، في واحدة من أكثر الأزمات الإنسانية شراسة في العالم، إضافة إلى إعطاء فرص أوسع لجهود بناء السلام تركّز على رفاه وصحة الشعب اليمني.

في غضون ذلك حذرت الأجهزة الأمنية التابعة لجماعة (أنصار الله) مساء أمس الأول، من الانخراط في المظاهرات التي دعا إليها مواطنون وناشطون وحقوقيون يمنيون تحت مسمى «ثورة الجياع» في العاصمة صنعاء.

وقالت الأجهزة الأمنية في بيان «نحذر كل من تسول له نفسه بالانخراط في النشاط الذي يستهدف الاستقرار ويحاول إضعاف الانتصارات التي تتحقق في الجبهات».

وهدد البيان «من سينخرط بهذا النشاط سيلقى جزاءه الرادع وفقا للقوانين واللوائح النافذة في بلادنا».

وأضاف «نؤكد بأننا لن تسمح لأي عابث أو عميل أن يزعزع الأمن والاستقرار، تحت أي ذريعة، وأننا سنتصدى لكل ما وصفته محاولات العدوان المفضوحة».

في السياق نفسه، أعلن (أنصار الله) عن تنفيذ وقفات احتجاجية ، بعدة مديريات في صنعاء، تزامناً مع دعوات واسعة من قبل مناهضين للجماعة للخروج في نفس الوقت للمشاركة «بثورة الجياع».

ومنذ اكثر من أسبوع نفذ مواطنون وناشطون وحقوقيون يمنيون حملة إلكترونية واسعة تطالب بالخروج «بثورة الجياع ضد الجميع (الشرعية والتحالف وأنصار الله) تنديداً بانهيار العملة المحلية والانهيار الاقتصادي الكبير الذي تشهده اليمن.

الى ذلك، طالبت «رابطة أمهات المختطفين» جماعة «أنصار الله» بسرعة إطلاق سراح جميع المعتقلات دون قيد أو شرط، و«محاسبة مرتكبي هذه الانتهاكات وتقديمهم للعدالة».

وأدانت الرابطة في بيان أصدرته أمس واستنكرت بأشدّ العبارات اعتقال «أنصار الله» لعدد من النساء من شوارع العاصمة صنعاء أثناء مظاهرات احتجاجية على تدهور العملة الوطنية وارتفاع الأسعار وتدهور الأوضاع المعيشية.

من ناحية أخرى، اغتال مسلّحون مجهولون مساء الجمعة، أحد قيادات حزب «التجمّع اليمني للإصلاح» بمحافظة الضالع «جنوب اليمن».

وقالت مصادر محلية: إن مسلّحين مجهولين أطلقوا النار على القيادي في حزب الإصلاح «الذي يعدّ ذراع جماعة الإخوان المسلمين في اليمن» بمحافظة الضالع زكي السقلّدي وهو داخل سيارته أمام منزله.

وأضافت المصادر أن السقلّدي قتل على الفور في حين فرّ المسلّحون إلى جهة مجهولة.