العرب والعالم

«جورج سميث» الفائز بنوبل للكيمياء وداعم القضية الفلسطينية

05 أكتوبر 2018
05 أكتوبر 2018

بروفايل.. وصف وعد بلفور «بالفصل الخسيس في الظلم الاستعماري الاستيطاني»

واشنطن - الأناضول - رغم فوزه بجائزة نوبل للكيمياء لعام 2018، إلا أن العالم الأمريكي البروفيسور جورج سميث، كان دائماً يُفضّل أن يعرف نفسه، بأنه مناهض للصهيونية، وداعم للقضية الفلسطينية ولحركات مقاطعة إسرائيل، ولعل هذا ما يفسر مهاجمة صحف إسرائيلية له بشدة عقب إعلان فوزه بنوبل.

ففي سيرته الذاتية المسجلة على موقع «mondoweiss» المناهض للصهيونية، حيث ينشر «سميث» مقالاته خلال السنوات الست الماضية، لا يتطرق الرجل إلى إنجازاته كعالم كيمياء، بل يشير في المقام الأول إلى أنه «داعم لحركة العدالة في فلسطين (تأسست داخل جامعة ميسوري الأمريكية)».

كما يعرف نفسه بأنه «ناشط في حركة الصوت اليهودي من أجل السلام (وهي منظمة أمريكية تركز على الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني)»، وهي تعريفات تعبر عن توجهاته ووجهات نظره فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، حيث استطاع خلال السنوات القليلة الماضية أن ينشط حركات مقاطعة إسرائيل ويعيد تفاعلها، وفق مراقبين.

ووفق الموقع ذاته، يقول «سميث» (77 عاماً) في تقديمه لنفسه: «أنا رجل غير ديني، أو يهودي المولد، لكن زوجتي يهودية، وأبنائي تمت عمادتهم تبعا للديانة اليهودية، أنا شديد الانخراط بالسياسة والثقافة اليهودية، وفي تحقيق العدالة بفلسطين».

ويوم الأربعاء الماضي، أعلنت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم، منح الأمريكية فرانسيس أرنولد، من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، نصف جائزة نوبل للكيمياء لعام 2018، فيما تم منح النصف الآخر بشكل مشترك لسميث، من جامعة ميسوري، والبريطاني غريغوري وينتر، من مختبر علم الأحياء بكامبريدج، وذلك لتطويرهم «أنزيمات وأجسام مضادة قادت لإنتاج وقود حيوي وأدوية علاجية. وعقب الإعلان عن الجائزة، هاجمت وسائل إعلام إسرائيلية «سميث»، وقالت إنه من أشد مناهضي الصهيونية، وأحد الداعمين لحملة المقاطعة الدولية لإسرائيل (BDS)، وينسب له مقولة أن «مناهضة الصهيونية هي حركة عدالة اجتماعية من أجل المحرومين والمضطهدين».

وفي هذا الصدد، قالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، الأربعاء الماضي، إنّ نشاط «سميث» السياسي جعله شخصية مثيرة للجدل في جامعة ميسوري، وهدفًا للجماعات الموالية لإسرائيل.

فقبل نحو 3 أعوام سعى «سميث» لتنظيم محاضرة بعنوان «وجهات نظر حول الصهوينية»، في جامعة ميسوري الأمريكية، حيث يقوم بالتدريس، غير أنه تم إلغاءها فيما بعد لضعف عدد الحضور، بفعل نشاط الجماعات الموالية لإسرائيل، ودعايتها ضد المحاضرة.

وفي تقرير لصحيفة «كولومبيا دايلي تريبيون»، للتعقيب على إلغاء محاضرة «سميث» حول الصهيونية في جماعة ميسوري، قال «سميث»عام 2015 إنّه «لا يعارض اليهود، ولا اليهود الذين يعيشون في فلسطين، بل يعارض سيادة عرق اليهود على الأعراق والشعوب الأخرى».

بدورها، قالت صحيفة «ذا تايمز أوف إسرائيل»، الأربعاء، إن موقف «سميث» المناهض للصهيونية، ونشاطه في حملة المقاطعة الدولية لإسرائيل (BDS)، دفعاه لكتابة العديد من المقالات، «ضد الدولة اليهودية»، على حد تعبيرها.

وفي أبريل الماضي، اتهم «سميث»، المؤسسات السياسية والإعلامية في الولايات المتحدة، بالوقوف بقوة منذ 70 عاما، إلى جانب «الرصاصات»، فيما يتعلق بالوضع في غزة، وذلك في إشارة إلى انحياز تلك المؤسسات للجيش الإسرائيلي واستهدافه للمدنيين الفلسطينيين بالرصاص الحي، خلال مظاهراتهم.

وجاء الاتهام في مقال له بعنوان: «غزة.. الماضي والحاضر»، نشر على صحيفة «كولومبيا دايلي تريبيون» المحلية في ولاية «ميسوري».

وقال سميث في مقاله: «يمكن للناس الآن معرفة حقيقة الأمر في إسرائيل - فلسطين من مصادر بديلة، ولتزايد أعداد حملات المقاطعة الدولية لإسرائيل التي يدعو من خلالها المجتمع المدني الفلسطيني، الضمير العالمي لنبذ الشراكات التجارية مع إسرائيل».

ومن المواقف التي يعتز بها العالم الأمريكي أيضا، وصفه في عام 2017، لوعد بلفور (الصادر في 1917)، بأنه «فصل خسيس في الظلم الاستعماري الاستيطاني».

و«وعد بلفور»، هو الاسم الشائع الذي يطلق على الرسالة التي بعثها وزير الخارجية البريطاني الأسبق آرثر جيمس بلفور، في 2 نوفمبر 1917، إلى اللورد (اليهودي) ليونيل وولتر دي روتشيلد.

بلفر أشار في رسالته المذكورة، أن حكومته ستبذل غاية جهدها لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.

وعام 2012، كتب «سميث» مقالا في صحيفة «كولومبيا دايلي تريبيون»، اتهم فيه إسرائيل بـ«القمع المنظم وتعمد نزع ملكية الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس الشرقية».

كما طالب، في المقال ذاته، الولايات المتحدة بوقف بيع الأسلحة لوزارة الدفاع الإسرائيلية.

وعلى صفحات موقع يحمل اسم «بعثة الكناري»، تم تأسيسه عام 2015 لنشر قوائم بأسماء الطلبة والأساتذة الأمريكيين المناصرين لفلسطين والذين يؤيدون سحب الاستثمارات من إسرائيل، ورد اسم «جورج سميث» كمعادٍ للصهيونية، وأحد متهمي إسرائيل بـ«التفرقة العنصرية، وإنشاء سجن مفتوح في قطاع غزة، وتنفيذ محرقة ضد الفلسطينيين».

وتشير تقارير إعلامية، إلى أنّ الحكومة الإسرائيلية تستخدم البيانات التي ينشرها هذا الموقع، للتحقيق مع المواطنين الأمريكيين حين الوصول إلى إسرائيل، ومنعهم من الدخول، إن كانوا من أنصار حملة المقاطعة الدولية، التي يعد «سميث» من أبرز أعضائها.

وفي السياق، أبرز الموقع وصف «سميث» تأسيس دولة إسرائيل على أنه «الجزء الأكثر خجلا في التاريخ اليهودي»، واعتباره ما تفعله إسرائيل في فلسطين بأنه «استعمار لأراضي فلسطينية محتلة».

وأشار الموقع إلى أن من بين المقربين لـ«سميث» كل من سايد فرانكل أحد الداعمين البارزين لحملة المقاطعة الدولية لإسرائيل، وأحد الموقعين على عريضة وقعت في يوليو 2014، تتهم إسرائيل بالتسبب في «أكثر من قرن من الاستعمار الصهيوني، والتطهير العرقي، والعنصرية، والإبادة الجماعية».

وبعيداً عن السياسة، فإن «جورج سميث»، من مواليد 1941، وحصل على البكالوريوس من جامعة هارفارد في علم الأحياء، والدكتوراة في علم الجراثيم، وهو متخصص في الكيمياء الحيوية في مجال الأبحاث عن البروتينات، واستطاع تطوير طريقة تعتمد على استخدام الفيروس الذي يصيب البكتيريا لإنتاج بروتينات جديدة، ما أهله للحصول على جائزة نوبل.