1002235
1002235
العرب والعالم

إسرائيل وألمانيا تختلفان حول إيران وحل الدولتين

04 أكتوبر 2018
04 أكتوبر 2018

نتانياهو يمتنع عن إعلان تأييده للسلام مع الفلسطينيين -

القدس- وكالات : أبرز المؤتمر الصحفي المشترك أمس ، لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ، خلافا حول الاتفاق الدولي مع إيران، وخيار حل الدولتين، للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.

وبالمقابل، فقد أبرز المؤتمر تطابقا في الموقف بشأن ضرورة منع إيران من حيازة السلاح النووي، وضرورة مغادرة القوات الإيرانية للأراضي السورية بالكامل.

وكانت ميركل قد التقت مع نتانياهو أمس في القدس الغربية، قبيل ترؤسهما الاجتماع المشترك للحكومتين الإسرائيلية والألمانية.

وقالت ميركل:«عبرت عن مخاوفنا بشأن سياسة الاستيطان التي تجعل من الصعب تطبيق حل الدولتين الذي هو الحل الأكثر حكمة للصراع».

وأضافت:«نتفق على أنه يجب منع إيران من الحصول على أسلحة نووية، كما تحدثت مع الرئيس الروسي عن الوجود الإيراني في سوريا، نريد المنطقة خالية من الإيرانيين».

وكانت ميركل قد قالت ، إنها تختلف مع إسرائيل بشأن الموقف من الاتفاق الدولي مع إيران. ومن جهته، فقد دعا نتانياهو المستشارة الألمانية إلى الانسحاب من الاتفاق الدولي مع إيران، وقال:«ليس سرا إنني أعارض الاتفاق النووي».

وتوعّد نتانياهو باستمرار الهجمات الإسرائيلية على المواقع الإيرانية في سوريا، وقال:«ستواصل إسرائيل القيام بكل ما هو ممكن للدفاع عن نفسها، سنواصل منع إيران من تحويل سوريا ولبنان إلى قاعدة لها».

واستدرك نتانياهو أن الاتفاق الإيراني، «فتح فرصا في المنطقة»، تتمثل في تحسين علاقة إسرائيل ببعض الدول العربية، وأضاف:«العلاقات مع الدول العربية هي أقرب من أي وقت مضى؛ تعاون جديد يفتح فرصا هائلة في المنطقة».

وبشأن قانون القومية الإسرائيلي، قالت ميركل إنها تدعم «الدولة اليهودية، ولكننا أيضا نقول إن للأقليات حقوقا»، في إشارة إلى المواطنين العرب في إسرائيل.

ومن جهته، فقد وجّه نتانياهو الاتهام إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس بـ «خنق تدفق الأموال إلى غزة، ما أدى إلى تدهور الأوضاع فيها، ودفع حماس إلى تصعيد العنف على الحدود».

وحذّر حماس من أنها «سترتكب خطأ كبيرا إذا هاجمت إسرائيل»، وقال:«ردنا سيكون صعبا جدا وإسرائيل ستقوم بكل ما هو ممكن للدفاع عن نفسها مواطنيها». وامتنع نتانياهو عن إعلان تأييده لخيار «حل الدولتين»، أو التعبير عن دعمه للسلام مع الفلسطينيين.

لكن كلاهما كانا مصممين على أن تسير الزيارة بسلاسة، فتبادلا التحية بحرارة بعد وصول ميركل مساء أمس الأول كما جالا على معرض حول الابتكار معا أمس.

وتعتبر زيارة ميركل بحد ذاتها دليلا على حرص برلين على الحفاظ على «العلاقة الخاصة» مع إسرائيل.

وزارت ميركل نصب «ياد فاشيم» برفقة عدد من وزراء حكومتها، وفي ختام الزيارة كتبت ميركل في كتاب الشرف كانت جرائم المحرقة غير المسبوقة خارجة عن مسار الحضارة».

وأضافت «من هنا تأتي مسؤولية ألمانيا الدائمة في استذكار هذه الجريمة ومحاربة معاداة السامية وكره الأجانب والكراهية والعنف».

وفي وقت لاحق كرمت جامعة حيفا ميركل ومنحتها درجة الدكتوراه الفخرية في مدينة القدس، كما أجابت على أسئلة طلاب الجامعة حول الاتفاق النووي الإيراني.

وتقول ألمانيا أن لقاء الحكومتين سيركز على العلاقات الاقتصادية والابتكار والتكنولوجيا مع الإشارة إلى أن المشاورات تجري منذ عشر سنوات.

وأكد مكتب نتانياهو في بيان «ستتركز الاستشارات ما بين الحكومتين على التعاون في مجالات الأمن والعلوم والاقتصاد وحماية الفضاء الإلكتروني والثقافة وغيرها من المجالات» مضيفا «سيتم إبرام مذكرات تفاهم بين وزارة المساواة الاجتماعية والمفوضية الألمانية للشؤون الثقافية والإعلامية تهدف إلى تعزيز العلاقات الإسرائيلية الألمانية». ويتوقع سفير إسرائيل السابق في ألمانيا يورام بن زائيف أن تقتصر مساعي ميركل على الحد الأدنى بشأن النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.

وقال «أعتقد أنها فقدت الأمل في إمكانية تحريك الوضع في الوقت الحاضر»، فيما تحدثت صحيفة «برلينر تسايتونغ» الألمانية عن «إذعان ميركل إلى حد ما» حيال نتانياهو.

ويبدو أن مصير قرية خان الأحمر الفلسطينية التي اتخذت إسرائيل قرارا بهدمها وهي تستقطب اهتمام الأوروبيين والألمان، بات معلقا بالرغم من تحديد إسرائيل مهلة انتهت الاثنين لسكانها من أجل هدم «كل المباني» فيها بأنفسهم، متوعدة بالقيام بذلك بعد هذا الموعد إذا لم يتم تنفيذ أمرها.

وفي حديثها مع طلاب من جامعة حيفا ، نفت ميركل تقريرا قالت فيه إنها هددت بإلغاء الرحلة إذا مضت إسرائيل قدما في هدم القرية مسبقا.

فإن أقدمت إسرائيل على هدم هذه القرية الواقعة في الضفة الغربية المحتلة قبيل أو خلال زيارة ميركل، قد يتحول الأمر إلى حادث دبلوماسي على ضوء قلق الأوروبيين حيال الرسالة التي ستوجهها القضية على صعيد معاملة الأقليات والاستيطان وإمكانية قيام دولة فلسطينية تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل.

ويعول سكان خان الأحمر على تدخل ميركل، وتظاهر أطفال القرية الأربعاء أمام الممثلية الألمانية في الضفة الغربية.

لكن لا يعرف ما إذا كان نتانياهو الذي ينتقده بعض خصومه آخذين عليه وقوفه المطلق في صف ترامب، سيكترث لأي تدخل ألماني.