دورة تدريبية بلغة الإشارة للعاملين في المؤسسات الصحية بشمال الشرقية

بدأت فعاليات الدورة التدريبية الأولى في لغة الإشارة بالمديرية العامة للخدمات الصحية بمحافظة شمال الشرقية ممثلة في دائرة الرعاية الصحية الأولية برعاية الدكتور سالم بن موسى العبري مدير عام الخدمات الصحية بشمال الشرقية بحضور مديري ومشرفي وموظفي المؤسسات الصحية بالمحافظة وذلك بقاعة غرفة تجارة وصناعة عمان بإبراء .

وتهدف الدورة التي ستستمر لمدة ثلاثة أيام إلى تعريف العاملين الصحيين ببرنامج ذوي الإعاقة بشكل عام ، ولغة الإشارة بشكل خاص سعيا لتسهيل طرق التواصل بين العاملين الصحيين والأشخاص ذوي الإعاقة السمعية ، ولتسليط الضوء على القاموس العماني للإشارة لذوي الإعاقة السمعية .

اشتمل الحفل على كلمة افتتاحية ألقاها الدكتور سالم بن موسى العبري مدير عام الخدمات الصحية بمحافظة شمال الشرقية تحدث من خلالها حول أهمية الدورة التدريبية في صقل وتعزيز مهارات الموظفين في كيفية التعامل مع فئة الصم في المؤسسات الصحية في كافة المجالات الصحية ولتسهيل التواصل مع فئة الصم ، لافتا إلى الحاجة الماسة لمبادرة كبرى تجعل من لغة الإشارة ركيزة أساسية في المصالح والجهات التي تتعامل مع الجمهور بصورة مباشرة وقال: بلغت نسبة (5%) من سكان العالم والذي عددهم يربو إلى (360) مليون شخص لديهم فقدان السمع منهم ( 32 مليون ) طفل مصاب بفقدان السمع

موضحا أنه في السلطنة وصلت النسبة إلى (5.5%) منها (25%) حالات ضعف سمع تبدأ في مرحلة الطفولة كما تساهم الشيخوخة في زيادة حالات فقدان السمع أيضا وتذكر منظمة الصحة العالمية أن واحد من كل ثلاثة أشخاص فوق عمر الـ (65) سنة يتعايش مع نوع من أنواع ضعف السمع كما يمكن تجنب مالا يقل عن 50% من حالات فقدان السمع عن طريق الوقاية الأولية وممارسات الرعاية الصحية السليمة للأذن وقد أنشأت وزارة الصحة البرنامج الوطني لرعاية صحة الأذن عام 2000م الذي تم دمجه لاحقا مع صحة العين تحت مسمى ( البرنامج الوطني لرعاية صحة العين والأذن ) بهدف الوقاية من اعتلال السمع وقد بدأ البرنامج من ذلك الحين بعمل الإجراءات اللازمة للوقاية من الأمراض التي قد تؤدي الى فقدان السمع وتم أيضا إدخال مسح أذن الأطفال حديثي الولادة وتم تغطية ما نسبته (96,9%) من مجموع مواليد وزارة الصحة عام(2016م) ومن خلال برنامج الصحة المدرسية تم تغطية ( 95,5% ) من إجمالي الطلبة المستهدفين بالصف الأول الأساسي كما تم إجراء عمليات زراعة القوقعة أو سماعات لعدد ( 47 ) مريضا خلال عام (2016م) وأشار المدير العام في كلمته إلى ان السلطنة تعد من الدول المتقدمة والنموذجية في مجال رعاية صحة الأذن من هنا يجب الاهتمام بهؤلاء الأفراد الذين فقدوا السمع سواء لأسباب وراثية أو لظروف مرضية أو بيئية ، هؤلاء الذين حرموا من نعمة التعامل مع العالم المحيط بهم . يجب ألا يحرموا من ممارسة حياتهم بشكل أقرب للأسلوب العادي أو الطبيعي . وهنا فإنه من موجبات الشكر لله العلي القدير أن توجد لغة تساعد هذه الفئة من الأفراد على التعامل وتساعدهم على التعلم الجيد أو المناسب وهذه اللغة هي التي عرفت ( بلغة الإشارة ) تلك التي تتمثل في مجموعة من الحركات المتتالية ذات المغزى المحدد والتي يمكن من خلال تعلمنا لها أن يصبح بيننا وبين هؤلاء الأفراد قنوات اتصال ووسيلة مناسبة لنقل وتبادل المعلومات والحوار معهم إيمانا ويقينا مطلقا منها بأهمية ذلك .

تضمنت الدورة في يومها الأول أساسيات لغة الإشارة العربية من الأرقام والحروف الأبجدية والتعامل الصحي والأسري وفي مجال الدين ، هذا وتحرص دائرة الرعاية الصحية الأولية على تنظيم مثل هذه الدورات التي تستهدف التوعية بكيفية التواصل مع فئة من فئات المجتمع، وهم ذوو الإعاقة من الصم، وذلك نظرا للدور المهم الذي تلعبه مؤسسات الخدمات الصحية في تقديم خدمات الرعاية الصحية تجاه مختلف فئات المجتمع .