1001055
1001055
العرب والعالم

محافظ القدس: الدعم الأمريكي للاحتلال.. عدوان جديد على الشعب الفلسطيني

03 أكتوبر 2018
03 أكتوبر 2018

الاحتلال يحاصر الخان الأحمر وأطفاله يستغيثون بميركل -

رام الله (عمان) نظير فالح:

أكد محافظ القدس عدنان غيث، أن «الولايات المتحدة الأمريكية تشن عدوانا وهجوما جديدا على الشعب الفلسطيني وتحرض سلطات الاحتلال على هدم وتهجير قرية الخان الأحمر».

وقال غيث في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف أمس، عقد في خيمة الاعتصام بقرية الخان الأحمر فجرا: «إن تصريحات المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيذر نويرت التي جاء فيها، «إن الحكومة الأمريكية تقر أن قرار المحكمة العليا الإسرائيلية بإخلاء منطقة البدو غير القانونية مقبولة علينا»، هو تحريض على هدم وتهجير الخان الأحمر، وصفعة للمستشارة الألمانية إنجيلا ميركل قبيل وصولها للمنطقة، وطعنة في ظهر المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بعد انعقاد دورة الجمعية العمومية.

وأضاف: «جاء هذا التصريح بعد ساعات من بيان لجيش الاحتلال عبر فيه عن استكمال استعداداته لهدم قرية الخان الأحمر وترحيل سكانها، وتصريح لوزير جيش الاحتلال افيغدور ليبرمان مباركته لقرار الهدم والتهجير ونفاذه».

وشدد غيث على أن هذه المواقف اللامسؤولة، هي امتداد وتناغم بين الإدارة الأمريكية وإدارة حكومة الاحتلال في استكمال تنفيذ صفقة القرن المشؤومة وتقويض حل الدولتين، لما تشكله هذه المنطقة من أهمية لضمان التواصل الجغرافي للدولة الفلسطينية المنشودة.

وأكد أن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس المحتلة عاصمة لدولة الاحتلال، ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إليها في السادس من نوفمبر الماضي، وما تبعه من استهداف لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وقطع المساعدات الإنسانية عن مشافي القدس الشرقية، والمساعدات المتفق عليها للسلطة الوطنية، هو إرهاب دولة وابتزاز رخيص منسجم ومتساوق مع قرارات حكومة الاحتلال، من إقرار قانون القومية وإعلانها المتبجح بإقامة مئات الوحدات الاستيطانية في الخان الأحمر وهدمه واقتلاع أصحاب الأرض الأصليين.

بدوره أكد رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف «أن إرادة شعبنا وموقف القيادة السياسية وفي مقدمتها الرئيس محمود عباس، هو التصدي ومواجهة سياسات العربدة والإحلال الممارس من قبل دولة الاحتلال، وأن هذه الممارسات تشكل بمجملها جرائم حرب وستلاحق دولة فلسطين من يتواطأ أو يساهم فيها».

وقال: «لن نتخلى عن واجبنا بالوقوف إلى جانب أهلنا من عرب الجهالين والتجمعات البدوية، وسندافع عن أرضنا ومشروعنا الوطني، وإن معركة الخان الأحمر هي معركة الكل الفلسطيني، ومعركة الدفاع عن مشروعنا الوطني وثوابتنا الفلسطينية».

ودعا عساف المجتمع الدولي والرباعية الدولية والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ووزراء الخارجية العرب إلى الوقوف عند مسؤولياتهم، والعمل الجدي والفعلي لوقف هذا العدوان على أبناء الشعب الفلسطيني، وعقد اجتماعات طارئة لترجمة المواقف إلى أفعال.

وكانت قوات كبيرة من جيش الاحتلال  قد حاصرت صباح امس، التجمع السكني للخان الأحمر شرق القدس المحتلة، تمهيدا لهدمه بعد انتهاء مهلة الاحتلال للأهالي لهدمه ذاتيا، فيما طالب أطفال الخان المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، التي تزور إسرائيل، الضغط على إسرائيل، لمنعها من هدم منازلهم.

وبحسب مواطنين فلسطينيين، فقد لوحظ ومنذ ساعات الصباح الباكر إقدام سيارات عسكرية للاحتلال بالتوافد إلى منطقة الخان الأحمر ومحاصرة التجمع السكني بعد 48 ساعة من انتهاء مهلة الاحتلال لهدم منازلهم ذاتيا، وذلك بموجب قرار صادر عن المحكمة العليا الإسرائيلية. ومع انتهاء مهلة الاحتلال، بعث أطفال من الخان الأحمر، رسالة إلى المستشارة الألمانية، طالبوها بالضغط على إسرائيل، لمنعها من هدم منازلهم، وناشدوها بالعمل على وقف مخطط الاحتلال لهدم وإخلاء التجمع، كما حمل الأطفال صورا لميركل، ولافتات تحمل عبارات تحذر من هدم التجمع السكني.

وتصل ميركل إلى إسرائيل (مساء الأربعاء)، دون أن تزور الضفة الغربية المحتلة، وتستمر الزيارة ليومين خلالها تلتقي بمسؤولين إسرائيليين، حيث من المتوقع وبسبب زيارة المستشارة الألمانية أن تؤجل سلطات الاحتلال عملية هدم الخان الأحمر وتشريد سكانه، كما ستثير ميركل ملف الخان الأحمر خلال اللقاء الذي سيجمعها برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو.

يذكر أن سلطات الاحتلال أمهلت أهالي الخان الأحمر حتى الأول من أكتوبر الجاري لهدم منازلهم ذاتيا، وإلا ستقوم القوات بذلك تنفيذا لقرار المحكمة العليا الإسرائيلية الصادر في شهر أغسطس الماضي، حيث ردت المحكمة التماس الأهالي قرار ضد إخلائهم وتهجيرهم لتوسيع المشاريع الاستيطانية فوق أراضيهم.