oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

تمارين عسكرية لتعزيز السلام

02 أكتوبر 2018
02 أكتوبر 2018

مما لا شك فيه أن التمرين الوطني «الشموخ /‏‏2» الذي انطلقت فعالياته صباح أمس الأول، والذي سيعقبه مباشرة التمرين العسكري العماني البريطاني المشترك «السيف السريع/‏‏3» والذي يستمر حتى نهاية الشهر الجاري ويتوج ببيان عملي في الثالث من نوفمبر القادم، هما من أهم التمارين الوطنية والمشتركة مع دول صديقة، ليس فقط بحكم طبيعتهما وحجم القوات والمعدات المشاركة فيهما، ولكن أيضا بحكم أنهما يصبان في هدف تعزيز السلام، ودعم القدرات الوطنية للسلطنة، على مختلف المستويات، وتحقيق أعلى درجات التناغم بين مختلف مؤسسات الدولة، العسكرية والمدنية من أجل تحقيق أهداف الوطن وحماية مقدراته والذود عن حياضه، دوما وتحت كل الظروف، وهو هدف طالما عمل حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - القائد الأعلى- على تحقيقه، وتوفير كل المقومات اللازمة له، سواء على صعيد قوات السلطان المسلحة وأجهزة الأمن المختلفة، أو على صعيد مؤسسات الدولة وتحقيق درجة عالية من التناغم والتنسيق فيما بينها في إطار أولويات الوطن وأهدافه العليا.

وفي ظل ما هو معروف من أن السلطنة تنفذ العديد من التمارين العسكرية والمدنية المجدولة في إطار برامجها وخططها التدريبية الذاتية ومع دول شقيقة وصديقة، فإن التمرين الوطني «الشموخ/‏‏2» والتمرين العماني البريطاني المشترك «السيف السريع /‏‏3»، يسهمان في إكساب قوات السلطان المسلحة، والجهات العسكرية والأمنية والمؤسسات الحكومية والمدنية المشاركة ، مزيدا من الخبرات على المستويات التعبوية والعملياتية والاستراتيجية، وبما يعزز سبل تحقيق التنمية المستدامة وما تتمتع به السلطنة من أمن واستقرار برغم ما تتعرض له المنطقة من تحديات، وما تمر به من تطورات يصعب التنبؤ بما يمكن أن تؤول إليه، اذا لم يتم العمل بشكل فعال لاستعادة المناخ المواتي لتحقيق قدر من التقارب يسمح بقيام حوار جاد وإيجابي بين الفرقاء للحيلولة دون إمكانية التصعيد في أكثر من مشكلة تعاني منها المنطقة في هذه الفترة.

جدير بالذكر أن السلطنة دعت في كلمتها أمام الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة الى أهمية أن تتعاون الدول، في المنطقة وعلى امتداد العالم، ضمن منطلقات جديدة تتوافق مع مبادئ حسن الجوار واحترام السيادة الوطنية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وحل الخلافات بالطرق السلمية، بعيدا عن الحروب وتبعاتها المأساوية، وهذه في الواقع مبادئ وركائز أساسية آمنت بها السلطنة وتعمل من أجلها، وتعهدت بها الدول المختلفة، عبر انضمامها الى الأمم المتحدة والى عضوية مختلف المنظمات الإقليمية والدولية، ومن شأن الالتزام العملي بتلك المبادئ أن يفتح المجال أمام حل مختلف القضايا، وعبر حوار يضمن في النهاية المصالح المشتركة والمتبادلة لمختلف الأطراف، فالسلام والاستقرار يقوم في النهاية على توازن المصالح وتوازن الأمن بين مختلف الأطراف.