997915
997915
العرب والعالم

سلطات الاحتلال تستعد لهدم «الخان الأحمر» خلال أيام

30 سبتمبر 2018
30 سبتمبر 2018

الجيش الإسرائيلي يداهم وسط رام الله -

رام الله (عمان) - وكالات -

قالت صحيفة «يسرائيل هيوم» أمس، إن السلطات الإسرائيلية تعتزم هدم تجمّع «الخان الأحمر» البدوي القائم شرقي القدس المحتلة، خلال الأسبوع الجاري.

وأفادت الصحيفة العبرية، بأن الجيش الإسرائيلي قام الأحد الماضي بتسليم سكان التجمّع إخطارًا بهدم مساكنهم قبل حلول تاريخ الأول من أكتوبر. وقالت «في حال لم يقم السكان بعد بهدم المباني وإذا لم يفعلوا ذلك، فمن المتوقع أن تقوم الإدارة المدنية بعملية الإخلاء نفسها هذا الأسبوع».

وكانت المحكمة العليا الإسرائيلية، قد قضت بهدم تجمّع «الخان الأحمر» الذي تقطنه نحو 80 عائلة فلسطينية من قبيلة «الجهالين».

وكانت حكومة الاحتلال الإسرائيلي قد طالبت سكان التجمّع بإخلاء مساكنهم في «الخان الأحمر» بشكل طوعي، مقابل توفير «بديل» يتمثّل بقطعة أرض على مساحة 255 دونمًا قرب مدينة أريحا، للعيش فيها.

وتجدر الإشارة إلى أن الحديث يدور حول أراضٍ غير مأهولة وتفتقر للخدمات العامة، حيث أنها غير مربوطة بشبكة الطرق أو البنى التحتية، سواء خطوط الماء أو الكهرباء أو شبكة معالجة مياه الصرف الصحي.

ويأتي هدم قرية الخان الأحمر في إطار خطة إسرائيلية لإقامة قوس من المستوطنات سيفصل فعليًا شرقي القدس المحتلة عن الضفة الغربية، وهي الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967. وتحيط بـ «الخان الأحمر» مستوطنتا «معاليه أدوميم» و»كفار أدوميم» اللتين تسعى السلطات الإسرائيلية لتوسيعهما على أراضي التجمّع البدوي، تمهيدا لمشروعها الاستيطاني الأكبر والمعروف بـ«E1» ويهدف لعزل مدينة القدس المحتلة عن الضفة الغربية وفصل جنوب الضفة عن شمالها.

وفي سياق متصل، دعت القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية إلى الالتزام بالإعلان عن الإضراب الشامل اليوم الإثنين، في أراضي الـ 48 والضفة الغربية وقطاع غزة وفي كل مخيمات اللجوء والشتات، وشددت على ضرورة التصدي لتهديدات الاحتلال بهدم «الخان الأحمر»، من أجل البناء والتوسع الاستيطاني في هذه المنطقة لتقطيع الضفة والحيلولة دون إقامة الدولة الفلسطينية.

من ناحية ثانية ، اندلعت مواجهات أمس، بين عشرات الفلسطينيين وقوة إسرائيلية، داهمت وسط مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة.

وقال شهود عيان لوكالة الأناضول، إن قوة عسكرية داهمت حي «بطن الهوى»، في مدينة رام الله، وحاصرت عمارة سكينة، واعتلى عدد من الجنود أسطح منازل قريبة من العمارة.

وأَضاف الشهود إن مواجهات اندلعت مع عشرات الشبان في المكان، استخدم الجيش الإسرائيلي خلالها الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع.

ورشق الشبان القوات بالحجارة والعبوات الفارغة، وأغلقوا طرقا بالحجارة وحاويات النفايات.

وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان صحفي تلقت وكالة الأناضول نسخة منه، إن طواقمها نقلت مصابا بالاختناق للعلاج لمجمع فلسطين الطبي، جراء المواجهات الدائرة في حي بطن الهوى.

في غضون ذلك قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، إن الهمجية التي تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي، لدى اقتحامها منازل المواطنين الفلسطينيين، تعكس عقيدة الاحتلال الفاشية والسادية المتحللة من أية أخلاق.

وأضافت الخارجية في بيان صحفي أمس، تعقيبا على إطلاق قوات الاحتلال، فجر أمس، النار على الأسير المحرر نور الدين محمد شكارنة من بلدة نحالين غرب بيت لحم، وإصابته برصاصة في الخاصرة واعتقال فتيين، ان سلطات الاحتلال حولت البلدات والقرى الفلسطينية إلى ميادين للتدريب والرماية، والمواطن الفلسطيني إلى هدف مباح ومتوفر للقتل والقنص.

وأكدت أن جنود الاحتلال، آلات قتل متحركة، ومدربون فقط على الإهانة والتدمير واستباحة كل ما هو فلسطيني، في خرق واضح وصريح لاتفاقيات جنيف وللقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي ومبادئ حقوق الإنسان.

وأشارت إلى أن هذه الممارسات والانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي، ترتقي لمستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، مؤكدا أن الترهيب والتخويف لن يزيد شعبنا إلا صمودا فوق أرضه.

وتساءلت الخارجية: ما هي مبررات الاحتلال لمثل هذه الاقتحامات العنيفة والوحشية لمنازل المواطنين وتكسير الأبواب وإطلاق النار بشكل مباشر على الفلسطينيين أثناء نومهم وضربهم وإطلاق النار في كل مكان سواء أثناء اقتحام البلدة أو منازلها؟ هل مبررهم وجود مقاومة استدعت هذا التدخل العنيف؟ أم أنها حالة استعراضية سادية يُعبر عنها جنود الاحتلال، وهم يحملون السلاح لممارسة أعتى أشكال الانتهاكات لحقوق الإنسان الفلسطيني؟.

وقالت الخارجية في بيانها: «أمام هذا الإجرام الإسرائيلي المتواصل بحق شعبنا وأرضه وممتلكاته ومقدساته، انخرست «نيكي هيلي» و«كوشنير» و«غرينبلات» و«فريدمان»، وتجاهلوا هذه الجريمة التي أعقبت جريمة اعتقال وقتل الشاب محمد الريماوي قبل أيام وكأنها لم تحدث، ما يجعلهم شركاء حقيقيين في التغطية على تلك الجرائم، ويجعلنا لا ننتظر منهم أية إدانة، لأنهم اختاروا الانحياز للاحتلال وسياساته الاستعمارية التوسعية، وأصبحوا أدوات تابعة له وأبواقا مروجة لسياساته». وطالبت المقررين الخاصين وأصحاب الاختصاص بسرعة النظر في هذه الانتهاكات الخطيرة، أما في ما يتعلق بالمجتمع الدولي، وقالت: «هو يريد لنفسه أن يبقى الغائب عن هذا الواقع وتجاهله وعزوفه عن إصدار أي بيان مهما كان ضعيفا وهشا خوفا من انتقادات واتهامات إسرائيلية لهم بمعاداة السامية، وبالتالي يدفع الشعب الفلسطيني ثمنا باهظا من دماء أبنائه».