997995
997995
العرب والعالم

الفصائل المقاتلة تنفي سحب آليات ثقيلة من شمال سوريا

30 سبتمبر 2018
30 سبتمبر 2018

أضرار مادية في هجوم بالقذائف الصاروخية والهاون على «الخالدية» -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات -

أكدت «الجبهة الوطنية للتحرير» التي تضم عددا من الفصائل المقاتلة أمس عدم سحب آليات ثقيلة من شمال سوريا، نافية بذلك التقارير التي تحدثت عن بدء الانسحاب من المناطق التي يفترض أن تكون «منزوعة السلاح» في إدلب، تطبيقا للاتفاق الروسي - التركي بهذا الصدد.

وقال المتحدث باسم الجبهة ناجي مصطفى لوكالة فرانس برس «لم يتم سحب السلاح الثقيل من أي منطقة من مناطق أو أي جبهة من الجبهات. ننفي ذلك بشكل قاطع»، بعد إعلان المرصد السوري لحقوق الإنسان صباح أمس عن بدء اول عملية سحب آليات ثقيلة لمجموعات من فصيل «فيلق الشام». و«فيلق الشام» هو احد فصائل «الجبهة الوطنية للتحرير».

وكان مدير المرصد رامي عبد الرحمن أعلن أمس أن «مجموعات من (فيلق الشام) تسحب منذ صباح (أمس) آلياتها الثقيلة من دبابات ومدافع في ريف حلب الجنوبي وضواحي مدينة حلب الغربية الواقعة ضمن منطقة نزع السلاح» التي يشملها الاتفاق، والمجاورة لمحافظة ادلب (شمال غرب). ونفى فصيل «فيلق الشام» أيضا قيامه بأي تحرك يتعلق بآلياته أو مقاتليه.

وقال المسؤول الإعلامي للفصيل سيف الرعد لفرانس برس «لا يوجد هناك أي تغيرات بمواقع الأسلحة أو إعادة ترتيب للمقاتلين» مشيرا إلى «التزامنا بالاتفاق في سوتشي». إلا أن المرصد أكد الانسحاب رغم هذا النفي مشيرا إلى أن الآليات تم سحبها بالفعل.

وأشار عبد الرحمن إلى أن انسحاب الآليات تم في عدد من البلدات بينها «خلصة والراشدين والمنصورة».

وينص الاتفاق الروسي - التركي الذي تم التوصل إليه في مدينة سوتشي الروسية على إقامة منطقة منزوعة السلاح بعمق 15 إلى 20 كيلومتراً على خطوط التماس بين القوات الحكومية والفصائل عند أطراف إدلب وأجزاء من محافظات مجاورة وتحديداً ريف حماة الشمالي وريف حلب الغربي وريف اللاذقية الشمالي.

ويتضمن اتفاق سوتشي الذي جنّب ادلب، آخر معقل للفصائل، هجوماً واسعاً لوحت به دمشق، أن تسلّم كافة الفصائل الموجودة في المنطقة المنزوعة السلاح، سلاحها الثقيل بحلول 10 أكتوبر، وينسحب المقاتلون تماماً منها بحلول 15 أكتوبر، على أن تنتشر فيها قوات تركية وشرطة عسكرية روسية.

إلا أن عقبة ظهرت السبت مع إعلان فصيل «جيش العزة» الذي ينشط تحديداً في ريف حماة الشمالي، في بيان رفضه للاتفاق في أول رفض علني يصدر عن تنظيم غير جهادي.

كما لم يصدر حتى الآن أي موقف رسمي من هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) التي تسيطر على اكثر من نصف مساحة إدلب وكانت أعربت سابقاً عن رفضها «المساومة» على السلاح، لكنها تجري محادثات داخلية مكثفة لاتخاذ قرار نهائي بشان موقفها من الاتفاق، بحسب المرصد. في حين أعلن تنظيم «حراس الدين» قبل أسبوع في بيان على مواقع التواصل الاجتماعي وأكده المرصد، رفضه «لهذه المؤامرات وهذه الخطوات كلها». وأوضح عبد الرحمن أن «فيلق الشام» الذي يضم «من 8500 إلى عشرة آلاف مقاتل» هو احد فصائل «الجبهة الوطنية للتحرير» التي تشكلت مطلع اغسطس بدعم من أنقرة في محافظة ادلب والمناطق المجاورة لها في محافظات حلب وحماة واللاذقية الخاضعة لسيطرة الفصائل المقاتلة.

وأشار مدير المرصد إلى أن الفصيل «يعد ثاني أقوى فصيل من حيث العتاد والثالث الأقوى من حيث العديد في الشمال السوري».

واعتبر فصيل ما يسمى «جيش العزة» أن الاتفاق يأتي لصالح الحكومة، مشيرا الى انه «يقضم المناطق المحررة ويعمل على إعادة تعويم بشار الأسد» حسب ما قال قائد جيش العزة الرائد جميل الصالح لفرانس برس.

ويضم جيش العزة، وفق المرصد السوي لحقوق الإنسان، قرابة 2500 مقاتل ينتشرون خصوصاً في منطقة سهل الغاب واللطامنة في ريف حماة الشمالي.

وتلقى الفصيل خلال السنوات الماضية دعماً أمريكياً وعربياً ثم تركياً. لكن علاقته ساءت مع أنقرة مؤخراً بعد رفضه الانضواء في صفوف الجبهة الوطنية للتحرير.

وأعقب رفض جيش العزة الامتثال للاتفاق ليلة السبت تبادل قذائف وقصف مدفعي ثقيل بين الفصائل المقاتلة من جهة، والقوات النظامية من جهة أخرى، في محافظتي حماه واللاذقية. وأشار المرصد إلى استمرار القصف أمس «في شمال حماة وشمال شرق اللاذقية».

من جهة أخرى، اعلن المرصد أمس أن أكثر من 18 ألف شخص نصفهم تقريباً من المدنيين، قتلوا في غارات جوية روسية في سوريا منذ بدأت موسكو تدخلها العسكري قبل ثلاث سنوات.

من ناحية ثانية، اعتدت التنظيمات المسلحة بعدد من القذائف الصاروخية والهاون على حي الخالدية وشارع النيل بمدينة حلب ما تسبب بأضرار مادية في منازل المدنيين وممتلكاتهم.

وذكرت سانا أن مسلحين يتحصنون في منطقة الراشدين وحي جمعية الزهراء اعتدوا بعد منتصف ليلة السبت بـ 4 قذائف على أحياء مدينة حلب سقطت اثنتان منها في شارع النيل وواحدة في شارع الأندلس بحي الخالدية وأخرى عند دوار النحاس أدت جميعها إلى أضرار مادية في منازل الأهالي وممتلكاتهم.