997942
997942
العرب والعالم

ماي تسعى لرص صفوف المحافظين في ملف بريكست

30 سبتمبر 2018
30 سبتمبر 2018

وسط انقسامات كبيرة -

برمنجهام، (المملكة المتحدة)-(أ ف ب): سعت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي إلى رص صفوف المحافظين خلفها أمس في المؤتمر السنوي للحزب الذي يعقد في برمنجهام وسط إنجلترا في ظل انقسامات كبيرة حول بريكست والاستراتيجية الواجب اعتمادها قبل ستة أشهر من موعده.

وبعد إضعافها إثر رفض القادة الأوروبيين خطتها لبريكست، تجد ماي نفسها في مواجهة مباشرة مع وزير خارجيتها السابق بوريس جونسون منافسها المحتمل، في وقت يحاول فيه أنصار طلاق بائن مع الاتحاد الأوروبي فرض وجهة نظرهم.

وينتقد جونسون خطة ماي التي تنص على علاقات تجارية وثيقة مع الاتحاد الأوروبي من خلال الإبقاء على القواعد التجارية المشتركة. وسيلقي خطابا مرتقبا بعد غد.

وقال جونسون: «بخلاف رئيسة الحكومة، لقد قمت بحملة من اجل بريكست وما يجري الآن للأسف ليس ما وعد به الناس عام 2016» بعد فوز «نعم» في استفتاء على الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وردت رئيسة الحكومة بان خطتها هي المقترح الوحيد المعروض الذي يتيح مبادلات تجارية عبر الحدود بسلاسة والإبقاء على الحدود مفتوحة مع إيرلندا، ومثل هذا الأمر نقطة خلاف أساسية في المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي.

وشددت أمس عبر بي بي سي على «اني اؤمن ببريكست» مضيفة: «إن ما نقترحه يخدم المصلحة الوطنية. وأنا أدعو الحزب إلى رص الصفوف للحصول على أفضل اتفاق (ممكن) للمملكة المتحدة». لكن من غير المتوقع أن تكشف ماي التي تختتم المؤتمر الأربعاء المقبل كيف ستعيد النظر في خطتها كما طلبت المفوضية الأوروبية، مع اقتراب القمة الأوروبية التي ستعقد في 18 و19 أكتوبر الحالي.

ورأى الخبير السياسي سايمن هاشروود، استاذ العلوم السياسية في جامعة ساري، أنها «إذا قدمت تنازلات الآن فستبدو ضعيفة وتحت ضغوط الاتحاد الأوروبي».

لكن خصومها ينوون انتهاز كل الفرص في المؤتمر ليتحدثوا ويدافعوا عن طلاق «صعب» مع الاتحاد الأوروبي.ولا تملك ماي سوى غالبية ضئيلة في البرلمان وباتت بالتالي تحت رحمة نوابها.

وكان جونسون دعا في مقال نشرته صحيفة «التلغراف» الى التخلي عن خطة ماي، و«إلا فاننا معرضون لخسارة السلطة».

ومثل جونسون، يدافع النائب جاكوب ريس موغ ووزير بريكست السابق ديفيد ديفيس عن اتفاق للتبادل الحر مثل ذلك الموقع بين الاتحاد الأوروبي وكندا. لكن تيريزا ماي ترفض ذلك. بسبب هذه الخلافات، يرى روبن بيتيت الأستاذ في جامعة كينغستن في لندن أن المؤتمر سيشهد صراعا على النفوذ بين كبار شخصيات الحزب.

وقال: «حاليا لا أحد يريد الحلول مكان تيريزا ماي حتى لا يضطر إلى التعامل مع بريكست». وأضاف: «لكن سيكون هناك الكثير من المؤامرات، وسيحاول كل واحد أن يضع نفسه في موقع القائد المقبل».

في المقابل تنوي ماي البقاء في منصبها للسنوات القادمة. وكتب النائب دومنيك غريفي أمس في صنداي تلغراف «آن اوان تمرد مهذب من جانب المحافظين البرغماتيين». وهو يدعو إلى استفتاء جديد الأمر الذي تستبعده ماي تماما. وإزاء حجم الانقسامات والتهديد الذي يطرحه حزب العمال الذي ينتقد «ثماني سنوات من التقشف المدمر» في حكم المحافظين، يدعو بعض النواب إلى صحوة. ويدعون الحزب إلى التركيز على قضايا الصحة والتعليم.

وتسعى ماي أيضا إلى إعادة تركيز النقاش على قضايا السياسة الداخلية.