صحافة

سياست روز : أوروبا والاستراتيجية المثيرة للاهتمام

30 سبتمبر 2018
30 سبتمبر 2018

تحت هذا العنوان أوردت صحيفة “سياست روز” تحليلا نقتطف منه ما يلي: بعد انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي الإيراني في مايو الماضي وتشديد الحظر على طهران من قبل واشنطن والذي شمل جميع القطّاعات تقريبا بادرت الأطراف الأخرى في الاتفاق (روسيا والصين وألمانيا وفرنسا وبريطانيا) لتقديم اقتراحات لضمان بقاء الاتفاق، ومن هذه الاقتراحات تقديم الجانب الأوروبي حزمة مساعدات مالية لتعويض إيران عن خسائرها التي نجمت عن انسحاب أمريكا من الاتفاق، الأمر الذي اعتبره المراقبون بأنه يمثل التزاما من الترويكا الأوروبية بتنفيذ بنود الاتفاق في حين اعتبرته إيران بأنه غير كافٍ لضمان بقاء الاتفاق ولابدّ من اتخاذ خطوات عملية وحاسمة يتبين من خلالها مدى جديّة الأوروبيين في الحفاظ على الصفقة النووية مقابل التزام إيران بتعهداتها وفي مقدمتها خفض مستوى تخصيب اليورانيوم وهو ما أيدته مرارا تقارير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الدول الأوروبية عمدت إلى خفض مستوى وارداتها من النفط الإيراني على خلفية الضغوط التي مارستها واشنطن والتي طالبت حلفاءها بمسايرتها في تشديد الحظر على إيران، ما يعني أن أوروبا ما زالت تفكر بالحفاظ على مصالحها الاستراتيجية مع أمريكا في كافة المجالات وترجح ذلك على الالتزام بالاتفاق النووي مع إيران على الرغم من أن الاتفاق يتيح لها فتح آفاق جديدة في شتى الميادين الاقتصادية والسياسية والتي ظهرت بوادرها بعد توقيع الاتفاق في عام 2015 ودخوله حيز التنفيذ في مطلع يناير2016.

كما أشارت الصحيفة إلى أن الكثير من الشركات الاستثمارية الأوروبية رضخت للضغوط الأمريكية أيضا وسحبت نفسها من إيران رغم الاتفاقيات المبرمة بين الجانبين في هذا المجال، وهذا يدلل أيضا - والقول للصحيفة - على أن الجانب الأوروبي ماضٍ باتجاه تطبيق الحظر الأمريكي على إيران خلافا للاتفاق النووي الذي دعا كافة أطرافه إلى رفع الحظر بعد التأكد من التزام طهران بتعهداتها وهو ما تم تحققه من خلال تأييد الوكالة الدولية للطاقة الذرية لهذا الأمر.

واعتبرت الصحيفة تعويل الأوروبيين على إمكانية حصول تغيير في الموقف الأمريكي إزاء الاتفاق النووي مع إيران بأنه مجرد أوهام طالما بقيت الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة دونالد ترامب ماسكة بزمام الأمور في البيت الأبيض على الرغم من وجود توقعات بعدم انتخاب ترامب مرة أخرى لرئاسة أمريكا بعد حوالي سنتين.

ونوّهت الصحيفة إلى أنه من المرجح جداً أن تتواصل المفاوضات بين إيران والدول الأوروبية بغية التوصل إلى حلّ للأزمة النووية رغم إصرار طهران على ضرورة حسم الأمر بأسرع وقت ممكن، مؤكدة في الوقت ذاته على أهمية التفكير بحلول أخرى لمواجهة احتمال انهيار تلك المفاوضات خصوصاً في ظلّ إصرار الإدارة الأمريكية على تشديد الحظر على إيران وما ينجم عن ذلك من تأثيرات سلبية على الشركات الأوروبية التي ستجد نفسها مضطرة لمجارات الحظر الأمريكي كي تتجنب تبعاته على المديين القريب والبعيد.