oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

الحوار.. ضرورة ملحة لحل مشكلات المنطقة

30 سبتمبر 2018
30 سبتمبر 2018

في كلمة السلطنة أمام الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، استطاع معالي يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية التعبير على نحو واضح وشديد التركيز أيضا عن إيمان السلطنة العميق بالسلام، واستعدادها الدائم للعمل وبذل الجهود للإسهام في أية جهود مخلصة لتحقيقه وتعزيزه، في ربوع المنطقة والعالم من حولها، وذلك من خلال الاعتماد على الحوار والتفاوض بين الفرقاء والأطراف المعنية، للتوصل إلى حلول سلمية لمختلف القضايا والمنازعات والمواجهات الناشبة، في المنطقة وحولها.

ومع الوضع في الاعتبار أن السلطنة، ومنذ تولي حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- قيادة سفينة الوطن، قد تبنت، وبتوجيه من جلالته -أعزه الله- العمل من اجل تحقيق وترسيخ السلام والاستقرار، سواء في محيطها أو في العالم من حولها، باعتبارها «دولة سلام»، ووضعت سياساتها وعلاقاتها ومواقفها حيال مختلف التطورات، خليجية وعربية وإقليمية ودولية، على أسس واضحة ومحددة وثابتة أيضا، وعلى نحو اصبح معروفا على نطاق واسع في المنطقة وخارجها، فإن تأكيد السلطنة على «أن الحوار والتفاوض هما أنسب الوسائل لحل الخلافات، وأنها لن تألو جهدا في دعم المبادرات التي من شأنها تحقيق السلام وإشاعة الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم» يرتبط ليس فقط بحقيقة أن السلام هو ركيزة أساسية للاستقرار والتنمية، وأنه لا يمكن تحقيق تنمية وتقدم في ظل اهتزاز السلام أو عدم وجوده، ولكنه يرتبط أيضا بيقين عميق بأنه مهما امتدت، أو طالت الخلافات والمواجهات، فإن مآلها إلى الحل، وأن الحل يمر بالضرورة عبر الحوار الإيجابي بين الأطراف المعنية، ومن ثم فإنه من المهم والضروري لصالح كل دول وشعوب المنطقة أن يتم اعتماد الحوار والتفاوض، وأن تطرح كل القضايا على مائدة المفاوضات، للوصول إلى حلول تحقق مصالح الأطراف المعنية، وفي مقدمتها استعادة استقرار وأمن دول وشعوب المنطقة وتعزيز السلام فيها وفيما بينها. غير أن النجاح في ذلك يتطلب بالضرورة توفر الإرادة السياسية اللازمة والقادرة على تحقيق ذلك، فضلا عن توفر حد ادني من الثقة بين الأطراف المعنية للتوصل إلى نتائج عبر الحوار. وبالنظر إلى أن جو الخلافات والمواجهات، لا يسمح عادة بتوفر ذلك بدرجة كافية، فإن السلطنة أكدت استعدادها للقيام بما يمكنها القيام به، لتهيئة الأجواء اللازمة لذلك، خاصة وأنها لم تتأخر على امتداد الفترة الماضية في العمل والتحرك والسعي للتقريب بين الفرقاء، والتهيئة لحوار مفيد بين الأطراف المعنية، سواء في الجمهورية اليمنية أو في سوريا أو في ليبيا، أو بالنسبة للقضية الفلسطينية. ومما له دلالة أيضا أن معالي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية أكد على أن عمل الأمم المتحدة، «يجب أن يركز على مواجهة التحديات وتسوية النزاعات والصراعات الدولية وتحقيق السلام»، ودعا معاليه دول العالم والولايات المتحدة إلى دعم توجهات السلام في المنطقة وتسهيل عمل المنظمات الدولية وعدم التضحية بالسلام، الذي تتطلع إليه شعوب المنطقة وتأمل في تحقيقه اليوم قبل الغد.