995898
995898
العرب والعالم

الأمم المتحدة تمدد التحقيق حول ارتكاب جرائم حرب في اليمن

28 سبتمبر 2018
28 سبتمبر 2018

قتلى وجرحى بـ«حجّة» جرّاء غارات.. وهادي يبحث الأوضاع مع جوتيريش -

عواصم - «عمان»- جمال مجاهد - (أ ف ب):-

صوّت مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان امس على تمديد التحقيق حول ارتكاب جرائم حرب في اليمن.

وصوّتت 21 دولة من أصل 47 لصالح القرار في مقابل 8 أصوات ضده وامتناع 18 دولة. والشهر الماضي، قدّم المحققون تقريرا خلص إلى أن جميع أطراف الصراع في اليمن قد تكون ارتكبت «جرائم حرب».

وكان التحالف العربي بقيادة السعودية وجه انتقادات حادة لتقرير بعثة الخبراء الأمميين، التي اتهمها بالانحياز.

كذلك أعلنت الحكومة اليمنية امس رفضها تمديد مهمة البعثة بسبب خلاصات تجاوزت «معايير المهنية والنزاهة والحياد»، متهمة إياها بـ«غض الطرف عن انتهاكات» أنصار الله.

وكانت مجموعة الدول العربية في مجلس حقوق الإنسان قد دعمت نصا آخر يدعو لتولي اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في اليمن التحقيقات المقبلة في النزاع. إلا ان هذا الاقتراح لم ينل تأييد دول عدة لانعدام ثقتها باللجنة اليمنية.

ويدعو القرار الذي نال تأييد مجموعة الدول الأوروبية وكندا الخبراء لتقديم تقرير جديد في سبتمبر المقبل.

وكان أعضاء اللجنة أعلنوا أنهم بحاجة لمزيد من الوقت لتوثيق كامل الانتهاكات المرتكبة خلال النزاع في اليمن، والذي أدى منذ مارس 2015 إلى سقوط عشرة آلاف قتيل معظمهم من المدنيين، وإلى أسوأ كارثة إنسانية في العالم، بحسب الأمم المتحدة.

وقال السفير السعودي إلى مجلس حقوق الإنسان عبد العزيز الواصل إنه صوت ضد القرار لأنه لم يأخذ بالاعتبار «قلقه المشروع» بخاصة لجهة «انعدام التوازن» في التقرير الأولي.

ويعكس اللجوء إلى التصويت مدى الانقسام حول المسألة بين دول المجلس الذي يسعى عادة إلى إيجاد توافق حول القرارات الكبرى.

وقالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» إن التصويت «يوجه رسالة واضحة مفادها أنه يقف مع المدنيين اليمنيين».

وقال مدير المنظمة في جنيف جون فيشر في بيان إن «دول مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان وقفت اليوم بثبات في مواجهة الجهود المخزية من أجل إطاحة لجنة خبراء أمميين».

وجدد التحالف العسكري في اليمن، امس انتقاداته لمحققي الأمم المتحدة الذين يتهمهم بالانحياز،

وقال المتحدث باسم التحالف العقيد الركن تركي المالكي في تصريحات لوكالة فرانس برس التقرير الذي نشرته في نهاية أغسطس بعثة خبراء مكلفة من الأمم المتحدة، تحدثت عن احتمال أن تكون كل الأطراف ارتكبت جرائم حرب.

لكن هؤلاء المحققين أكدوا أن الغارات الجوية للتحالف سببت سقوط مزيد من الضحايا المدنيين.

وأكد المالكي مجددا صباح امس أنه يحترم قواعد الاشتباك الصارمة جدا في عملياته العسكرية ويجري بشكل منهجي تحقيقات عند إصابة أهداف مدنية في هجمات.

وعبر عن أسفه لأن تقرير محققي الأمم المتحدة لم يتضمن كل الردود التي قدمها التحالف وأن نتائجه ارتكزت على «تكهنات وشبهات»، وتابع أن الأهم من ذلك هو أن تقرير الأمم المتحدة «تجاهل الأسباب الرئيسية» للنزاع وحمل التحالف «مسؤولية كل الكوارث في اليمن».

وأكد التحالف العسكري أن «هذا التحليل ليس موضوعيا ولا عادلا»، مذكرا بإطلاق صواريخ بالستية على السعودية (أكثر من 200 صاروخ) والمساهمة الكبيرة من قبل الرياض وأبوظبي في المساعدة الإنسانية لتخفيف معاناة السكان.

وحول تجديد مهمة خبراء الأمم المتحدة، قال المالكي إنه يؤيد رأي الحكومة اليمنية التي تعد «أفضل حكم».

وامس، التقى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش في مقر الأمانة العامة للأمم المتحدة بنيويورك.

وجرى خلال اللقاء «تناول جملة من القضايا والموضوعات ومنها ما يتّصل بالأوضاع باليمن ودور الأمم المتحدة في هذا الإطار»، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء اليمنية «سبأ». وأكد الرئيس اليمني على «مكانة الأمم المتحدة ودورها في تحقيق الأمن والاستقرار والسلام العالمي كهدف سامي تتّصف به»، لافتاً إلى «جملة القرارات الأممية المتّصلة بأوضاع اليمن وإنهاء التمرّد الذي قامت به جماعة أنصار الله على الشعب اليمني». وأشاد «باهتمام الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص بمسار السلام باليمن»، مؤكداً أن «لا مسار للحل في اليمن غير مسار الأمم المتحدة وفقاً للمرجعيات الثلاث».

من جانبه، أشاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش «بمواقف الرئيس الدائمة نحو السلام وخطواته العملية في هذا الإطار»، مؤكداً أن الأمم المتحدة ستبذل كل ما أمكن لدعم جهود السلام لمصلحة الشعب اليمني واستعدادها التام لمضاعفة العمل مع الحكومة لدعم جهود السلام، وتسهيل وتذليل الكثير من التحديات التي تواجه العملية السياسية في اليمن.

وقال جوتيريش «كل ما يهمنا اليوم ونعمل من أجله هو أمن واستقرار اليمن وعودة السلام إلى ربوعه، ونؤكد مجدّداً تعاملنا المباشر مع السلطة الشرعية التي يمثّلها الرئيس هادي وندعم جهودها».

وأضاف «لا زلت أستحضر مواقف الشعب اليمني مع اللاجئين الصوماليين والقرن الأفريقي في ظروف صعبة وإنسانية جسّدتها اليمن»، لافتاً إلى زياراته السابقة آنذاك لليمن.

ميدانيا، شنّ طيران التحالف أمس ثلاث غارات على محافظة حجّة «شمال غرب اليمن» ما أدّى إلى مقتل وإصابة عدد من الأشخاص.

وأعلن مصدر أمني أن الطيران استهدف بغارة سيّارة بمنطقة بني الحداد في مديرية حرض ما أدّى إلى تدميرها ومقتل مدني.

وذكر المصدر أن طيران التحالف شنّ غارة على سوق مديرية حيران ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، مشيراً إلى أن الطيران شنّ غارة على الجسر الرابط بين مديريتي حيران ومستبأ ما أدّى إلى إصابة عدد من الأشخاص.