995899
995899
العرب والعالم

إعلان ترامب «حل الدولتين» مفاجأة لكن بدون أثر مباشر على النزاع

28 سبتمبر 2018
28 سبتمبر 2018

القدس المحتلة-(أ ف ب) -

أحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مفاجأة في الأمم المتحدة حين أعلن للمرة الأولى أنه يفضل قيام دولة فلسطينية تتعايش مع إسرائيل، ولكن من دون أن يكون لهذا الكلام وقع ملموس بشكل مباشر.

ويتحدث الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك على وقع الموقف الجديد لترامب الذي لم يترك أثرا كبيرا لديهما كما يبدو.

وبعدما نأى بنفسه عن مبدأ «حل الدولتين» الذي تبناه أسلافه منذ 2001 على الأقل أعاد الرئيس الأمريكي عقارب الساعة إلى الوراء على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقال خلال لقائه نتانياهو الأربعاء «أعتقد أن هذا هو الحل الأنجح، هذا ما أشعر به»، مضيفا «أعتقد بحق أن شيئا ما سيحدث. إنه حلمي أن أتمكن من فعل ذلك قبل انتهاء مدة رئاستي الأولى».

ويقضي هذا الحل بقيام دولة فلسطينية مستقلة تتعايش مع إسرائيل بسلام. ويشكل مرجعا لقسم كبير من المجتمع الدولي، من الأمم المتحدة إلى الجامعة العربية مرورا بالاتحاد الأوروبي؛ وذلك بهدف وضع حد لأحد أقدم النزاعات في العالم.

وستضم الدولة الفلسطينية المنشودة الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ أكثر من سبعين عاما وقطاع غزة الخاضع لحصار إسرائيلي على أن تكون القدس الشرقية المحتلة عاصمة لها.

وبعد ربع قرن من توقيع اتفاقات أوسلو بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية تبدو آفاق السلام حلما بعيد المنال. وكانت آخر مبادرة أمريكية في هذا الاتجاه أخفقت في 2014.

«في أي لحظة»

في هذا الوقت تستمر أعمال العنف مع تحذير الأمم المتحدة من أن غزة «يمكن أن تنفجر في أي لحظة». كذلك، يستمر الاستيطان الإسرائيلي وتواجه السلطة الفلسطينية استياء شعبيا متصاعدا فيما تصر حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ 2007 على رفض الاعتراف بإسرائيل.

وفي المقلب الآخر، يرفض أعضاء بارزون في الحكومة الإسرائيلية الأكثر يمينية في تاريخ الدولة الإسرائيلية مبدأ قيام دولة فلسطينية وصولا إلى المطالبة بضم بعض أجزاء الضفة الغربية.

وجمد الرئيس عباس العلاقات مع إدارة ترامب بعد اعترافها العام 2017 بالقدس عاصمة لإسرائيل. ويرى عباس أن الولايات المتحدة لم تعد مؤهلة لأداء دور الوسيط التاريخي بين طرفي النزاع. وردا على ذلك، عمدت الإدارة الأمريكية إلى وقف مساعدات للفلسطينيين بمئات ملايين الدولارات.وتتهم القيادة الفلسطينية إدارة ترامب بالانحياز الفاضح لإسرائيل وبابتزاز الفلسطينيين للموافقة على شروطه. وقال وزير الخارجية الفلسطينية رياض المالكي للصحفيين في نيويورك: إن فريق عباس التقى أكثر من أربعين مرة مع مبعوثي ترامب «ليكتشفوا فقط أنهم اختاروا شن حرب على الفلسطينيين للتسبب بأفدح الأضرار».

وكما حدث في السابق، لم يحدد نتانياهو ما إذا كان بإمكانه دعم قيام دولة فلسطينية كاملة في أي اتفاق سلام أو ضمن شكل أقل من الاستقلال الذاتي.

وبعد خطاب العام 2009 الذي رفض فيه علنا قيام دولة فلسطينية، استشهد نتانياهو بقول لصهر الرئيس ترامب ومستشاره جاريد كوشنر ليؤكد أن كل طرف «يفسر كلمة «دولة» (فلسطينية) بشكل مختلف»، وذلك بحسب ما نقل عنه صحفيون إسرائيليون يرافقونه في نيويورك.

وأبدى موافقته على أن يتمتع الفلسطينيون «بسلطة الحكم أنفسهم»، لكنه كرر أن إسرائيل يجب أن تتولى الشأن الأمني شرق أراضيها (الضفة الغربية) حتى الحدود الأردنية، ما يعني دولة من دون أي سلطات.

ورداً على ما قاله نتانياهو، قال المتحدث باسم عباس نبيل أبو ردينة في تصريح نقلته وكالة أنباء «وفا» بقوله: «لن نقبل بوجود جندي احتلالي على أرضنا الفلسطينية».

«كارثة على إسرائيل»

من جهته، قال وزير التعليم الإسرائيلي نافتالي بينيت من حزب «البيت اليهودي» اليميني المتطرف أن قيام دولة فلسطينية مسألة غير مطروحة، وكتب على تويتر «الرئيس الأمريكي هو صديق حقيقي لإسرائيل ولكن يجب التأكيد أنه ما دام بقي حزب البيت اليهودي جزءا من الحكومة الإسرائيلية، فلن تقام دولة فلسطينية تشكل كارثة على إسرائيل».

ويتساءل المحللون عن التوقيت الذي اختاره ترامب لإعلان موقفه وعن إمكان ترجمته واقعا ضمن خطة للسلام وعد بأن يعرضها خلال ثلاثة أو أربعة أشهر بعد انتظار طويل.ولا يزال المشهد ملتبسا إلى حد بعيد خصوصا أن ترامب لم يستبعد حلولا أخرى مثل قيام دولة واحدة قائلا: «أنا سعيد لسعادتهم. لست سوى عامل مسهل».

لكن موقف ترامب الجديد لم يرض الفلسطينيين ولن يجعلهم مستعدين لإعادة النظر في مقاطعتهم الإدارة الأمريكية بعد سلسلة من الصدمات أبرزها نقل السفارة الأمريكية إلى القدس ووقف التمويل وإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن والاستمرار في عدم إدانة الاستيطان.

وفي هذا السياق، كتبت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حنان عشراوي على تويتر «(القول) بدولة أو دولتين لا يهم هذا لا يصنع سياسة. إن تقديم الخدمات للصهاينة المتطرفين ولممولي (الجمهوريين) وللوبيات ونتانياهو، ذلك ما هو خطير».