993514
993514
العرب والعالم

تونس:«النهضة» تقر بوجود اختلاف في وجهات النظر مع السبسي

25 سبتمبر 2018
25 سبتمبر 2018

رغم تمسكها بمسار التوافق -

تونس-(د ب أ): أقرت حركة النهضة الإسلامية أمس بوجود «اختلاف في وجهات النظر» مع الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي غير أنها أعلنت تمسكها بمسار التوافق مع الرئاسة.

وأعلن الحزب الشريك في الائتلاف الحكومي، في بيان له أمس، أن هناك اختلافا في «وجهات النظر» حول عدد من القضايا التي تعيشها تونس وفي مقدمتها الاستقرار الحكومي.

ويأتي موقف الحزب غداة تصريح أدلى به الرئيس الباجي قايد السبسي الليلة قبل الماضية أعلن فيه نهاية التوافق مع الحركة، لسبب التقارب بين النهضة ورئيس الحكومة على الأرجح.

وقال المحلل السياسي خالد عبيد: انتهى «التوافق منذ مدة، الآن نحن في مرحلة التعايش بين الجانبين».

ويضيف عبيد «يعتقد السبسي أنه قدم الكثير من الخدمات للنهضة كما ضحى بسمعته السياسية، بينما لم تجاريه النهضة في قراراته ومن بينها أساسا إقالة رئيس الحكومة».

وهناك انقسام بين مؤيد ومعارض لبقاء حكومة يوسف الشاهد التي استلمت مهامها قبل عامين بدعوى تعثر أدائها في إنعاش الاقتصاد واحتواء التوتر الاجتماعي، ودفع هذا الانقسام تونس إلى الانزلاق في براثن أزمة سياسية منذ مايو الماضي.

وفي حين تقول النهضة إنها تدعم الاستقرار الحكومي لحين إجراء انتخابات 2019، فإن حزب نداء تونس الذي أسسه السبسي في 2012 ويقود الائتلاف الحكومي يدعو لرحيل الحكومة الحالية كما جمد عضوية الشاهد في الحزب.

ويشهد الحزب منذ فترة صراعا علنيا بين الشاهد وحافظ قايد السبسي المدير التنفيذي للحزب ونجل الرئيس.

ويبدو أن الخلاف حول مستقبل الحكومة الحالية ألقى بظلاله على تحالف السبسي و«النهضة» منذ انتخابات 2014، والتقارب الذي بدأ منذ الأزمة السياسية الخطيرة التي شهدتها تونس عام 2013 في أعقاب الاغتيالات السياسية حينما كانت «النهضة» في سدة الحكم.

وينظر اليوم إلى التقارب بين «النهضة» والشاهد كتحالف انتخابي مبكر بين الجانبين على حساب التحالف القديم بين «النهضة» والسبسي.

وقالت حركة «النهضة» أمس إن «الاختلاف في وجهات النظر لا يعني تنكر «النهضة» للعلاقة المتينة التي تربطنا بفخامة رئيس الجمهورية، بل هو من صميم الحياة الديمقراطية ومن متطلبات دقة المرحلة وجسامة التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تشغل الرأي العام الوطني».

كما أوضح الحزب أنه ملتزم بمسار التوافق مع الرئيس السبسي.

وقال عبيد «تصريح الرئيس كان رسالة موجهة للنهضة، واليوم هناك حالة ارتباك في موقف «النهضة»، هي لا تريد الخسارة كما أن مسألة التحالف مع الشاهد ليست محسومة في الحزب».

ويطالب السبسي رئيس الحكومة بالتوجه إلى البرلمان من أجل تصويت جديد على منح الثقة و«كسب شرعية» حكمه وإنهاء الأزمة السياسية في تونس.

وفي هذه الأثناء عزز الشاهد موقفه في البرلمان مع ظهور كتلة برلمانية جديدة تدعم بقاءه، وهي كتلة الائتلاف الوطني التي تضم منشقين عن النداء ونوابا آخرين مستقلين، وهي تمثل الكتلة الثالثة في البرلمان وسط أنباء عن تكوين حزب جديد.

ونظريا، تسمح الحسابات السياسية في البرلمان بمنح الشاهد ضمانة للبقاء حتى في حال إجراء تصويت ثان للثقة على حكومته.

أمنيا: أعلنت وزارة الدفاع التونسية أمس مقتل شخصين في انفجار لغم بمنطقة جبال الشعانبي في غرب تونس حيث يتحصن إسلاميون متشددون وتقوم القوات التونسية بعمليات عسكرية متواصلة لملاحقتهم.

وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الرائد محمد زكري «سجل بعد ظهر أمس الأول 24 سبتمبر2018 انفجار لغم بالمنطقة العسكرية المغلقة بجبل الشعانبي توفي على اثره مواطنان شقيقان كانا على متن شاحنة»، من دون أن يحدد هوية القتيلين.

وأعلنت وزارة الدفاع منذ 2014 جبال الشعانبي بمحافظة القصرين منطقة عسكرية مغلقة، وتقوم بعمليات تمشيط مستمرة تعقبا لمجموعات مسلحة نفذت عمليات استهدفت فيها قوات الجيش والأمن.

وقتل مسلحون راعي أغنام (28 عاما) في يونيو الماضي في المنطقة، وأكدت وزارة الدفاع آنذاك ان «مجموعة إرهابية احتجزته وتوفي متأثرا بجروحه» بعد تعرضه لعنف.

وجددت الوزارة دعوتها للسكان إلى عدم الاقتراب من المنطقة العسكرية «حفاظا على أرواحهم من إمكانية تعرضهم لخطر انفجار الألغام أو استهدافهم من طرف الإرهابيين المحتمل تواجدهم بالمنطقة».