992728
992728
المنوعات

«العمانية للتربية والثقافة والعلوم» تنظم محاضرة عن مدينة قلهات الأثرية

25 سبتمبر 2018
25 سبتمبر 2018

لإدراجها بقائمة التراث العالمي -

نظمت اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم بالتعاون مع المتحف الوطني بمسقط محاضرة بعنوان «مدينة قلهات الأثرية من المحلية إلى العالمية»، وذلك بمناسبة إدراج هذه المدينة الأثرية على قائمة التراث العالمي بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» هذا العام، وألقاها الدكتور حميد بن سيف النوفلي مدير دائرة قطاع الثقافة باللجنة الوطنية العمانية، وقد استهدفت المختصين بهذا الشأن وعدداً من طلاب المدارس. اشتملت المحاضرة على عدد من المحاور أبرزها التعريف باللائحة التمهيدية لمواقع التراث الثقافي والطبيعي والتي صدرت بداية الثمانينات وتعنى بوضع المواقع المزمع ترشيحها للإدراج في المستقبل، حيث يُعد موقع مدينة قلهات الأثرية من أوائل المواقع المدرجة على اللائحة التمهيدية للمواقع العمانية، وقد جرى الإعداد لإدراجه منذ وقت مبكر، وذلك من خلال إجراء أعمال تنقيب، ومسح أثري بالتصوير الجوي، بالإضافة إلى وضع رسومات لإظهار المعالم البارزة في المدينة.

أما محور المحاضرة الثاني فكان حول إعداد الملف الخاص بمدينة قلهات بهدف تقديمه لمنظمة اليونسكو تمهيدا لإدراجه على قائمة التراث العالمي بالمنظمة وكان ذلك في عام 2014م؛ حيث تم تشكيل فريق وطني لإعداد ملف الترشيح من الكفاءات العُمانية من وزارة التراث والثقافة، وأوكل للفريق مهمة جمع المعلومات التاريخية من مختلف المصادر والمراجع ذات الصلة، وتحديد الحدود وتعيين الإحرامات الخاصة بالموقع بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، وكذلك تحديد المخاطر الطبيعية والتهديدات البشرية التي تشكل خطراً على الموقع كالزلازل والأعاصير والأخطار البشرية مع عمل خطة للتدخل عند حال حدوث أي طارئ، بالإضافة إلى وضع خطة إدارة للموقع للحفاظ على سلامته وأصالته، والحفاظ على القيمة الاستثنائية العالمية. فيما تناول المحور الثالث من المحاضرة القيمة الاستثنائية العالمية لهذه المدينة الأثرية، وتتجلى في أن كل موقع ثقافي أو طبيعي يتمتع بقيمة استثنائية عالمية تتعدى حدود الدولة، وتمثلت في كونه أحد العواصم السياسية القديمة لعمان؛ إن لم تكن هي الأقدم، كما أنه نموذج مهم للدلالة على نمط المدن الإسلامية، وازدهرت خلال الفترة بين القرنين 11 – 15 الميلاديين، كما كان جزءا من مملكة هرمز العربية (الممتدة من الأحساء إلى صور العمانية)، وترجح العديد من المصادر أن مدينة قلهات كانت العاصمة الاقتصادية لمملكة هرمز، والملاذ الآمن لأمراء هذه المملكة وغيرها من الممالك، وقد أسهم موقعها الفريد على بحر العرب والمحيط الهندي في تواصلها مع العالم القديم. كما تكمن القيمة الاستثنائية لهذا الموقع في زيارته من قبل العديد من الرحالة والمستكشفين المشهورين مثل ماركوبولو عام 1292م، وابن بطوطة عام 1328م، كما زارها الإدريسي ووضع لها خارطة، وكذلك وليستد وهو أحد الرحالة البريطانيين. تطرق الدكتور المُحاضر في المحور الرابع من المحاضرة عن العوامل التي أسهمت في إدراج مدينة قلهات الأثرية على لائحة التراث العالمي وأهمها توفر القيمة الاستثنائية العالمية بالموقع، وتحقق عنصري السلامة والأصالة بالموقع، وكذلك توافر حماية قانونية وتشريعية متمثلة في قانون التراث العماني الصادر بموجب المرسوم السلطاني رقم 6/‏‏80، بالإضافة إلى توافر جوانب إدارية للموقع متمثلة في الإشراف المباشر على الموقع من قبل وزارة التراث والثقافة.