oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

اجتماعات اللجنة المشتركة المعنية بالأعاصير المدارية

25 سبتمبر 2018
25 سبتمبر 2018

في ظل التغيرات المناخية الكبيرة والمتواصلة التي حتمت العمل من أجل التنسيق والتعاون بين الدول، سواء على المستوى العالمي الجماعي، أو على مستوى إقليمي فيما يخص منطقة أو إقليم معين، فإن الآثار التي تطرحها تلك التغيرات المناخية، الدورية والطارئة، على الدول والشعوب المختلفة، ازدادت بشكل كبير وملموس ومدمر أحيانا في السنوات الأخيرة؛ ولذا تزداد وتيرة التعاون والتنسيق بين مجموعات الدول المختلفة لتحقيق تعامل فعال مع تلك التغيرات ومحاولة الحد من الآثار المدمرة التي تصاحبها، أو تترتب عليها.

وفي هذا الإطار تحتضن مسقط منذ الأحد الماضي، اجتماعات الدورة الخامسة والأربعين للجنة المشتركة بين المنظمة العالمية للأرصاد الجوية وبين لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لآسيا والمحيط الهادئ، المعنية «بالأعاصير المدارية في خليج البنغال وبحر العرب»، وهى الاجتماعات التي تعقد في الهيئة العامة للطيران المدني، وتستمر حتى يوم غد الخميس.

جدير بالذكر أن أهمية اجتماعات اللجنة المشتركة المعنية بالأعاصير المدارية في خليج البنغال وبحر العرب، لا تقتصر أهميتها على أنها هي المرة الثالثة التي تعقد فيها اللجنة المشتركة اجتماعاتها في مسقط، حيث استضافت مسقط اجتماعين سابقين في عامي 2000 و2009، ولكن الأهمية تنبع أيضا من الأهمية التي تمثلها السلطنة، سواء على صعيد الاهتمام بالتغيرات المناخية بوجه عام، وبالأعاصير المدارية والنتائج المترتبة عليها بوجه خاص، أو كانت تنبع من أهمية وقيمة الخبرة العملية العمانية فيما يتصل بالتعامل الناجح مع هذه الأنواء المناخية، وهى خبرة أشادت بها العديد من الهيئات والمنظمات المعنية، وكان آخر ذلك بالنسبة لتعامل السلطنة، المخطط والمنظم والفعال مع إعصار «مكونو» العام الماضي، ومن ثم فإن السلطنة لديها بالفعل ما تقدمه، خاصة على صعيد الاستعداد والتحضير والتخطيط والتعاون بين مختلف الجهات والمؤسسات المعنية، حكومية كانت أو من منظمات المجتمع المدني والمواطنين، للحد من الآثار المصاحبة لتلك الأنواء المناخية.

ومن المعروف أن اللجنة المشتركة المعنية بالأعاصير المدارية في خليج البنغال وبحر العرب، تسعى منذ إنشائها عام 1973، إلى التخفيف من الآثار الاقتصادية والاجتماعية للكوارث التي تسببها الأعاصير المدارية، وتعزيز التدابير المتعلقة بتحسين نظم الإنذار المبكر في الدول الأعضاء، والتدريب وبناء القدرات على المستوى الإقليمي، فضلا عن نشر البحوث والدراسات العلمية والتقنية، ذات الصلة بالأعاصير المدارية، وسبل التعامل الفعالة والحد من آثارها في مختلف مراحلها.

وفي الوقت الذي تهتم فيه السلطنة بالقضايا المعلقة بالمناخ وسبل الحفاظ عليه بوجه عام، وبالأعاصير المدارية والأنواء المصاحبة لها بوجه خاص، وذلك بحكم موقع السلطنة وسواحلها الطويلة على بحر العرب والمحيط الهندي، فإنها تحرص أيضا، ولا تتردد في إتاحة خبراتها العملية، وهى عديدة، للدول الشقيقة والصديقة سواء كانوا أعضاء، أو مراقبين في اللجنة المشتركة المعنية بالأعاصير المدارية في خليج البنغال وبحر العرب خاصة أن اللجنة معنية بوضع خطط وبرامج لتنفيذها ومتابعتها من جانب أعضاء اللجنة في اجتماعاتها السنوية، للحد بشكل أكبر من أضرار هذه الأنواء المناخية اقتصاديا واجتماعيا.