تداعيات رفض خطة تشيكرز حول البريكست

جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، عن رئيسة وزراء بريطانيا، تريزا ماي نتحدث، فبالأمس خسرت ماي الأغلبية البرلمانية في الانتخابات العامة، واليوم تقترب بشدة من الفشل، إن لم تكن فشلت بالفعل، في الوصول إلى صفقة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، خاصة بعد ان رفض أعضاء الاتحاد بالإجماع خطتها المعروفة بـ«خطة تشيكرز»، مع ما تبعها من إذلال وإهانة لبريطانيا في شخصها.

قادة الاتحاد الأوروبي قالوا إنهم سيسعون للتوصل لاتفاق حول الانسحاب الشهر المقبل، وحذروا ماي من أنها ما لم تقدم تنازلات بشأن التجارة والحدود الأيرلندية بحلول نوفمبر، فإنهم على استعداد للتأقلم مع خروج بريطانيا من دون اتفاق، ورأت وسائل الإعلام البريطانية في ذلك رسالة واضحة، من ان «خطة تشيكرز» انهارت بعد ان وصفها قادة الاتحاد بانها «غير قابلة للتطبيق».

ونشرت الصحف على صفحاتها الأولى صورة التقطتها «رويترز»، تظهر فيها تريزا ماي ترتدي سترة حمراء وتقف وحدها بمعزل عن قادة الاتحاد الرجال في ملابسهم الرسمية، مما عرضها للهجوم من قبل الصحف البريطانية مثل «التايمز» و«الجارديان» باعتبارها تعرضت «للإهانة» و«المذلة»، فكتبت «الجارديان» تقول: «ماي تتعرض لمذلة»، وعنونت «التايمز» صفحتها الأولى بالقول: «إذلال ماي»، واشارت في افتتاحيتها إلى تعرض ماي للإذلال برفض مقترحاتها.

صحيفة «ديلي ميرور» أشارت إلى أن «الحكومة في ازمة»، وفي تقرير كتبه بن سلاز، بعنوان «خطة خروجك مكسورة» قال فيه ان خطة «تشيكرز» أصبحت في حالة يرثى لها، وان المملكة المتحدة هي الان «أقرب من أي وقت مضى» إلى الانسحاب من الاتحاد الأوروبي دون التوصل إلى اتفاق، وترى الصحيفة أن القمة كانت بمثابة خطأ آخر في التقدير من قبل رئيسة وزراء أخطأت في قراءة كل خطوة من خطوات التفاوض.

وقالت «التايمز» ان قمة سالزبورغ أثارت أزمة في الحكومة، وأضافت ان الوزراء قد يُرغمون ماي على التخلي عن خطة «تشيكرز» حول العلاقات التجارية المستقبلية بين الطرفين خلال أيام.

وفي صورة تهكمية رددت صحيفة «مترو» في عنوانها الرئيسي كلمة «لا» ثلاث مرات «ناين ناين ناين» باللغة الألمانية، وقالت إن ماي أمامها  الآن 4 أسابيع فقط لتغيير تفكير الاتحاد الأوروبي بعد رفضهم خطة تشيكرز، أو الخروج بخطة الطوارئ «بي» B لتجنب الخروج بدون صفقة، مع الإشارة إلى ما قاله قادة الاتحاد الأوروبي من أن بريطانيا ستعاني اكثر من دول الاتحاد بسبب الخروج من دون صفقة، وان ماي تأخذ هذا الاحتمال على محمل الجد.

أما صحيفة «آي» فقد وصفت القمة بـ«الكارثة»، وان قادة دول الاتحاد وجهوا لطمة لرئيسة الوزراء «الضعيفة»، وأشارت إلى ما قاله الزعيم المجري بأن فرنسا وألمانيا تريدان جعل بريطانيا «تعاني».

وفي تقرير كتبه جاسن جروف لصحيفة «ديلي ميل» بعنوان «ماي الغاضبة تقول نحن جاهزون للخروج»، أشار فيه إلى تحذير ماي من أنها مستعدة للانسحاب من الاتحاد دون التوصل إلى اتفاق، وذكرت انها كانت «غاضبة بشكل واضح خلال مؤتمر صحفي عقد في سالزبورغ بعد القمة، قالت فيه انها اصيبت بـ«صدمة» من قادة الاتحاد الأوروبي، فيما أوضح رئيس الاتحاد الأوروبي، دونالد تاسك، إنهم «وافقوا جميعًا» على أن خطة ماي للخروج من الاتحاد الأوروبي «غير قابلة للتنفيذ».

ونشرت صحيفة «ديلي اكسبريس» تقريرا كتبه ماسير هول بعنوان «سوف لن أتزحزح عن الصفقة»، قال فيه ان تريزا ماي كانت تهتز بشكل واضح بسبب الغضب بعد القمة، وانها «لن تتراجع» عن صفقة، بحسب مصدر في مقر رئاسة الوزراء.

وفي تقرير اخر نشرته «ديلي اكسبريس» بعنوان «ميركل تثأر من ماي بسبب البريكست» قالت فيه ان المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل صافحت جميع السياسيين، لكنها تعمدت تجاهل ماي خلال القمة، رافضة مصافحتها. كما نوهت الصحيفة إلى أن ماي قد تغادر منصبها في القريب العاجل، إذ تتناقل وسائل الإعلام المحلية أنباء حول عدم رضى المحافظين عن فشلها في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وان هناك 27 مرشحا لشغل منصبها، بينهم وزير الخارجية السابق بوريس جونسون.

صحيفة «فاينانشال تايمز» التي تؤيد البقاء في الاتحاد قالت: «آمال ماي حول قمة سالزبورغ تتحطم على صخرة رفض قادة الاتحاد لخطة تشيكرز»، فيما قالت صحيفة «ديلي تلجراف» إن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون حذر بريطانيا من أنها يجب أن تتقدم أكثر إذا أرادت التوصل إلى اتفاق، وقال ماكرون إن المقترحات «غير مقبولة» في شكلها الحالي.