salem
salem
أعمدة

نوافذ: نبض الاقتصاد

24 سبتمبر 2018
24 سبتمبر 2018

سالم بن حمد الجهوري -

[email protected] -

الأرقام التي تتغير من يوم إلى آخر ومن عام إلى آخر، في عدد المؤسسات المتوسطة والصغيرة التي تسجل كمنشآت جديدة، والتي تخرج من السوق، تحتاج إلى متابعة وتحليل لأسباب خروجها بالذات، لأنها تعكس واقعا يحتاج إلى التقييم والمتابعة، أكان ذلك سلبا او إيجابا، إلى جانب توفير رعاية أكبر وأولوية اكثر من قبل الجهات المعنية في أجهزة الدولة.

فكل مؤسسة خاصة تبصر النور تمثل إضافة إلى الاقتصاد الوطني، وتعني صحة المؤشر الاقتصادي، الذي أصبح يهم كل من يقيم في السلطنة، وهذه المؤسسات لكي تبقى عليها أن توسع خياراتها في الأعمال التجارية، فتحقيق المكاسب في عالم مفتوح لايعتمد فقط على التجارة الداخلية في حدود جغرافية الدولة، بل يمكن الانطلاق إلى العالمية، من خلال أيضا الوسائل المتاحة لهم في إنشاء أعمال عابرة للقارات وهي الآن كذلك للعديد منهم، فالرهان اليوم على تحقيق مكاسب أكبر، إذا ما عرف شبابنا مفاتيح الدخول الى تلك التجارة العالمية، وكذا محاذيرها.

في الماضي كانت المؤسسات التجارية، تعمل فقط في إطار حدود جغرافية الدولة، ثم توسعت مع تطور وسائل الاتصال، إلى الإقليم وبعدها إلى القارات، وهكذا انفتحت إلى كل جهات الدنيا في السنوات العشرين الأخيرة، لذلك لابد اليوم أن تعمل تلك المؤسسات من نوافذ تطل على هذا العالم الشاسع المتعدد والمتنامي الطلب.

هذه الفئة من المؤسسات بحاجة إلى الأولوية والتنوير لكي تبقى تتنفس الحياة فمثلها لايمكن أن ينتظر تحصيل فواتيره لسنوات، لأنها ليس لديها القدرة المادية على الصمود والبقاء، ودعمها المستمر يمثل تقوية للحالة الاقتصادية، وإهمالها يعني الحكم عليها بالخروج من السوق مثقلة بالإفلاس والخسائر، لذلك تتكرر شكوى وملاحظات العديد من تلك المؤسسات التي لاتحصل على عوائدها في وقتها لتبقى رهينة الظروف، والحالة الاقتصادية، وأسعار النفط، التي لم نستطع التحرر منها والعمل بمعزل عن تأثيراتها.

ما يفرح أن هناك العديد من فئات الشباب لديهم طموحات متعددة ومتنوعة في ابتكار أنواع من السلع والخدمات التي بدأت تظهر في الأسواق، وهذا ملموس وصنع فارقا في تعدد الخيارات أمام المستهلك، كما يساهم ذلك في تنوع الافتصاد، وتوفير فرص العمل أمام الباحثين عن عمل، كل ذلك يضخ دفعة مهمة في شرايين هذا الاقتصاد الذي يحتاج إلى كل فكرة إبداعية.

لكن هذه الفئة من الشباب الذي يتطلع إلى النجاحات تحتاج إلى المزيد من الدعم على مستوى التمويل والتسويق وجودة الإنتاج والأولويات في شراء منتجاتها، وهذه المحاور الرئيسية تساهم كلها في إبقاء نبض الحياة مستمرا فيها.

لذلك فإن البحث عن الصعوبات التي تواجه تلك المؤسسات المتوسطة والصغيرة، يجب أن يكون متواصلا للتقييم والبحث عن الحلول الابتكارية وتسهيل مهمتها، وإيجاد المزيد من المناخات المشجعة والمحفزة واعتبارها ركيزة للاقتصاد لأن بدونها يصاب بخلل بالغ.