991400
991400
العرب والعالم

سكان الخان الأحمر يرفضون مهلة هدم مساكنهم طواعية

23 سبتمبر 2018
23 سبتمبر 2018

السلطة: إجبار الأهالي على هدم منازلهم بأيديهم مرفوض -

رام الله (عمان) نظير فالح:

أدانت الحكومة الفلسطينية تهديد سلطات الاحتلال الإسرائيلي بإجبار أهالي قرية الخان الأحمر شرق مدينة القدس المحتلة على هدم بيوتهم بأيديهم.

وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة يوسف المحمود في بيان وصل «عُمان» نسخة منه أمس، «إن تلك التهديدات مرفوضة، وهي تعبر عن مدى تغول وسعار الاحتلال، وانحطاط العقلية التي تقف وراء تلك الخطوات التدميرية ضد أهلنا وأبناء شعبنا، والتي تنتهجها حكومة الاحتلال في تجاوز سافر لكافة الشرائع والقوانين الدولية، ولكافة الأعراف المتفق عليها بين أبناء البشرية».

وأضاف، انه لم يسمع أحد على وجه الكرة الأرضيّة في عصرنا الحالي عمن يجبر أحدا على هدم بيته بيديه، ولم يقع ذلك إلا في أشد مراحل التاريخ ظلما، وبدوافع الانتقام، في لحظة تفشي سواد الوحشية وطغيانه على بياض الإنسانية.

وشدد على أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي الحالية تتحمل المسؤولية كاملة عن أية إجراءات تتخذها ضد أبناء شعبنا في الخان الأحمر، خصوصا أن إجراءات الاحتلال في كامل بلادنا المحتلة تعتبر تجاوزا واعتداء فاضحا على القوانين الدولية.

وأكد المتحدث الرسمي أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تقوم بعمل خطير إزاء عدوانها على الخان الأحمر، وتهدف من ورائه الى فرض وقائع تقسيم وتقطيع أوصال الجغرافيا الفلسطينية، وتدمير حل الدولتين، والاستيلاء نهائيا على مدينة القدس، ومحيطها، الأمر الذي يدمر كافة الآمال ويدفع إلى مزيد من القلق والتوتر في كافة أرجاء المنطقة، وطالب بضرورة تحرك دولي سريع لوقف هذا التهور الاحتلالي الإسرائيلي.

وكانت أمهلت إسرائيل سكان قرية «الخان الأحمر» الفلسطينية في شرق القدس مدة أسبوع لإخلاء القرية، بحسب ما أعلن مسؤول في هيئة فلسطينية رسمية.

وقال منسق حملة «أنقذوا الخان الأحمر» في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان عبدالله أبو رحمة في لقاء مع «عُمان»، أمس، إن إخطارا بالمهلة المذكورة تم تسليمه من سلطات الاحتلال إلى سكان القرية والمعتصمين فيها.

وأشار أبو رحمة إلى أن الإخطار الإسرائيلي يتضمن إنذارا لأهالي القرية بمهلة حتى الأول من شهر أكتوبر المقبل لإخلاء وهدم منازلهم المقامة من الصفيح ذاتيا، وإلا سيتم هدمها بالقوة.

وأوضح أن الإخطار يهدد كل «المباني المقامة داخل نطاق الخان الأحمر» بما فيها المدرسة الوحيدة المقامة في القرية وتخدم التجمعات الفلسطينية المحيطة بها. وأضاف أبو رحمة أن سلطات الاحتلال تواصل فرض حصار مشدد على القرية وسكانها وتعيق وصول نشطاء اللجان الشعبية إليها عبر نصب الحواجز العسكرية.

وقال وليد عساف رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان لرويترز «نرفض هذا التهديد ونصر على بقائنا وسنتصدى لعملية الهدم». وأضاف: «هذا كان متوقعا، إسرائيل تريد تنفيذ القرار بعد انتهاء اجتماعات الجمعية العامة في الأمم المتحدة والأعياد اليهودية».

وقال فيصل أبو داهوك أحد سكان الخان الأحمر الذي يعيش فيه ما يقارب 180 شخصا وفيه مدرسة تضم نحو 180 طالبا وطالبة من 6 تجمعات بدوية مجاورة «لن نخلي المكان طواعية».

وأضاف لرويترز: «بإمكان قوات الاحتلال التي تملك الجيش والسلاح أن تخلينا بالقوة ولكن لا يوجد مكان آخر نذهب إليه ونرفض إعطاؤنا أي مكان آخر لنذهب إليه».

وكانت المحكمة الإسرائيلية العليا رفضت في الخامس من شهر سبتمبر الجاري التماس أهالي القرية ضد إخلائهم وهدم القرية وأقرت هدمها خلال أسبوع.

ورفض الفلسطينيون القرار بشدة وشرعوا باعتصام شعبي مفتوح في القرية بمساندة متضامنين أجانب.

وأثار قرار إسرائيل بهدم قرية الخان الأحمر وإعادة توطين سكانها في موقع قريب يبعد 12 كيلو مترا، انتقادات شديدة من الفلسطينيين ودول أوروبية وغربية لما يشكله ذلك من خطر على فكرة «حل الدولتين» المدعومة دوليا.

ويقول الفلسطينيون إن هدم الخان الأحمر البالغ عدد سكانه حوالي 200 نسمة يأتي في إطار خطة إسرائيلية لإقامة قوس من المستوطنات، سيفصل فعليا القدس الشرقية عن الضفة الغربية، وهي أراض يريدها الفلسطينيون لإقامة دولة مستقلة لهم في المستقبل. وقدم الفلسطينيون مؤخرا بلاغا لدى المحكمة الجنائية الدولية، ضد قرار إسرائيل بهدم القرية، وهددوا بتصعيد تحركاتهم بشأن القضية في كافة المحافل الدولية.

والخان الأحمر هي منطقة بدوية تقع قرب مستوطنتي (معاليه أدوميم) و(كفار أدوميم) شرق القدس، ويعيش سكانها في منازل من الخيام والصفيح من دون توفر أدنى مقومات البنية الأساسية.