991437
991437
العرب والعالم

مقتل أكثر من 3300 مدني بغارات التحالف الدولي في سوريا

23 سبتمبر 2018
23 سبتمبر 2018

روسيا تتهم إسرائيل بـ«تضليلها» في حادث إسقاط طائرتها -

دمشق- عمان- بسام جميدة- وكالات:

قتل أكثر من 3300 مدني في غارات التحالف الدولي بقيادة واشنطن منذ بدء تدخله العسكري في سوريا ضد تنظيم (داعش) قبل أربع سنوات، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس.

وبدأ التحالف الدولي عملياته العسكرية ضد (داعش) في صيف عام 2014 في العراق ثم في سوريا. ويؤكد باستمرار اتخاذه الإجراءات اللازمة للتقليل من المخاطر على حياة المدنيين.

وقال المرصد السوري: إن ضربات التحالف الدولي في سوريا منذ 23 سبتمبر عام 2014 أسفرت عن مقتل «3331 مدنيا بينهم 826 طفلا».

وفي تقرير في نهاية أغسطس أقر التحالف بمقتل 1061 مدنيا على الأقل في ضربات نفذها في سوريا والعراق. لكن منظمات حقوقية ترجح أن يكون العدد أكبر من ذلك. ويحقق التحالف حاليا في 216 تقريرا حول مقتل مدنيين يعود بعضها إلى عام 2014.

إلى ذلك، أصدر تنظيم ما يسمى (حراس الدين) الموالي لتنظيم (القاعدة) بيانا أعلن فيه رفضه التام للاتفاق التركي - الروسي الذي يقضي بإنشاء منطقة فاصلة منزوعة السلاح في إدلب، معتبرا أن هذا الاتفاق هو مؤامرة مصيره كما حصل في البوسنة خلال اتفاقية نزع السلاح.

وطالب التنظيم الفصائل التي أيدت الاتفاق بالتوبة ومحاسبة النفس، ودعاها إلى إعادة ترتيب ما تبقى من قوة وإمكانيات والتعاون في البدء بعمليات عسكرية ضد الجيش السوري.

ومن جهتها، رحبت (الجبهة الوطنية للتحرير) بالاتفاق، وأثنت في بيان لها على الموقف التركي واعتبرته انتصارا للدبلوماسية التركية التي جعلت من إدلب جزءا من أمنها القومي.

وفي نفس البيان، ناقضت فيه الجبهة موقفها حيث رفضت تخليها عن سلاحها وأنها ستبقي يدها على الزناد، معلنةً عدم ثقتها بالاتفاقيات مع روسيا.

وذكرت مصادر عدة، أن انقسام غير مسبوق في صفوف (هيئة تحرير الشام) في حال رضخت للاتفاق، حيث طالب الجناح الرافض للاتفاق الجولاني بإعلان موقفه رسميا للمقاتلين لكي يقرروا مصيرهم بأنفسهم.

وأشارت المصادر إلى أن الجناح الرافض للاتفاق هدد بالانشقاق عن الهيئة وعدم الالتزام بأي اتفاق تبرمه تركيا بشأن إدلب، وأنها ستنضم إلى تنظيم (حراس الدين). ورجحت المصادر خروج الجولاني في تسجيل مصور يعلن فيه الموقف الأخير من اتفاق إدلب بعد مهلة منحه إياها الجناح الرافض للاتفاق تنتهي خلال 72 ساعة، وبعد ذلك إن لم يعلن قائد هيئة تحرير الشام موقفه بشكل واضح فإن موجة الانشقاقات ستبدأ بعد انتهاء المهلة المحددة.

وكان عدة قياديين في هيئة تحرير الشام أعلنوا في وقت سابق رفضهم للاتفاق التركي - الروسي، حيث اعتبر القيادي المصري أبي فتح الفرغلي أن تسليم نقاط الرباط والدشم والمواقع المحصنة لا يقل جرمًا وخيانةً عن تسليم السلاح.

وكما رفض القيادي أبو اليقظان المصري الاتفاق، متوعدا بمواصلة القتال في إدلب. وقال المصري: «كيف نفرط في نقاط رباط أصبحت الآن كثير منها قلاعا عسكرية؟»، معتبرا أن خطوط التماس مع الجيش السوري تنتهي بإنشاء تلك المنطقة وبالتالي «إنهاء الجهاد»، وفق تعبيره.

أما «هيئة تحرير الشام» الجماعة الأقوى في شمال غرب سوريا فلم تعلن موقفها بعد من الاتفاق الذي يقضي بخروج المعارضة المسلحة من المنطقة منزوعة السلاح بحلول 15 أكتوبر القادم.

في الأثناء حذر وزير الخارجية المصري سامح شكري، الموفد الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، من إفساح المجال لـ«المجموعات الإرهابية» للخروج من إدلب، عبر ممرات آمنة، إلى دول أخرى بالمنطقة.

وأشار بيان للخارجية المصرية إلى أن شكري استقبل دي ميستورا بمقر بعثة مصر الدائمة لدى الأمم المتحدة بنيويورك، وحذر من «مخاطر منح العناصر الإرهابية أية ممرات آمنة تمكنهم من مغادرة إدلب إلى مناطق ودول أخرى بالمنطقة».

وجاء ذلك بعدما استعرض دي ميستورا  نتائج اتصالاته مؤخرا مع الأطراف الإقليمية والدولية المعنية، وتقييمه لتطورات الوضع الميداني في إدلب.

وأكد شكري، بحسب البيان، على «الأهمية التي توليها مصر للدفع بالعملية السياسية، ولا سيما بدء عمل اللجنة الدستورية باعتبارها الخطوة المطلوب تنفيذها لدفع المسار السياسي للأمام في الوقت الحالي». وفي سياق آخر، أعلن الجيش الروسي أمس أن معلومات «مضللة» من القوات الجوية الإسرائيلية تسببت باسقاط الطائرة الروسية في سوريا، منددا بـ«نزعة المغامرة» عند الطيارين الإسرائيليين. وعرض الناطق العسكري الروسي ايجور كوناشينكوف نتائج التحقيق في سقوط طائرة اليوشن-20 والتي كانت تقل 15 جنديا بصاروخ دفاع جوي سوري من طريق الخطأ في 17 سبتمبر.

واتهمت موسكو الطيارين الإسرائيليين باستخدام الطائرة الروسية الأكبر حجما كغطاء، ما دفع نظام الدفاع الجوي السوري أس-200 الذي يعود للحقبة السوفييتية إلى اعتراض الطائرة الروسية كهدف.

لكن إسرائيل نفت هذه الرواية وسافر قائد قواتها الجوية إلى موسكو بعد الحادث الذي وصفه الرئيس فلاديمير بوتين بأنه نتيجة «سلسلة من الظروف المأسوية».

وقال كوناشينكوف: إن الجيش الروسي تلقى اتصالا من القيادة الاسرائيلية في الساعة 18:39 ت ج تحذّر فيها أن إسرائيل ستضرب في «شمال سوريا»، حيث كانت طائرة ايل-20 روسية للاستطلاع تراقب منطقة خفض التصعيد في إدلب.

وأضاف أن روسيا طلبت من طائرتها العودة إلى القاعدة، لكن بعد دقيقة من الاتصال الإسرائيلي ضربت الطائرات الإسرائيلية هدفا في اللاذقية في غرب سوريا.

وأشار كوناشينكوف إلى أن «المعلومات المضللة للضابط الاسرائيلي في ما يتعلق بموقع الضربات جعل من المستحيل ارشاد طائرة ايل-20 الى مكان آمن».

وتابع أنه بينما كانت طائرة ايل-20 تهبط قرب اللاذقية، بدأت إحدى طائرات «اف-16» القيام بمناورة في الساعة 18:59 ت ج وبدأت «تقترب من الطائرة الروسية» التي تم اعتراضها من قبل الدفاع الجوي السوري كطائرة تعاود الإغارة، ونتج من ذلك إسقاطها. ولفت إلى أن «المقاتلات الإسرائيلية استخدمت ايل-20 كغطاء من الصواريخ المضادة للطائرات»، واستمرت بمراقبة المنطقة حتى بعد وقت طويل من سقوط الطائرة الروسية.

وقال كوناشينكوف: إن أفعال الطيارين الاسرائيليين «تعكس اما عدم احترافهم واما إهمالهم الإجرامي على أقل تقدير»، مؤكدا أن سلاح الجو الإسرائيلي مسؤول بالكامل عن إسقاط الطائرة.

وأضاف: إن «نزعة المغامرة» لدى الجيش الإسرائيلي كان يمكن أن تعرّض أيضا طائرات مدنية للخطر تستخدم الممر الجوي نفسه للهبوط في مطار حميميم القريب. وقال: «هذا رد جاحد جدا على كل ما فعلته روسيا لإسرائيل».

وفي ردة فعل على المؤتمر، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، أن إسرائيل مستمرة في عملياتها العسكرية ضد الوجود الإيراني في سوريا بالرغم من حادثة سقوط الطائرة الروسية في الأجواء السورية.

وقال ليبرمان: «نحن تصرفنا ونتصرف بحذر ومسؤولية في كل الحالات الواردة الصعبة منها والسهلة، لذلك لم يتغير شيئا ولن يتغير ونحن مستمرون بالعمليات العسكرية في سوريا وهذه سياستنا».

وأضاف: «لن نسمح بتحويل سوريا إلى قاعدة إيرانية متقدمة ضد دولة إسرائيل ونحن نواصل العمل ولهذا لدينا كل الوسائل والإمكانيات لردع هذا الخطر».

ووفقا لرئيس الدفاع الإسرائيلي، الجيش الإسرائيلي سيواصل اعتماده على التنسيق مع القيادة العسكرية الروسية في سوريا من أجل تجنب حالات التصادم في الأجواء السورية.