990677
990677
المنوعات

التراث والثقافة تنظم حلقة توعوية للمحافظة على الآثار بولاية مرباط

23 سبتمبر 2018
23 سبتمبر 2018

تستمر خمسة أيام -

كتب : غانم العمري:

نظمت المديرية العامة لتراث والثقافة بمحافظة ظفار حلقة توعوية لحماية الآثار بالمحافظة تحت رعاية سعادة الشيخ سالم بن سهيل زيدي تبوك والي مرباط. تستمر الحلقة خمسة أيام بحضور أعضاء وممثلي الولاية في مجلسي الشورى والبلدي وشيوخ وأعيان المنطقة وأصحاب البيوت التاريخية والتراثية بمرباط. ويشارك في تقديم الورشة خبراء ومختصين في مجال الآثار والتنقيب والمسوحات من جامعة اليرموك بالمملكة الأردنية الهاشمية.

وقال حمد بن سالم الحجري مدير عام المديرية العامة للتراث والثقافة بمحافظة ظفار في كلمة له في افتتاح أعمال الورشة: نشارك سويا في هذه الورشة التوعوية الأولى لحماية الآثار في محافظة ظفار، واختيار ولاية مرباط لإقامة هذه الفعاليات ما هو إلا لدورها التاريخي والحضاري والثقافي على مر السنين وما لمسناه من شراكة كافة أهالي هذه الولاية للمحافظة على موروثها الحضاري والثقافي وهي امتداد لدور الذي تقوم به الوزارة في بث رؤية استشراق نحو المضي في تسهيل وتذليل الصعاب والإجراءات في سبيل الرسالة النبيلة والأهداف السامية في الكشف والحفاظ على التراث العماني التليد».

وأضاف الحجري قائلا: منذ السنوات الأولى لقيام النهضة الحديثة التي قاد مسيرتها صاحب الجلالة السلطان قابوس -حفظه الله ورعاه- وجلالته يخطط لبناء دولة عصرية حديثة وقد أخذ بمبدأ «الأصالة والمعاصرة» حيث حققت الوزارة منذ تأسيسها وحتى يومنا هذه إنجازات في مجال الترميم حيث بلغ ما رممته الوزارة ما يربو عن ٩٠ قلعة وحصنا واكتشاف ٥٧١٦ موقعا أثريا اكتشف فيها أكثر من ٤٦٨٣٥ قطعة أثرية حيث بلغت القطع الأثرية المغمورة بالمياه أكثر من ٢٨٢٦ قطعة، كما تكللت تلك هذه الجهود بتسجيل ٥ مواقع أثرية وتاريخية في قائمة التراث العالمي كان آخرها موقع قلهات قبل شهرين.

وتابع الحجري قائلا: سوف نشارك أعمال هذه الندوة والتي تستمر لمدة ٥ أيّام وتحمل عدة محاور كالتالي: المباني التراثية والتاريخية وأهميتها وأعمال المسح الميداني والطرق العلمية في اختيار مواقع التنقيبات الأثرية إضافة إلى إليه تخزين وحفظ القطع الأثرية والتراثية.

وفي بداية الورشة طرح الأستاذ الدكتور محمد سليمان الشناق عميد كليه السياحة والفنادق في جامعة اليرموك الأردنية ورقة عمل عن أهمية التراث والمباني التراثية بشكل عام والتي صاغت الإطار العام للورشة في مختلف الجلسات وذلك من خلال توعية المجتمع المحلي بأهمية التراث والمحافظة على المباني التراثية وكيفية ترميمها وصيانتها ومن ثم إعادة تأهيلها وتقديمها للمجتمع للاستفادة منها كنزل أو مطعم أو متحف الخ أو أي استخدام مناسب يستوعبه المبنى التاريخي والتراثي.

وسوف يناقش الدكتور محمد الشناق في الأيام القادمة الحساب المادي للجدوى الاقتصادية لترميم وصيانه المباني التراثية بحيث يكون أصحاب هذه البيوت التراثية على وعي تام وقدر من المعرفة في كيفية حساب الجدوى الاقتصادية لهذه المباني فيما اذا كان باستطاعتهم الاستثمار في المبنى التراثي أو عدم الاستثمار فيه وكذلك في مساهمة الحكومة في صياغة بعض القوانين والأنظمة التي تنظم عمليات الصيانة والترميم وعملية استثمار المباني التراثية باستخداماتها المنوعة.

من جانبه ألقى الدكتور زكريا القضاة خبير ترميم مباني تراثية ومهندس معماري كلمة عن أهمية صيانة وترميم المباني التراثية والحفاظ عليها بشكل خاص وذلك لتأهيلها وإعادة استخدامها من جديد. وتستهدف الورشة المجتمع المحلي بالدرجة الأولى من أجل الخروج بتوصيات ناجحة لدعم تجربة ولاية مرباط كما هو الحال في بيوت الحمراء ومسفاة العبريين وإبراء ومنح وحارات عمانية أخرى.

وفي جانب آخر من الورشة استعرض الأستاذ يوسف الزعبي من كلية الآثار والأنثروبولوجيا بجامعة اليرموك العديد من المفاهيم والأساليب الحديثة في حصر وتوثيق البيوت القديمة قائلا: دورنا في هذه الورشة ينقسم الى قسمين القسم الاول متعلق بالزيارات الميدانية وإجراء التنقيب والمسوحات الأثرية واستخدام برامج الحاسوب لتقسيم الصور والرسوم لرفع الهندسي إضافة الى أغراض النشر العلمي. والقسم الثاني متعلق بتوثيق القطع التي يتم العثور عليها، فبعد عمليات التوثيق الميداني سيتم استخراج كافة الرسومات الخاصة بهذه المواقع وعمل المعارض والرسومات التوضيحية التي توضح مختلف العمليات التوثيقية وكيفية إجرائها. حيث قدم الزعبي في الْيوْم الأول محاضرة عن دور التصوير والرفع الهندسي في عمليات توثيق التراث وفِي الْيَوْمَ الثاني سيقدم محاضرة عن المسوحات الميدانية والطرق العلمية في الكشف عن المواقع الأثرية وفِي الْيَوْمَ الثالث سيعرض محاضرة عن طرق تخزين القطع التراثية والأثرية والطرق الآمنة في تخزينها وحفظها وعمل بطاقات متحفية إلكترونية لكل قطعة إثرية أو تراثية تكون لها مرجعية كاسمها ونوعها وتصنيفها وتاريخها وقياسها وألوانها الخ.

ويختتم يعقوب بن بدر بن محمد العبري أحد مؤسسي نزل المسفاة التراثية مشاركته في هذه الورشة التوعوية لحماية الآثار بمحافظة ظفار تعريفا عن مفهوم النزل التراثية وعلاقتها بالقطاع السياحي حيث تحدث عن تجربة نزل المسفاة التراثية كأحد المشاريع العمانية الرائدة في قطاع الإيواء السياحي وذلك في محاولة لنقل الصورة للجمهور وأصحاب المنازل التراثية ونقل تلك التجربة ونجاحها الى المواطنين في ولاية مرباط مِن اجل المبادرة والقيام بتنفيذ مثل هذه المشاريع السياحية والتجارية التي تدر دخلا عليهم وتعود بالنفع على الولاية بدلا من الاعتماد على المبادرات الحكومية وانتظار الدعوات من الجهات المعنية للقيام بإدارة مثل هذه المشاريع البسيطة والممكن إدارتها بسهوله وارتباطها بخدمات أخرى تسهم كذلك في تشغيل الأسر العمانية من خلال إعداد الوجبات الشعبية في البيوت وتوفير الأطعمة والوجبات اليومية للنزلاء. إضافة إلى القيام بجولات سياحية وممارسة العديد من الهوايات كالتخييم والتسلق والرحلات وتقديم مختلف الخدمات لسياح والاستفادة من هذه البيوت في اكتساب المهارات والتدريب في الخدمات السياحية وبالأخص في سياحة المغامرة.