صحافة

اعتماد : بانتظار مفاجأة دبلوماسية

23 سبتمبر 2018
23 سبتمبر 2018

تحت هذا العنوان كتبت صحيفة «اعتماد» مقالا جاء فيه:

بعد القرارات التي اتخذتها واشنطن بتشديد الحظر على إيران على خلفية انسحاب الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» من الاتفاق النووي في مايو الماضي، تضاعفت الجهود الدبلوماسية الإيرانية للتواصل مع الأطراف الأخرى في الاتفاق (روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا) بهدف إنقاذ الاتفاق من الانهيار على الرغم من الصعوبات التي تكتنف هذا الملف نتيجة تقاطع المصالح بين هذه الأطراف من جهة والعلاقة الاستراتيجية التي تربط الجانب الأوروبي مع أمريكا في مختلف المجالات من جانب آخر.

ولفتت الصحيفة الانتباه إلى أهمية الجهود الدبلوماسية التي يقوم بها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والفريق النووي المفاوض برئاسة مساعده عباس عراقجي خصوصا في ظلّ التعقيدات التي حصلت نتيجة انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي وما رافقه من تصعيد في التصريحات بين الجانبين الإيراني والأمريكي والتي وصلت إلى حدّ التلويح باستخدام وسائل أخرى في حال لم يتم التوصل إلى حلول لهذه الأزمة. وأشارت الصحيفة إلى طلب الإدارة الأمريكية إجراء مفاوضات مباشرة مع المسؤولين الإيرانيين دون شروط مسبقة للتوصل إلى اتفاق جديد بشأن البرنامج النووي الإيراني، معتبرة هذا الطلب بأنه يهدف إلى إثارة الرأي العام العالمي ضد إيران وتصويرها على أنها لا ترغب بحلّ الأزمة في حين أوضح وزير الخارجية (ظريف) ومسؤولون آخرون في الخارجية بينهم المتحدث باسمها (بهرام قاسمي) بأن الاتفاق النووي لم يكن اتفاقاً بين الحكومتين الإيرانية والأمريكية فقط ، بل هو اتفاق أممي تم تأييده في مجلس الأمن الدولي عبر قراره 2231 ولهذا ينبغي على الإدارة الأمريكية العودة إلى هذا الاتفاق وتنفيذ بنوده دون قيد أو شرط لاسيّما وإن روسيا والصين والترويكا الأوروبية مازالوا يعتقدون بضرورة التمسك بالاتفاق باعتباره وثيقة دولية لحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

وأعربت الصحيفة عن اعتقادها بأن الظروف السياسية التي تبلورت بعد انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي والخطوات التي اتخذتها كل من روسيا والصين والدول الأوروبية هيّأت الفرصة للمسؤولين الإيرانيين للتحرك باتجاه المحافل الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمحكمة الدولية للدفاع عن موقف إيران في إطار القوانين والمقررات التي تعتمدها هذه المحافل لاسيّما وأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أكدت على التزام إيران بتعهداتها التي وردت في الاتفاق النووي وفي مقدمتها خفض مستوى تخصيب اليورانيوم وتقليص أعداد أجهزة الطرد المركزي في المنشآت النووية.

وختمت الصحيفة مقالها بالقول بأن المجتمع الدولي بانتظار مفاجأة دبلوماسية يقوم بها الطاقم الإيراني المكلف بمتابعة الملف النووي، مؤكدة على ضرورة استثمار الفرص السياسية التي أتاحها انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي لهذا الغرض.