990407
990407
العرب والعالم

الصين تحتج على عقوبات أمريكا العسكرية

22 سبتمبر 2018
22 سبتمبر 2018

الفاتيكان يتوصل لاتفاق مع بكين -

بكين - الفاتيكان - (أ ف ب): استدعت وزارة الخارجية الصينية أمس السفير الأمريكي في بكين وسلمته «احتجاجا رسميا» على العقوبات الأمريكية المفروضة على الصين لشرائها أسلحة روسية، على ما نقلت «صحيفة الشعب» الناطقة باسم الحزب الشيوعي الحاكم.

وأعلنت واشنطن الخميس فرض عقوبات للمرة الاولى على كيان أجنبي بسبب شرائه أسلحة روسية، مستهدفة وحدة في الجيش الصيني اشترت مقاتلات وصواريخ أرض - جو روسية.

وردا على ذلك استدعى مساعد وزير الخارجية الصيني زهنغ زيغوانغ السفير الأمريكي تيري برانستاد كما أوضحت صحيفة الشعب على موقعها الالكتروني.

وفرضت واشنطن عقوبات مالية محددة الأهداف على وحدة أساسية في وزارة الدفاع الصينية «دائرة تطوير المعدات» ومديرها لي شيانغفو بسبب شراء طائرات مقاتلة من طراز سوخوي (سو-35) في نهاية 2017 والتجهيزات المرتبطة بنظام الدفاع المضاد للطيران الروسي (اس-400) مطلع 2018.

ورد المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية وو كيان معتبرا انه لا يحق لواشنطن أن تتدخل في العلاقات «الطبيعية» بين دولتين تتمتعان بالسيادة.

وأضاف وفق تصريحات نقلتها وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية أن خطوة إدارة دونالد ترامب تشكل «انتهاكا صارخا للقواعد الأساسية في العلاقات الدولية» و«دليلا واضحا وبسيطا على الهيمنة».

وكانت بكين أبدت استياءها الشديد من هذه العقوبات مطالبة الولايات المتحدة بالتراجع عنها تحت طائلة «تحمل العواقب».

وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية غينغ شوانغ إن «الخطوة الأمريكية ألحقت أضرارا جسيمة بالعلاقات بين البلدين والجيشين».

في الوقت نفسه، اتهمت موسكو واشنطن بتهديد «الاستقرار العالمي».

ويأتي هذا التوتر الصيني- الأمريكي فيما يخوض الطرفان من جانب آخر حربا تجارية ويتبادلان فرض رسوم جمركية.

من ناحية أخرى، أعلن الفاتيكان أمس التوصل لاتفاق تاريخي مع الصين حول تعيين أساقفة تختارهم، مع اعتراف البابا فرنسيس بسبعة أساقفة معينين من بكين في خطوة يمكن أن تمهد لتطبيع العلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية وبكين.

وسارعت بكين إلى الإعراب عن أملها بتحسين العلاقات فيما قالت تايوان إن علاقاتها بالفاتيكان لن تتأثر رغم الاتفاق مع الصين.

وفي الصين ما يقدّر بـ12 مليون كاثوليكي ينقسمون بين كنيسة «وطنية» يدير النظام شؤونها وكنيسة سرية لا تعترف بغير سلطة البابا. ولا يقيم الفاتيكان علاقات دبلوماسية مع بكين منذ 1951 أي بعد عامين من تأسيس (الجمهورية الشعبية الشيوعية).

والاتفاق المرحلي مع الصين «تم التوصل إليه بعد عملية طويلة من المفاوضات الدقيقة ويتضمن احتمال إجراء مراجعات دورية لتطبيقه» بحسب بيان للفاتيكان صدر فيما يزور البابا دول البلطيق.

وأضاف البيان إن الاتفاق «يتعلق بتعيين أساقفة وهي مسألة بغاية الأهمية لحياة الكنيسة وتهيئ الظروف لتعاون أكبر على المستوى الثنائي». في موازاة ذلك اعترف البابا فرنسيس بسبعة أساقفة عينتهم الصين من دون موافقة الكرسي الرسولي، بحسب مكتب البابا. وقال مكتب البابا إن «البابا فرنسيس يأمل بان تبدأ عبر هذه القرارات عملية جديدة تسمح بتضميد جروح الماضي وتؤدي إلى شراكة كاملة لجميع الصينيين الكاثوليك» وعددهم نحو 12 مليوناً.

ويشمل القرار أسقفا ثامنا توفي العام الماضي و«كان قد عبر عن الرغبة في التصالح مع الكرسي الرسولي». وقال المتحدث باسم الفاتيكان غريغ بورك متحدثا من فيلنيوس إن الاتفاق «ليس سياسيا بل رعوي يسمح للمؤمنين بأن يكون لهم أساقفة في شراكة مع روما وفي الوقت نفسه تعترف بهم السلطات الصينية».

من ناحيتها قالت الصين إن الاتفاق «المرحلي» وقعه في بكين نائب وزير الخارجية وانغ تشاو ووفد من الفاتيكان برئاسة نائب أمين سر الدولة للعلاقات مع الدول أنطوان كاميليري. وأضافت أن الجانبين «سيستمران في التواصل والدفع باتجاه تحسين العلاقات الثنائية».

والفاتيكان واحدة من 17 دولة فقط في العالم تعترف بتايبيه بدلا من بكين، لكن البابا فرنسيس سعى لتحسين العلاقات مع الصين منذ توليه السدة البابوية في 2013. وحذر محللون من إمكان أن تستغل بكين الاتفاق لفرض مزيد من الإجراءات المشددة على الكاثوليك في الصين.

ووصف جوناثن ساليفان مدير معهد السياسة الصينية في جامعة نوتينغهام الاتفاق بأنه «خطوة استراتيجية من جانب الصين وساذجة من جانب الفاتيكان».