989485
989485
العرب والعالم

الاتفاق الروسي - التركي بشأن إدلب وثيقة رسمية في مجلس الأمن الدولي

21 سبتمبر 2018
21 سبتمبر 2018

موسكو رفضت التقرير الإسرائيلي حول إسقاط الطائرة وبوتين لم يستقبل وفدها -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات -

قام وفد روسيا أمس، بتعميم الاتفاق على استقرار الوضع ووقف التصعيد في منطقة ادلب في سوريا، الذي توصل إليه رئيسا روسيا فلاديمير بوتين وتركيا رجب طيب أردوغان على مجلس الأمن الدولي بوصفه وثيقة رسمية.

وقال أمين البعثة الدائمة لروسيا في المنظمة الأممية، فيدور سترجيجوفسكي لوكالة نوفوستي: «تم توزيع مذكرة استقرار الوضع في منطقة خفض التصعيد بمحافظة إدلب يوم 18 سبتمبر الحالي كوثيقة رسمية في مجلس الأمن الدولي».

واتفق الرئيسان بوتين وأردوغان في سوتشي الاثنين الماضي، حول إقامة منطقة منزوعة السلاح في محافظة إدلب السورية على امتداد خط التماس بين الجيش السوري والجماعات المسلحة بحلول 15 أكتوبر المقبل. كما وقّع وزراء دفاع البلدين على مذكرة تفاهم بشأن استقرار الوضع في منطقة خفض التصعيد بمحافظة إدلب.

وتعتبر محافظة إدلب السورية الواقعة في شمال سوريا، آخر منطقة خارجة عن سيطرة القوات الحكومية السورية، إذ أنها ما زالت تحت سيطرة مسلحين من المعارضة، بالإضافة إلى إرهابيين من جماعة جبهة النصرة. وكانت موسكو قد ذكرت في وقت سابق أن الإرهابيين يستعدون للقيام بعملية استفزاز في هذه المحافظة لاتهام دمشق باستخدام الأسلحة الكيماوية.

ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن وزير الخارجية سيرجي لافروف قوله امس إن سيطرة الولايات المتحدة على الضفة الشرقية لنهر الفرات تشكل التهديد الرئيسي على وحدة الأراضي السورية.

وأضاف أن روسيا وتركيا اتفقتا على حدود منطقة منزوعة السلاح في محافظة إدلب وأنه يتعين على مقاتلي جبهة النصرة الرحيل عن تلك المنطقة بحلول منتصف أكتوبر المقبل.

وفي السياق، أكدت أنقرة أن التدريبات والدوريات المشتركة بين القوات التركية والأمريكية في مدينة منبج شمال سوريا ستنطلق قريبا، وفقا لخريطة الطريق المتفق عليها بين الطرفين.

وأعلن المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، أثناء مؤتمر صحفي عقده أمس أنه من غير المقبول أن تواصل الولايات المتحدة دعمها العسكري والسياسي والإعلامي لوحدات حماية الشعب الكردية (التي تشكل العمود الفقري لـ«قوات سوريا الديمقراطية» وتعتبرها أنقرة تنظيما إرهابيا) بالتزامن مع تطبيق خريطة الطريق، معربا عن عزم أنقرة الاستمرار في إجراء عمليات «مكافحة الإرهاب» خارج حدودها.

وأشار إلى أن أنقرة ستواصل اتخاذ الخطوات اللازمة لتعزيز نقاط المراقبة التي أنشأتها في إدلب كإحدى الدول الضامنة في اتفاق مناطق خفض التوتر في سوريا.

وحذر المسؤول من تحميل جميع أعباء الأزمة السورية على عاتق تركيا، مشددا على أن هذا الأمر ليس عادلا، مؤكدا أن بلاده تتوقع من المجتمع الدولي الإسهام في التسوية السياسية بسوريا.

وأعلن سفير الولايات المتحدة لدى موسكو، جون هانتسمان، أن واشنطن وموسكو تتعاونان كثيرا في حل المسألة السورية، مشيرا إلى أنهما تجريان عملا «وراء الكواليس» لتسوية الوضع في سوريا.

وقال هانتسمان في كلمة ألقاها في مؤتمر «AmCham» الاستثماري للغرفة التجارية الأمريكية في روسيا،أمس: «طبعا، يوجد هناك تعاون بيننا حول القضية السورية. ونجري عملا وراء الكواليس للتأكد من أنه سيكون بإمكاننا وضع حد للعنف والتحرك في نهاية الأمر إلى الأمام في مجال التسوية». وأضاف: «سيقدر تقدمنا في سوريا بمدى فعالية قدرتنا على حل المسائل معا».

وفي تداعيات اسقاط الطائرة الروسية، رفضت موسكو التقرير الذي قدمه وفد إسرائيل حول إسقاط الطائرة «إيل 20».

ولم يقابل الرئيس الروسي الوفد الاسرائيلي الذي سلم معلومات حول حادثة اسقاط الطائرة الحربية الروسية فوق الأجواء السورية، وذكر المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف، في حديث للصحفيين، أن «بوتين لن يستقبل المسؤول العسكري الذي حمل إلى موسكو نتائج التحقيق الإسرائيلي في حادثة إسقاط طائرة «إيل-20» الروسية في سوريا».

وكانت هيئة التحقيق الروسية اعلنت عن فتح قضية جنائية للكشف عن ملابسات تحطم الطائرة الروسية «إيل-20» فوق الاجواء السورية.

من جانبها أكد مسؤول عسكري إسرائيلي أمس أن القواعد العملانية المتفق عليها مع روسيا في سوريا لا تزال كما هي ملمحا إلى أن إسرائيل تحتفظ بحرية التحرك في الدولة المجاورة.

وقال المسؤول العسكري الذي فضل عدم ذكر اسمه إنه «ليس هناك تغيير في آلية +عدم الاشتباك+ (بين إسرائيل وسوريا) إثر هذا الحادث المؤسف. إن آلية +عدم الاشتباك+ والإجراءات العملانية بيننا وبين الجيش الروسي تبقى قائمة ولم تتغير». يرمز مصطلح «عدم الاشتباك» إلى تبادل المعلومات بين البلدين وخفض مخاطر التصادم.

وكانت هذه الآلية تقررت بين إسرائيل وروسيا عام 2015 مع بدء تدخل القوات الروسية إلى جانب القوات السورية لتجنب الصدام بين الجيشين الروسي والإسرائيلي في سوريا.

من جانب آخر أفادت صحيفة «الوطن» السورية ببدء مسلحي «لواء القريتين» المتواجدين في منطقة التنف وتسجيل أسمائهم للخروج إلى الشمال السوري في مؤشر على قرب تفكيك قاعدة «التنف» الأمريكية.

وبحسب صحيفة «الوطن، قام أكثر من 5000 مسلح من «لواء القريتين» وعائلاتهم، بتسجيل أسمائهم للخروج من مخيم الركبان عند مثلث الحدود السورية الأردنية العراقية، باتجاه الشمال السوري، بعد التوصل إلى اتفاق مع الحكومة السورية بوساطة روسية.

وغادر المئات من مهجري الغوطة الشرقية منطقة عفرين، في القطاع الشمالي من ريف حلب، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان «المعارض» الذي أكد أن أكثر من 200 عائلة من مهجري الغوطة الشرقية، غادروا مدينة عفرين وريفها، متجهين نحو محافظة إدلب، وأن الأسباب التي دفعت المهجرين للنزوح مجددا نحو محافظة إدلب، هي النقلة الجديدة في التغيير الديمغرافي من قبل فصائل عملية «غصن الزيتون»، حيث تعمد الفصائل للتضييق على قاطني مدينة عفرين من مهجري الغوطة وممن جرى توطينهم فيها سابقا بإشراف من السلطات التركية، ودفع هؤلاء إلى ترك مساكنهم والنزوح نحو مناطق أخرى نتيجة الانتهاكات التي تطال مهجرين من غوطة دمشق الشرقية، من قبل الفصائل العاملة في عملية «غصن الزيتون»، والتي تعمدت بعد توطين المهجرين القادمين من الغوطة الشرقية في المنطقة، إلى ممارسة الانتهاكات والتجاوزات بحقهم، حيث قام فصيل «الجبهة الشامية» بطرد 15 عائلة مهجرة من غوطة دمشق الشرقية، من منازل جرى توطينهم فيها بمدينة عفرين، من قبل المجلس المحلي في المدينة.