Ahmed-New
Ahmed-New
أعمدة

نوافذ: أن تستيقظ مبكرا .. أن تشعر بالتفاؤل

21 سبتمبر 2018
21 سبتمبر 2018

أحمد بن سالم الفلاحي -

[email protected] -

تتواتر علينا الأخبار والحكم والنصائح كل يوم، وهي الداعية دائما الى ضرورة الاستيقاظ المبكر، وهو الاستيقاظ الذي يبدأ مع توقيت صلاة الفجر، ويستمر الى آخر النهار، وإن تخللته فترة «قيلولة» بعد منتصف النهار، فذلك جيد، هذا ما تشير وتؤكد عليه كل هذه المنافذ المعرفية التي نتلقاها من هنا أو هناك، وما نسمعها عن تجارب آخرين، اعتمدوا نظام حياتهم على الاستيقاظ المبكر، مع صعوبة ترويض النفس على الاستمرار على ذلك، ولكن هناك من أصحاب الهمم من لا يتنازلون عن برنامجهم اليومي في الاستيقاظ المبكر، والشروع في مسارات حياتهم وأنشطتهم اليومية منذ الصباح الباكر.

تبني المسألة ليست صعبا بالدرجة التي نتخيلها، ولكن الصعوبة فيها هو القدرة على الاستمرار، ولسبب بسيط جدا وهو عدم القدرة على التقيد ببرنامج محدد بعد آخر النهار، وحتى لو حاول الواحد منا أن يحرص على الذهاب الى النوم في الساعات الأولى من حلول الليل، فلا بد أن تستجد أمور أخرى؛ ربما؛ ليس في يدنا القدرة على إيقافها، فنحن لسنا معزولين عن الآخرين، فشبكة العلاقات القائمة بيننا وبين الآخرين لا تعطينا فرصة القدرة على تنفيذ برامجنا الخاصة، وهي المتعلقة بالنوم، أو بالرياضة، أو بممارسة هواية معينة، في أوقات محددة؛ نحن نختارها؛ وبصورة مستمرة، ربما تنجح المسألة أياما معدودة، لكن بقاء استمراراها يكون شبه مستحيل، إلا في حالة واحدة؛ وهي نادرة؛ وهي أن ينعزل الواحد منا نهائيا عن حياة الآخرين، ويقطع كل اتصالاته بمن حوله، وهذا أيضا يصنف ضمن خانة الـ«مستحيل».

تقول الحكمة: «لا إفراط ولا تفريط»، وهناك مقولة أيضا: «الفضيلة بين طرفين كلاهما رذيلة» من هنا نفهم أنه علينا أن نكون في الوسط «وخير الأمور يا فتى أوسطها» بحيث لا ننحاز الى أمر على حساب أمر آخر، وإنما علينا أن نوازن بين مختلف الارتباطات التي تجمعنا بالآخرين، وبين كثير من خصوصياتنا، لأن التسليم المطلق لأي طرف ليس من الحكمة في شيء، وهناك من سلم نفسه لأمر واحد فقط، وضرب بالباقي «عرض الحائط»، وهذا أيضا ليس من الحكمة في شيء، والنجاح في تقديري الشخصي يتحقق من خلال مجموعة عوامل خاصة وعامة، وكل نجاح يحققه أحدنا، لن يحققه بصورة مطلقة اتكالا على معززاته الخاصة فقط، فلا بد للآخرين من حولنا أن يكون لهم موطئ قدم فيه، ومن يظن بغير ذلك فهو غير مدرك لحقائق الأمور، حيث تنقصه الخبرة، كما أن ذات الصورة تنطبق على الفشل أيضا، وبالتالي فنحن محكومون بعوالق كثيرة: بعضها لنا يد فيها، وبعضها الآخر هي في يد الآخرين ممن نتعاطى معهم طوال اليوم، بعد هؤلاء الآخرين، أو قربوا.

منذ فترة قرأت خبرا، ملخصه: إن شرايين الدم فينا قابلة لتكوين جلطات صغيرة طوال فترة النوم، ومحتمل حدوثها مع استمرار الإنسان في النوم حتى وقت متأخر من النهار، ولكن الاستيقاظ في وقت مبكر لصلاة الفجر؛ مثلا؛ والاستمرار في نشاط ما بعد ذلك، يمنع هذه الجلطات من التكون، ولذلك – جاء في الخبر – أن هناك أناسا يتعرضون لجلطات في الدم، هم من الفئات التي تواصل نومها إلى وقت متأخر من النهار، وكانت النصيحة ضرورة الاستيقاظ فجرا لوقف هذه الجلطات من الاستمرار في تكونها «والعهدة على كاتب الخبر» والله أعلم. وعن تجربة شخصية، ألاحظ أنه لا فائدة تذكر من النوم الذي يأتي بعد صلاة الفجر؛ على وجه الخصوص؛ حيث تكثر «الهواجيس» والأحلام المزعجة، والأرق، وما يتبعه من خمول بعد الاستيقاظ من هذه الفترة من النوم، بينما لو واصل الواحد منا نشاطه بعد الصلاة، فسيكون يومه أكثر نشاطا وحيوية وسعادة.. (جربوا لن تخسروا شيئا).