oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

عمان وقيم التسامح والتفاهم ورسالة الإسلام

21 سبتمبر 2018
21 سبتمبر 2018

في الوقت الذي تنعم فيه السلطنة بالأمن والأمان، مواطنا ومجتمعا ودولة، وذلك بفضل السياسات الحكيمة، وبعد النظر، الذي يوجه به حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- مواقف وسياسات السلطنة في مختلف المجالات، ومع الدول الشقيقة والصديقة، فإن الإيمان العميق بقيم التسامح والتفاهم والقبول بالآخر والتعايش، والعمل من أجل تحقيق السلام والأمن والاستقرار لمختلف دول المنطقة والعالم من حولها، وحل مختلف المشكلات بالحوار الإيجابي وفي إطار يحقق مصالح مختلف الأطراف المعنية، قد أثر على نحو إيجابي وملموس في علاقات السلطنة، ودعمها وتعميقها وتوسيع نطاقها، على كل المستويات، خليجية وإقليمية وعربية ودولية، خاصة أن السلطنة لا تتردد في القيام بأي إسهام إيجابي تدرك ضرورته، وتدعوها إليه الأطراف المعنية، من أجل خير واستقرار المنطقة وحل مشكلاتها وتجاوز محنها التي فرضت نفسها، ولا تزال، على أكثر من دولة وشعب من شعوبها.

وفي هذا الإطار فإنه ليس مصادفة أبدا أن تتسم علاقات السلطنة مع الدول الشقيقة والصديقة بالقوة والمتانة في جوانبها ومجالاتها المختلفة، ويعبر معرض «التسامح والتفاهم والتعايش- رسالة الإسلام في سلطنة عمان» الذي احتضنته قبل أيام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» في مقرها بباريس، واختتم أمس، عن هذا البعد الحضاري في علاقات السلطنة مع مختلف الدول والشعوب والحضارات على امتداد العالم، وهو ما يعبر في الوقت ذاته عن قيم الإسلام السمحة، ورسالته النبيلة من أجل الإنسانية جمعاء.

جدير بالذكر أن معرض «التسامح والتفاهم والتعايش- رسالة الإسلام في عمان»، الذي دشنته وزارة الأوقاف والشؤون الدينية منذ عام 2010، الذي تمكن خلال السنوات الماضية من زيارة مائة وسبع عشرة مدينة في خمس وثلاثين دولة على امتداد العالم، يلقي في الواقع الكثير من الضوء، وبلغات عدة، وبوسائل عرض جذابة ومتطورة، وبأنشطة وفعاليات محببة، ليس فقط على ما تعيشه السلطنة من وئام واستقرار وترابط بين أبنائها، وما تؤمن به من قيم وتعمل من أجل تحقيقه لخير البشرية، ولكنه يلقي الضوء في الوقت ذاته على قيم أساسية في الدين الإسلامي الحنيف، وفي مقدمتها قيم المساواة والتسامح والتفاهم والعدل، والحرص على الحياة ونشر السلام والتعاون بين البشر، بغض النظر عن الجنس أو اللون أو الديانة والمعتقد، وهذه القيم النبيلة تشكل في الواقع ركيزة أساسية لبناء حياة أفضل لكل دول العالم وشعوبه، وللتغلب على الكثير من المشكلات التي تفرض نفسها الآن على العديد من الدول والشعوب في المنطقة وعلى امتداد المعمورة. وبفضل ما تتمتع به السلطنة من مصداقية وثقة ومن احترام وتقدير على كافة المستويات، فإن جهودها تجد دوما تجاوبا وصدى عميقا، لأن الشعوب تتوق بالفعل إلى السلام والاستقرار.