الاقتصادية

.. تحقيق .. حدائق الألعاب ليست للإثارة فقط لكنها تقوم بدور المؤشرات الاقتصادية

21 سبتمبر 2018
21 سبتمبر 2018

كوبنهاجن (د ب أ) - سوف يستمتع الركاب في لعبة قطار الموت أو الأفعوانية كالمعتاد، بنسيم منعش يهب عبر شعرهم، ولكن اليوم ما زال يوما صيفيا حارا للغاية في «يوروبا بارك» أو حديقة أوروبا في بلدة رست الواقعة جنوب غرب ألمانيا على الحدود مع فرنسا.

مشغلو الملاهي في أوروبا ليسوا تواقين إلى هذا النوع من الطقس، فعندما تلتهب حرارة الشمس، تكون المنافسة على الزوار محتدمة - من الشاطئ، وحمام السباحة، والبحيرة.

وتقول متحدثة باسم الحديقة، وهي ثاني أكبر حديقة في أوروبا بعد ديزني لاند باريس: «أعداد الزوار في الوقت الحالي هم أقل قليلا لأن الجو دافئ للغاية». ويمكن أن تتضرر نتائج أعمال 2018 في نهاية المطاف بسبب الطقس الجيد.

وفي كل عام ، يتوجه ملايين الزوار إلى مدن الملاهي في أوروبا بحثا عن المتعة والإثارة. بعد بضع سنوات من الأزمات، تشهد المتنزهات الآن انتعاشا في أعمالها مرة أخرى.

أرقام الزائرين هي العملة التي يتم احتسابها، ووفقا لاتحاد صناعة الملاهي، حيث تبيع مدن الملاهي والألعاب في القارة التي يبلغ عددها 307 حدائق حوالي 150 مليون تذكرة سنويا، وتحقق إيرادات تقدر بحوالي خمسة مليارات يورو (7ر5 مليار دولار) وتوفر فرص عمل لأكثر من خمسين ألف شخص.

وتحتفل واحدة من أقدم الحدائق في العالم، وهي حديقة «تيفولي جاردنز» في العاصمة الدنماركية كوبنهاجن، بعيد ميلادها الـ175 في عام 2018

وعلى الرغم من الأحوال الجوية ، فقد صمدت أعداد الزوار خلال أشهر الصيف من عام 2018 ، وفقا لما تقوله المتحدثة إيلين داهل. وتضيف: «إن العمل جيد حقا الآن».

وقد يكون ذلك أيضا بسبب وفرة الأموال المتداولة في الدنمارك في الوقت الحالي. وتقول داهل: إن مدن الملاهي مثل تيفولي جاردنز تشعر عادة بحالات الصعود والهبوط الاقتصادي قبل المؤسسات المالية بفترة.

وتقول وهي تتحدث حول ما لاحظته في تيفولي على مدى العقد الماضي: «إن الأعداد لدينا تعاني عند وجود أزمة قبل أن يعاني منها بقية العالم. هذا هو الجانب الذي يبدأ فيه الناس في تخفيض نفقاتهم في المقام الأول». وتضيف: «غير أننا أيضا أول من يلاحظ حدوث تغير إيجابي في الأمور مرة أخرى». تعتبر زيارة أحد الملاهي من أولى الكماليات الصغيرة التي يستمتع بها الناس بمجرد تمكنهم من تحمل تكاليفها مرة أخرى.

وفي الوقت الحالي، يشير مؤشر «تيفولي جاردنز» الاقتصادي إلى الصعود. في عام 2017 ، أشار المتنزه الترفيهي الدنماركي إلى تحقيق أفضل النتائج في تاريخه الطويل - على الرغم من صيف ممطر أدى إلى انخفاض عدد الزوار.

وارتفعت المبيعات الإجمالية إلى 4ر947 مليون كرونة (145 مليون دولار). ووصل صافي الربح إلى 80 مليون كرونة، بزيادة 2ر4% عن عام .2016 وفي هذا العام،

وتعد أعداد الزائرين المحسنة بنتائج أعمال أفضل.

وفي جميع أنحاء العالم، أيضا، تشهد مدن الملاهي انتعاشا في الأعمال. وأفاد اتحاد الترفيه أن أعداد الزائرين ارتفع في المتوسط بنسبة 6ر8% في عام 2017، وقبل كل شيء يعود الفضل في ذلك إلى النمو الكبير في الصين. لكن أكبر 20 متنزها في أوروبا أظهرت أيضا أرقاما قوية، حيث ارتفع عدد الزوار بمعدل 4ر3% في المتوسط.

ولا تزال ولاية فلوريدا الأمريكية أكبر وجهة ترفيهية في العالم. ويستقطب عالم ديزني وحده أكثر من 20 مليون زائر كل عام. على النقيض من ذلك، تحتل يوروبا بارك في رست المرتبة الحادية والعشرين على مستوى العالم حيث يبلغ عدد المترددين عليها 7ر5 مليون زائر.

وتأتي تيفولي حاردنز، التي يبلغ عدد زوارها 6ر4 ملايين، في الترتيب بعد يوروبا بارك، رغم أنها لا تزال تعمل لمدة ثمانية أشهر فقط من السنة. يتم إغلاق الحديقة بين احتفالات السنة الجديدة حتى نهاية مارس ، ولمدة شهر في الخريف.

في عامها الـ175، جربت تيفولي جاردنز ان تكون مفتوحة في الربيع للمرة الأولى. وعلق رئيس المجلس الإشرافي يورجن تاندروب قائلا: «يبدو أن استراتيجية ممارسة الأعمال على مدار العام تعد ناجحة».

والحديقة الدنماركية فريدة من نوعها في جوانب أخرى أيضا، حيث تقع في وسط كوبنهاجن مباشرة بجوار دار البلدية. والميزة هي أن كل سائح تقريبا في كوبنهاجن يخطط لزيارتها.

لكن العيب هو أنه ليست هناك فرصة للتوسع. ولا يمكن أن تستمر ألعاب الركوب في النمو من حيث الحجم أو تصبح مذهلة بشكل متزايد. وبدلا من ذلك ، سوف يتعين على «روتسجيبانن»، وهي لعبة الأفعوانية الخشبية التي مضى عليها أكثر من مائة عام أن توفر الإثارة، حيث تعتبر واحدة من حفنة قليلة من ألعاب قطارات الملاهي في كل أنحاء العالم التي لا يزال عامل المكابح يركبها مع الزوار.

ومع ذلك، لا يجرب واحد من كل ثلاثة من زوار تيفولي جاردنز ألعاب الركوب. وتقول داهل: إن معظمهم يأتون للنزهة أو للحفلات الموسيقية أو لتناول الطعام أو لترتيب الأزهار أو لمجرد تناول الطعام على العشب مع جلب الطعام من المنزل.

لذا، في تيفولي جاردنز، لا يقتصر الأمر على الإثارة، حيث تمتلك الشركة أيضا مطاعم وفندقا يعمل على مدار السنة، بغض النظر عما إذا كان الأشخاص قد جاءوا لزيارة الحديقة.

وتمتلك يوروبا بارك في رست أيضا فندقا به 4500 سرير. وتصف الحديقة هذا الفندق بأنه «عامل استقرار» - ولاسيما في عام لا يتردد فيه الكثير من الأشخاص على الحديقة بسبب ارتفاع درجات الحرارة.