988781
988781
العرب والعالم

موسكو: إلغاء نتائج انتخابات محلية بسبب مخالفات

20 سبتمبر 2018
20 سبتمبر 2018

الرئيس الأوكراني يحذر من تخفيف العقوبات على روسيا -

موسكو- (أ ف ب): ألغت لجنة انتخابية محلية أمس انتخاب حاكم مؤيد للكرملين بعد عمليات تزوير كثيفة اعترفت بها اللجنة الانتخابية الفدرالية، ما يشكل سابقة في انتخابات على هذا المستوى منذ وصول فلاديمير بوتين إلى الحكم.

وكانت اللجنة الانتخابية الروسية أوصت الأربعاء بإلغاء الانتخاب على إثر مخالفات كثيرة تشكل إحراجا للسلطة التي تواجه نقمة اجتماعية مرتبطة برفع سن التقاعد.

واندلعت هذه الأزمة الاثنين بعد فوز مرشح الحزب الحاكم «روسيا الموحدة» في منطقة بريمورسكي كراي (اقصى الشرق) في الدورة الثانية.

وكان الحاكم المنتهية ولايته اندريي تاراسينكو أزاح الشيوعي اندريه ايتشينكو متقدما بنقطة واحدة في النتائج شبه النهائية، ما أثار اتهامات بالتزوير وتظاهرات في فلاديفوستوك.

واتهم ايتشينكو تاراسينكو الذي يدعمه بوتين بـ«سرقة» انتصاره في اقتراع الأحد الماضي.

وحض الحزب الشيوعي في وقت سابق السلطات على اعتبار مرشحه فائزا عوضا عن إعادة التصويت، مهددا باتخاذ إجراءات قانونية.

ووصف الزعيم المخضرم للحزب الشيوعي غينادي زوغانوف السلطات المحلية وهيئات تنفيذ القانون ومسؤولي الانتخابات بـ«العصابة الإجرامية» التي تواطأت لتزوير الانتخابات.

وقال «عليكم إجراء تحقيق والتوصل لاستنتاجات جدّية»، معتبرا الانتخابات بمثابة «دراما إجرامية».

والأحد الماضي كانت كل المؤشرات تدل على أن ايتشينكو البالغ 37 عاما سيفوز بمنصب الحاكم إلى ان تغيرت النتائج فجأة خلال الليل وأتاحت لتاراسينكو اعلان الفوز.

وكانت تلك الدورة الثانية من الانتخابات بعدما فشل تاراسينكو في تجاوز نسبة 50% من الأصوات في وقت سابق هذا الشهر.

ووافق تاراسينكو أمس على إلغاء التصويت، فيما أعلن منافسه الشيوعي انه سيرفع أمام القضاء دعوى استئناف لهذا القرار، معتبرا انه فاز بهذه الانتخابات.

وقال ايتشينكو إنه يخطط لتنظيم مزيد من التظاهرات في فلاديفوستوك كبرى مدن بريمورسكي كراي. فيما أكد حزبه الشيوعي أن أكثر من 2000 شخص تظاهروا الاثنين الماضي.

وفي موسكو، رحبت رئيسة اللجنة الانتخابية الاتحادية، إيلا بامفيلوفا، بقرار «مناسب» معربة عن الأمل في أن تكون الانتخابات المقبلة شفافة.

وأضافت في تصريح لوكالات الأنباء الروسية ان على المرشحين «أن يثبتا انه لم تصدر أي تعليمات للقيام بعمليات تلاعب محتملة» بالأصوات.

وردا على سؤال ما إذا كانت تضمن أن يكون التصويت المقبل نزيها، قالت لوكالة أنباء انترفاكس «الآن الله فقط يمكن أن يضمن الأمور». ومن المقرر أن تعاد الانتخابات خلال ثلاثة اشهر.

وكانت اللجنة الانتخابية أكدت أمس الأول انها لاحظت، من بين أمور أخرى، حالات «ناخبين أرغموا على التوجه إلى مكاتب التصويت» و«عمليات شراء أصوات من قبل المرشحين» خلال انتخابات الأحد الماضي.

لكن ذا بيل، وهي مجموعة إعلامية تحظى باحترام ومصداقية يديرها صحفيون استقصائيون، قالت نقلا عن مصادر في حملة تاراسينكو إن المسؤولين زوروا الانتخابات بوضوح عن عمد إذ أنه كان واضحا ان المرشح المدعوم من الكرملين سيخسر وهو ما جعله يطلب الدعم من موسكو.

ومزاعم التزوير تكاد تشوب كل انتخابات عامة في روسيا، وقالت المعارضة ومواطنون روس إن التزوير في الاقتراع في أقصى شرق روسيا كان فاضحا.

وبحسب النتائج الرسمية، حصل تاراسينكو على 49.55 بالمائة من الأصوات فيما حاز ايتشينكو 48.06 من الأصوات.

وجاءت هذه النتائج رغم تقدم مرشح الحزب الشيوعي بخمس نقاط بعد فرز أكثر من 95 بالمائة من الأصوات. وعلى صعيد روسيا، شهدت الانتخابات الأخيرة المحلية والإقليمية تراجع الحزب الحاكم «روسيا الموحدة» على خلفية استياء ناجم عن إعلان رفع سن التقاعد قريبا وارتفاع معدلات الفقر بسبب العقوبات الغربية.

وفي ثلاث مناطق أخرى، سيحاول نواب من روسيا الموحدة الاحتفاظ بمقاعدهم خلال دورة ثانية تجري الأحد المقبل.

على صعيد آخر حذر الرئيس الأوكراني بترو بوروشينكو امس من خطر تخفيف العقوبات الدولية المفروضة على روسيا.

وأضاف في كلمة أمام البرلمان أن تقديم تنازلات للكرملين قبل أن تعيد روسيا منطقة القرم إلى أوكرانيا سيكون هزيمة للقانون الدولي.

وتابع قائلا «سنعارض بثبات محاولات تقليل ضغط العقوبات عن روسيا لكن اعلموا أن هناك خطرا يتمثل في تخفيف (العقوبات)».