988255
988255
الاقتصادية

طبيعتها الريفية تلهب خيال الشعراء والسياح معا - «ناشب» .. نافذة للجمال تطل على سفوح جبال القراء

20 سبتمبر 2018
20 سبتمبر 2018

كتب- أحمد بن عامر المعشني -

المناطق الريفية تتميز بمجموعة من الخصائص والسمات المختلفة عن حياة المدينة المعاصرة حيث تتمتع تلك الأماكن بالطبيعة الخلابة ووفرة المياه العذبة حيث توفر لسكانها النقاهة والراحة والاستجمام ويجد الزائر من خلالها متنفسا لاستنشاق هواء الطبيعة النقي والاستمتاع بروعة المنظر وجمال الطبيعة، حيث تتناغم أصوات خرير المياه مع الهدوء التام وأصوات الطيور المغردة. وتنفرد الحياة الريفية كذلك بالعديد من الخصائص والسمات من حيث العادات والتقاليد والممارسات المعيشية التي يمارسها الأهالي تكيفا وانسجاما مع روعة الموقع والطبيعة المتمثلة في المهن التي تمارس لكسب الرزق وكذلك الهوايات والألعاب الشعبية لقضاء أوقات الفراغ.

ومن بين هذه المناطق الجبلية الرائعة التي تنتشر على سفوح جبال القراء هي منطقة ناشب ويمكن الوصول إليها عبر عدة طرق أسفلتية منها طريق نيابة مدينة الحق وأخرى عن طريق دوار ناشب من خور صولي باتجاه الشمال، وتتميز هذه المنطقة كغيرها من مناطق محافظة ظفار بجمالها الطبيعي الذي حباها بها الخالق فازدانت بخضرتها الرائعة وأشجارها الباسقة ونسيمها اللطيف.

أهم ما يميز هذه المنطقة هو ارتفاعها الشاهق والذي يأتي بعد جبل سمحان وهو ما يحس به الزائر لمرتفعات هذه الجبال .. حيث يشعر وكأنه على متن طائرة تحلق بالسماء ولا شك أن منطقة بهذا الارتفاع هي بغية هواة التصوير الطبيعي الذين سيجدون فيها الكثير والكثير من الزوايا الإبداعية التي بإمكانهم أن يخلقوها. إن منطقة جبل ناشب هي من المناطق الجبلية التي لم تزل بكرا في كثير من مواقعها حيث يمكن للزائر أن يستمتع بمشاهدة القمم الخضراء التي تداعبها نسمات الهواء البارد وعبير الروائح العطرية من زنابق الورد وأشجار الرياحين وحيث تنتشر الروابي الخضراء الملتحفة بالأشجار الكثيفة الخضراء.

ليست منطقة جبل ناشب منطقة خضراء فحسب، بل يوجد بها العديد من المواقع السياحية المثيرة التي تلهب خيال الشعراء والسياح على حد سواء، وعلى رأس هذه المعالم السياحية منطقة عين أثوم الشهيرة والتي تشتهر بشلالاتها المنافسة لشلالات وادي دربات، وأهم ما يميز هذه العين هو موقعها المتميز في أسفل وادي عميق مما جعلها تحتفظ بجميع مقوماتها السياحية من غطاء نباتي وأشجار كثيفة وغابات ظليلة لم تمتد إليها يد التغير بعد. ولقد كانت عين أثوم ولم تزل مصدرا مائيا مهما في المنطقة المحيطة بها.

وفي موقع غير بعيد عن عين أثوم تقع عين (طبراق) إلى الجنوب لمسافة لا تزيد عن (5) كيلومترات، وهي إحدى العيون المهمة في المنطقة تمتاز بغزارة مياهها ووفرته... ويمكن للزائر أن يرى في أسفل العين بعض المعالم الأثرية لزراعة قديمة حيث السواقي التقليدية التي ما زالت أثارها قائمة .... ويروي أهالي المنطقة أن عين (طبرق) و(أثوم) كانتا تصبان معن في خور صولي وهو ما جعل منطقة خور صولي منطقة آهلة بالسكان في العهود السابقة ويشهد على ذلك كثير من المقابر والمعالم الأثرية على حافتي الخور.