987982
987982
العرب والعالم

الأمم المتحدة تحذر من مخاطر انعدام الثقة في جنوب السودان

19 سبتمبر 2018
19 سبتمبر 2018

تقرير حقوقي يكشف «وحشية صادمة» -

جوبا - (أ ف ب): نبهت الأمم المتحدة أمس من أن تجذر الريبة وانعدام الثقة يلقيان بظلالهما على اتفاق جديد لإعادة السلام في جنوب السودان، في حين اتهمت منظمة العفو الدولية في تقرير القوات الحكومية بارتكاب جرائم «بوحشية صادمة».

وقال رئيس مهمة الأمم المتحدة في جنوب السودان ديفيد شيرر «هناك أمر أساسي غير متوفر حاليا هو الثقة»، في إشارة إلى اتفاق السلام بتاريخ 12 سبتمبر. وأضاف «من وقعوا الاتفاق كانوا أصدقاء وأعداء سابقين، ومن خلال مباحثاتي معهم تبين لي أن الريبة ما زالت سائدة» بينهم.

ووقع الاتفاق الرئيس سالفا كير وزعيم التمرد ونائب الرئيس السابق رياك مشار. وأضاف المسؤول الأممي «نحتاج ايضا إلى التأكد بوضوح من أن كافة الفصائل المتقاتلة لديها الإرادة السياسية لوقف العنف».

وتابع «لم نر أي شيء ملموس حتى الآن. ما يجب أن يتم اولا هو أن نرى فضا للاشتباك». وأشار إلى اشتباكات وقعت مؤخرا في المنطقة الجنوبية من الوسط الاستوائي، وهي موضع تحقيق حاليا. وأضاف أن القوات الحكومية أطلقت مؤخرا النار على عامل إنساني نيبالي في مدينة ياي الجنوبية.

واندلعت الحرب الأهلية في جنوب السودان نهاية 2013 بين كير وهو من قبيلة الدينكا ومشار وهو من قبيلة النوير. واتخذ النزاع طابعا قبليا واستهدف المعسكران المدنيين الذين ارتكبت بحقهم مجازر وعمليات اغتصاب واسعة النطاق.

وقتل عشرات آلاف الأشخاص ودفع ملايين آخرون للفرار من منازلهم والنزوح. في الأثناء نشرت منظمة العفو الدولية أمس تقريرا قالت فيه نقلا عن شهود أن جيش جنوب السودان وميليشيات حليفة له ارتكبت فظاعات جديدة «بوحشية صادمة» خلال حملة ضد مدنيين بين ابريل وبداية يوليو في شمال البلد. وفي التقرير المعنون «قتل كل نفس: جرائم الحرب في لير وماينديت»، جمعت المنظمة شهادات نحو مائة ناجٍ أشاروا إلى قتل مدنيين عشوائيا وشنقهم على أشجار و«دهسهم بعربات مدرعة» إضافة إلى حالات اغتصاب وخطف ونهب.

بدأت القوات الهجوم على هذه المنطقة في ولاية الوحدة (شمال) التي يسيطر عليها المتمردون في نهاية ابريل واستمرت حتى بداية يوليو، أي بعد أسبوع من سريان وقف إطلاق النار الذي سبق توقيع أخر اتفاق سلام في 12 سبتمبر. وكانت الاتفاقات السابقة فشلت في وقف المعارك. وشكل تكثيف العنف في منطقتي لير وميانديت، مثالا جديدا على الفظاعات ذات الطابع القبلي.

وذكر الشهود الذين أوردت منظمة العفو الدولية شهاداتهم خصوصا استخدام العربات البرمائية لملاحقة مدنيين فارين في الأهوار وإطلاق نار عشوائي على شجيرات المستنقعات. وقال الشهود ايضا إن الجنود من قبيلة الدينكا التي ينتمي إليها كير، كانوا يجمعون مدنيين في مساكن ثم يضرمون النار فيها.

وقال نياويكي (20 عاما) الذي شاهد عملية قتل والده، للمنظمة انه «كان هناك خمسة أطفال ضربوهم عبر طرقهم على شجرة وكانت أعمارهم لا تزيد عن عامين او ثلاثة أعوام. كانوا لا يريدون لهؤلاء الصبية أن يعيشوا لأنهم يعرفون انهم سيكبرون ويصبحون جنودا».

وتحدث ناجون آخرون عن رضيع قتله جندي داسه بقدمه.

وأضافت المنظمة أن «الكثير من النساء تم اغتصابهن» ونقلت عن شهود حالات اغتصاب جماعي لفتيات أعمارهن 8 و13 و15 عاما. وأضافوا انه كان يتم احتجازهن لعدة أسابيع «ومن تحاول المقاومة يتم قتلها».

وقالت ناجية إن عناصر «من الدينكا كانوا يقفون في طابور انتظارا لدورهم في اغتصابنا». كما نددت العفو الدولية بالحصانة التي يحظى بها مرتكبو الجرائم منذ بداية النزاع بين الرئيس كير ومنافسه رياك مشار، مشيرة إلى أن الدعوات المتكررة للتحقيق في جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، تم تجاهلها حتى الآن. وأضافت المنظمة أن «الوسيلة الوحيدة لوقف هذه الحلقة المفرغة من العنف هي إنهاء الإفلات من العقاب الذي يستفيد منه المقاتلون الجنوب سودانيون من المعسكرين».

وفي حالة نادرة لإعمال العدالة، صدرت أحكام ثقيلة بالسجن في 6 سبتمبر على عشرة جنود وذلك بعد إدانتهم بقتل صحفي جنوب سوداني واغتصاب خمس عاملات إنسانيات أجنبيات.