987723
987723
الاقتصادية

الساجواني : 30 ألف طن الإنتاج الوطني من الأسمدة يغطي 90% من الطلب المحلي

19 سبتمبر 2018
19 سبتمبر 2018

مؤتمر «جيبكا» يناقش دور الأسمدة في مواجهة تحديات الأمن الغذائي -

تغطية: رحمة الكلبانية -

قال معالي الدكتور فؤاد بن جعفر الساجواني وزير الزراعة والثروة السمكية: إن الإنتاج الوطني من الأسمدة بلغ 30 ألف طن، وهو يغطي ما نسبته 90% من الطلب المحلي، وإنه استطاع أن يخدم القطاع الزراعي بشكل فاعل.

وصرح الساجواني بأنه سيتم الإعلان عن مجموعة كبيرة من الشركات والمؤسسات إما للتوقيع عليها، أو للإعلان عنها كفرص استثمارية من داخل وخارج السلطنة، وذلك خلال ملتقى للاستثمار مقرر عقده في شهر يناير من العام المقبل.

جاء ذلك خلال حفل افتتاح مؤتمر جيبكا التاسع للأسمدة تحت شعار «الحدود والفرص الجديدة»، بفندق كمبنسكي الموج مسقط الذي تستمر أعماله على مدى يومين لتسليط الضوء على الدور الرئيسي للأسمدة في ضمان الأمن الغذائي في عالم ينمو بسرعة في عدد السكان وارتفاع الطلب على التغذية، وتشجيع الابتكارات الإقليمية في الزراعة ومناقشة الاتجاهات التجارية الرئيسية من جميع أنحاء العالم.

وأكد معالي وزير الزراعة والثروة السمكية على أهمية المؤتمر لصناعة الأسمدة التي نمت وتطورت خلال الفترة الماضية، وأصبحت ذات قيمة مضافة وميزة نسبية لدول إنتاج هذه المادة إضافة إلى تأثيرها الكبير على الإنتاج الزراعي وإنتاج الغذاء اللذين يشكلان تحديا من أكبر التحديات أمام المجتمع الدولي.

وقال سعادة المهندس سالم بن ناصر العوفي وكيل وزارة النفط والغاز: إن أهمية هذا المؤتمر تتمثل في انعقاده في السلطنة لأول مرة ومناقشته موضوع الأسمدة الذي يدخل في عمليتين الأولى تأمين القطاع الغذائي والثاني علاقته بتأمين قطاع الطاقة؛ ولأن الموضوعين يناقشان إنتاج الأسمدة الذي يحتاج إلى طاقة بالإضافة إلى الأسمدة.

وأضاف العوفي: إن وجود مؤتمر مثل هذا داخل السلطنة يعكس مدى اهتمام السلطنة ودول الخليج العربي والعالم بموضوع الأمن الغذائي، ونتيجة استخدام الأسمدة في تأمين الأمن الغذائي فإن العدد في تزايد. وأشار إلى وجود نخبة كبيرة من المتحدثين العالميين على مستوى الخليج والشركات المحلية والخليجية، بالإضافة إلى وجود أكثر من 75 من الطلبة المهتمين بموضوع الأمن الغذائي حيث قاموا بزيارة إلى شركة الأسمدة في صور، مشيرًا إلى أن المعرض المصاحب يلقي الضوء على الصناعات البتروكيماوية خاصة صناعات الأسمدة في منطقة الخليج وفي سلطنة عمان، وهذا دليل على أن المنطقة مؤثرة عالميا بالنسبة لصناعات الأسمدة.

تأمين الغذاء والنمو السكاني

وفي كلمته الترحيبية حث سعادة المهندس سالم العوفي، وكيل وزارة النفط والغاز، على بناء القدرات والاستعداد التام لمواجهة تحدي النمو السكاني الهائل، حيث قال: «نحن بحاجة إلى تضافر الجهود والعمل معا للاستعداد لمواجهة التحديات التي تنتظرنا من اجل تأمين ما يكفي من الغذاء لحوالي 10-12 مليار من سكان العالم الذين سيعيشون على هذا الكوكب خلال ثلاثة إلى أربعة عقود قادمة»، وأضاف في حديثه «العديد من الأمم، بما في ذلك الأمم المتحدة، تضع قضية الأمن الغذائي على رأس أجندة أعمالها، بجانب تحدي أمن الطاقة. فهي تتماشى جنبا إلى جنب مع الدور الحيوي للأسمدة. وإنه ليسرني أن أرى «جيبكا» قد اختارت مسقط لاستضافة هذا الحدث المهم والتركيز على التحديات التي تواجه صناعة الأسمدة والحاجة للتعاون في مجال البحوث والتقنيات وتبادل أفضل الممارسات في سبيل أن يعم الخير والرخاء لسكان العالم أجمع».

وسلط المؤتمر الضوء على التطورات الأخيرة الجارية في العالم والمنطقة في قطاع الصناعة وتحديداً في حقل الأسمدة والحلول الزراعية المستدامة وكذلك فرص التطوير والتحسين في سلسلة القيمة. وأشار الخبراء إلى أنه بحلول العام 2050 فإنه ينبغي على الإنتاج الزراعي العالمي أن ينمو إلى أكثر من الضعف لتلبية الحاجة المتزايدة إلى الغذاء، وذلك في ظل النمو السكاني المطرد الذي بحسب الأرقام والإحصاءات يتوقع أن يصل إلى 9.7 مليار نسمة خلال العقود الثلاثة المقبلة، ناهيك عن أن ذلك يستدعي كمية مياه أكبر بمرتين من تلك المتوافرة حالياً خاصة مع ازدياد عدد سكان المدن على حساب الأرياف.

وأوضح المتحدثون أن ذلك يفتح آفاقاً وفرصاً متميزة أمام قطاع الأسمدة ليتصدى لهذه التحديات من خلال إطلاق الجيل الجديد من منتجات الأسمدة المستدامة عالية التقنية والمصممة خصيصاً للرفع من كفاءة الإنتاج الزراعي، مع مراعاة ظواهر التغير المناخي وانجراف التربة وشح الموارد المائية.

الأسمدة والأمن الغذائي

وألقى الدكتور عبد الرحمن جواهري رئيس شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات ونائب رئيس مجلس إدارة جيبكا الكلمة الافتتاحية للمؤتمر، وقال فيها: «إن قطاع الأسمدة هو بلا شك من أهم القطاعات الصناعية في العالم؛ لأن الأسمدة توفر إجابة لتحديات الأمن الغذائي التي تواجه سكان العالم اليوم، وتحقق الرخاء والنماء في قطاع الزراعة، وفي حال تم تطبيقها بالطريقة السليمة الفعّالة فإنها ستحمي النظم البيئية على كوكبنا، لذا فإن لقطاعنا دورا محوريا وحيويا يلعبه في تحقيق الرخاء العالمي وسنرى ازدياد هذه الأهمية بشكل كبير في السنوات المقبلة، في الوقت الذي نشهد فيه تفاقم أزمة شح الموارد وارتفاع الطلب على الغذاء».

وأضاف جواهري: «كنا سنفقد أكثر من نصف إنتاجنا الحالي من الغذاء لولا وجود الأسمدة، فمنتجاتنا هي محركات أساسية لرفع الإنتاجية الزراعية، وفي حال تم استخدام الأسمدة بشكل صحيح فإنها ستحمي التربة وتدعمها، وهذا مهم بشكل خاص في منطقتنا فنحن نعيش في بيئة تتسم بمناخها القاسي وندرة مصادرها المائية».

التصدي للتحديات العالمية

بدوره شدد السيد جون بافيس الاقتصادي البارز في البنك الدولي (مجموعة آفاق التنمية) في كلمته على أهمية دور قطاع الأسمدة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة خاصة الهدف رقم 2 (SDG 2) الذي وضعته الأمم المتحدة، وهو يركز على القضاء على الجوع وتحقيق الأمن الغذائي وتحسين التغذية وتعزيز الزراعة المستدامة، كما حث بافيس خبراء القطاع على البحث عن وسائل وطرق مبتكرة إضافية للتصدي للتحديات العالمية التي تطرأ على الساحة».

الاستثمارات العالمية في الأسمدة

واستعرض راكيش كابور ممثل شركة افكو، إحصائيات المنظمة العالمية للأسمدة التي توقعت أن تبلغ قيمة الاستثمارات عالمية في صناعة الأسمدة ٩٨ مليار دولار أمريكي خلال السنوات الخمس المقبلة، وقدرت إحصائيات الاستثمارات المتوقعة في القطاع في منطقة الشرق الأوسط بحوالي ٨ مليارات دولار خلال الفترة ذاتها.

وقال المهندس عصام بن سعود الزدجالي الرئيس التنفيذي لشركة النفط العمانية ورئيس مجلس إدارة الشركة العمانية الهندية للسماد (أوميفكو): «إننا سعداء باستضافة مؤتمر جيبكا للأسمدة، وذلك بالشراكة مع الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (جيبكا). حيث ينظم هذا الحدث، وهو الذي تحتضنه السلطنة للمرة الأولى، في دورته التاسعة ليكون منصة رائدة تجمع الخبراء والمبتكرين وصناع القرار في مجال حماية الأمن الغذائي العالمي، وذلك تحت مظلة واحدة. حيث سيوفر مؤتمر جيبكا للأسمدة منصةً هامة لاستعراض أفضل الممارسات وتبادل أهم الأفكار والخبرات من خلال التواصل مع روّاد القطاع بالمنطقة والتعرف على أهم الممارسات العالمية، إلى جانب إتاحة رؤى جديدة في سوق صناعة الأسمدة وإتاحة المجال لأنشطة اقتصادية واستثمارية مستقبلية، وتعزيز دور الابتكارات الإقليمية في مجال الزراعة».

وقد شهد المؤتمر حضور أكثر من 300 مشارك من 30 بلدا، ومن أهم الشخصيات الممثلة للقطاع على المستويين الخليجي والعالمي. وستتم اختتام فعالياته يوم 20 سبتمبر 2018.