986937
986937
العرب والعالم

15 قتيلا في إسقاط طائرة حربية روسية بنيران سورية وموسكو تحمّل إسرائيل المسؤولية

18 سبتمبر 2018
18 سبتمبر 2018

ترحيب دولي باتفاق «سوتشي» لإقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات -

أعلنت موسكو أمس أن الدفاعات الجوية السورية أسقطت طائرة لها أثناء تحليقها الليلة قبل الماضية في غرب سوريا، محملة إسرائيل مسؤولية الحادث بسبب «استفزازاتها المعادية» وعدم إبلاغها الجانب الروسي مسبقاً بعملية نفذتها في اللاذقية.

ويأتي ذلك غداة الإعلان عن اتفاق روسي تركي حول محافظة إدلب في شمال غرب سوريا يقضي بإنشاء منطقة منزوعة السلاح تحت سيطرة قوات من البلدين على الخط الفاصل بين قوات النظام والفصائل المعارضة في المنطقة.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية الليلة قبل الماضية أنها فقدت الاتصال «بطاقم الطائرة (إيل-20) بينما كانت تحلّق فوق البحر الأبيض المتوسط على بعد 35 كم من الساحل السوري في طريق عودتها إلى قاعدة حميميم الجوية»، القاعدة الجوية الرئيسية لموسكو في غرب سوريا.

وتزامن اختفاء الطائرة، وفق قولها، مع إغارة أربع مقاتلات إسرائيلية من طراز أف-16 على أهداف سورية في محافظة اللاذقية.

ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن وزارة الدفاع إن «الطيارين الإسرائيليين جعلوا من الطائرة الروسية غطاء لهم، ووضعوها بالتالي في مرمى نيران الدفاع الجوي السوري». وخلال اتصال هاتفي، حذر وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو نظيره الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان من أن بلاده قد تبحث في تدابير رداً على سقوط طائرتها.

ونقل بيان لوزارة الدفاع عن شويغو قوله «المسؤولية الكاملة في إسقاط الطائرة الروسية وموت طاقمها تقع على الجانب الإسرائيلي». وأسفرت حادثة الطائرة عن مقتل «15 روسيا كانوا في الخدمة»، وفق الجيش الروسي.

وبعد ساعات من التصريحات الروسية التي حملت إسرائيل مسؤولية الحادثة ثم استدعاء وزارة الخارجية الروسية للسفير الإسرائيلي في موسكو، نفت إسرائيل استخدام الطائرة الروسية غطاء لقصفها في سوريا.

وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان «لم تكن الطائرة الروسية التي أصيبت، في نطاق العملية»، مضيفاً «عندما أطلق الجيش السوري الصواريخ التي أصابت الطائرة، كانت المقاتلات (الإسرائيلية) عادت إلى المجال الجوي الإسرائيلي».

وقال الجيش الإسرائيلي إن طائراته هاجمت منشأة للجيش الحكومي السوري بينما كان يتم منها تسليم أنظمة تدخل في صناعة أسلحة دقيقة الى حزب الله اللبناني.

وكان المتحدث العسكري الروسي إيغور كوناتشنكوف قال إن إسرائيل «لم تبلّغ» موسكو بالعملية في اللاذقية بل فعلت ذلك قبل «أقل من دقيقة» من حصول الهجوم، «وبالتالي، لم يكن في الإمكان إعادة طائرة ايل-20 الى منطقة آمنة».

واتهم طياريها بأنهم تعمدوا تعريض طائرة الاستطلاع للخطر، مشيراً إلى أن القصف حصل بالقرب من المكان الذي كانت تتواجد فيه الفرقاطة الفرنسية «أوفيرن» و«على مقربة تماماً» من الطائرة.

إلى ذلك قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس إن إسقاط طائرة عسكرية روسية قرب الساحل السوري كان نتيجة سلسلة ملابسات مأساوية عارضة.

ويبدو أن تصريحات بوتين تخفف إلى حد ما من الانتقاد الروسي لإسرائيل، رغم أنه قال إن روسيا ما زالت بحاجة لدراسة ما حدث.

وقال وهو يقف بجوار رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان بعد محادثات في موسكو إن روسيا ستعمل على ضمان سلامة عسكرييها في سوريا.

ورحبت سوريا، أمس بالاتفاق الذي جرى بين روسيا وتركيا في مدينة سوتشي، حول ادلب، مؤكدة على إنها «ماضية في الحرب على الإرهاب».

وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية، ان اتفاق ادلب «كان حصيلة مشاورات مكثفة بين سوريا وروسيا وبتنسيق كامل بين البلدين».

وأضاف المصدر ان اتفاق إدلب الذي أعلن عنه أمس هو «اتفاق مؤطر زمنيا بتواقيت محددة وهو جزء من الاتفاقيات السابقة حول مناطق خفض التصعيد التي نتجت عن مسار أستانة منذ بداية عام 2017».

وأضاف المصدر ان سوريا اذا « تشدد على ترحيبها بأي مبادرة تحقن دماء السوريين وتساهم في إعادة الأمن، فإنها تؤكد على أنها ماضية في حربها ضد الإرهاب حتى تحرير آخر شبر من الأراضي، سواء بالعمليات العسكرية أو بالمصالحات المحلية».

وجرى الاتفاق الروسي التركي، بعد اكثر من اسبوع من قصف طال مناطق بإدلب، وسط تزايد الحديث عن نية الجيش الحكومي السوري شن عملية عسكرية كبرى ضد آخر معاقل المعارضة المسلحة في هذه المنطقة.

وكانت روسيا وتركيا،قد اتفقت أمس الأول على إقامة منطقة خالية من السلاح في محافظة ادلب، على امتداد خط التماس بين الجيش السوري والجماعات المسلحة.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في مؤتمر صحفي، مع نظيره التركي،«قررنا إقامة منطقة منزوعة السلاح بعمق 15 - 20 كم على امتداد خط التماس بين المعارضة المسلحة والقوات الحكومية بحلول 15 أكتوبر المقبل».

وأشاد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس بنتائج الاجتماع الروسي التركي في سوتشي، واصفا إياها بـ«الدبلوماسية المسؤولة».

وأعرب الاتحاد الأوروبي عن أمله في أن يضمن الاتفاق «حماية الأرواح والبنى التحتية المدنية ووصول المساعدات الإنسانية بشكل دائم ودون عوائق». ويأتي الاتفاق الروسي التركي بعد أسابيع من المفاوضات بين روسيا وتركيا بهدف تجنيب المحافظة عملية عسكرية لقوات النظام حذرت الأمم المتحدة من أنها قد تؤدي إلى «أسوأ كارثة إنسانية» في القرن الحالي.

وتضم المحافظة مع أجزاء من محافظات مجاورة لها نحو ثلاثة ملايين نسمة وفق الأمم المتحدة.

كما أعرب مصدر مسؤول في الخارجية الأمريكية، عن ترحيب الولايات المتحدة بجهود روسيا وتركيا لإنهاء العنف في محافظة إدلب السورية، واتفاقهما على إعلان منطقة عازلة تضع حدا للتوتر هناك.

ومن جهتها رحّب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، بالاتفاق التركي الروسي، المتعلق بإقامة منطقة منزوعة السلاح بين مناطق الحكومة والمعارضة بمحافظة إدلب، شمال غرب سوريا، وقال ماس: كل ما يساهم في منع وقوع كارثة إنسانية أمر جيد.