lama
lama
أعمدة

ذات: «بين الثابت والمتغير»

19 سبتمبر 2018
19 سبتمبر 2018

لما مصطفى دعدوش -

[email protected] -

تربطنا الحياة في علاقة دائمة مع ظروف وأشخاص وأماكن وأشياء قد تعجبنا وقد تزعجنا وقد تعاكس أهدافا وقيما عندنا وقد ترضينا وتكون مناسبة مرضية.

ونجد أنفسنا أحيانا بين مد وجزر من المتغيرات من الأحداث والأشخاص والمواقف، لنقف في حيرة وتعجب، لنتساءل عن سر هذا النمط الغريب السائد في هذه الحياة ؟

يجيبك سيل متدفق من أفكار كانت هنا وذهبت هناك وعادت إليك لتثبتك أمام متغيراتك بقولها :

“ عندما تكون إرادتك أقوى من ظرفك، ستتكون لديك تلك القوة التي تركز بها على نفسك فقط، وتضع نفسك في مكان الثابت والظروف حولك هي المتغير

فالأشياء بوجودها وزوالها، هي المتغيرات

والأشخاص كذلك ووجودهم ومشاعرهم وتبدلاتها، هي المتغيرات

الأماكن واختلافها ووجودك فيها وغيابك عنها هي المتغيرات

الحب، الكره،الحزن ،الفرح، المرض،الشفاء، الفقر، الغنى، الجاه، المال، العز، كلها متغيرات

الثابت، هو أنت، بثباتك، وقيمك، فكرك، قلبك، روحك

قوتك، طاقتك، عطاؤك، وقلبك

انت، هو الثابت في وجه الكثير من المتغيرات حولك، وفي حياتك

ستواجهك كثيرا، وستكون في وجهك،

احذر أن تتغير معها، وتنقلب الأدوار، فتصبح أنت المتغير، وهي الثابت

احذر أن تترك لها العنان فتأخذ منك، بدل أن تعطيك

كن دوما على ثقة، أنك أنت، من وهب الثباث من الله وقد قال تعالى :

“ يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا “

“ يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة “

الفئة هنا قد تكون هوى نفس تأمرك بسوء، وقد تكون عدوا، وقد تكون حاسدا

وقد تكون تعلقا يضنيك ويسلبك هناءك وسعادتك

وقد تكون قلقا يتعبك، يسرق منك راحتك وهدوءك

وقد تكون أفكارا تسلبك عزمك وإرادتك. وقد تكون مشاعر وعواطف تسلبك لبك وعقلك

وقد تكون عادات تسلبك قرارك ورغبتك

كلها متغيرات، وأنت هو الثابت

فاثبت يثبتك الله

إن أجمل ما يكون منك هنا أن تستخرج قوتك وتستحضرها عيانا أمام عيني قلبك لتجد فيها الدافع إلى السلام والهدوء والراحة، تجد أنك أنت في المركز وأنت المعول والأساس تقف بقوة وتصميم وتنادي من داخلك لتلك الروح السامية فيك لتعلو بك

وتجدك تاركا المتغيرات التي تركتك قبلا حيث إنها في الحقيقة ليست إلا متغيرا يخضع للكون ويستمع إليه دون حول أو قوة

فالزم نفسك بمن ملك هذا الكون لتجد فيه راحتك وراحة فؤادك.