مواعيد الصلاة
أوراق: مظاهر الأعياد تتراجع
علي بن خلفان الحبسي -
كل عام ينتظرون العيد بفارغ الصبر، وقبل أن يأتي يجوبون محلات الخياطة يستجدون هذه المحلات لكي «تفصّل» ملابسهم، حيث تبدأ محلات الخياطة قبل العيد بشهرين أعمالها، ويرددون عبارة بأننا مزحومون وعليك أن تبحث عن محل آخر، فتنتعش المحلات وترتفع الأسعار إلى الأضعاف، والعاملون فيها هم أصحاب الكلمة أولا وأخيرا، وبقية شهور السنة هم من يستجدي الزبائن، اشترِ دشداشة وأخرى مجانا.
الهبطات من جانبها بدأت تضمحل، والمراكز التجارية من حيث الزحمة حدث ولا حرج، ولكن لا أحد عند المحاسبين في المحلات، لأنها أصبحت مكانا للسياحة والهروب من أجواء الصيف الحارة.
ورق الموز في كل مكان للشواء، ومركبات الأغنام والأبقار والجمال تجوب الطرقات وبين الأحياء، وما فيها من حيوانات لأشهر تقتات على فتات من «البرايد»، وربما صاحبها يبل ريقها بجرعة ماء حتى لا تموت عطشا، هذه هي الأضحية، وفي الهبطات رأس الغنم يباع بمبالغ خيالية ويصبح وزن لحم الكيلو منها ذهبا.
خصف الشواء يباع وكذلك الجونية والمشاكيك والبهارات جاهزة وقل من يخلطها في بيته، والأضحية يذبحها الوافد في المسلخ وتصل البيت جاهزة، وربما ستجد من يطبخها أو أنها ستحول لمحل الشوي، وربما سنشتري يوما ما الشواء من عند «كشنه» وكذلك الحال للعرسية، وانتهى العيد عند البعض.
وفي أول أيام العيد يسألنا أطفالنا أين العيد الذي تتحدثون عنه؟! انعدمت التجمعات الأسرية ولا نرى الأطفال يتجولون بالمشاكيك بين الأزقة، ولا وجود لأماكن ترفيه للأطفال تحاكي ساحات «العيود» قديما، وبدأت تتلاشى العيدية، ويدور أطفالنا في حلقة مفرغة حيث لا حديقة ولا فعاليات سوى حفلات متواضعة تقيمها فرق تطوعية لها الشكر.
وانتهت أيام العيد ويسألنا الطفل متى العيد القادم؟ نتمنى أن لا نرى الهبطة والعيد والعرسية والشواء تتلاشى كما تلاشت الكثير من تفاصيل المجتمع العماني، وأن تبقى زحمة العيد قبل أن يأتي من خلال الأسواق وغيرها من المظاهر الأخرى، ويجب أن تتأصل معاني العيد في الصغار قبل الكبار لكي يبقى هذه التقاليد وعراقتها راسخة في الأسرة والمجتمع لسنوات أخرى مقبلة.
