مرايا

ماغي عون: رسالتي الإعلامية مركزة لكن الأهداف تختلف من تجربة لأخرى

19 سبتمبر 2018
19 سبتمبر 2018

ستخوض لأول مرة الكتابة الدرامية -

حاورتها - ضحى عبد الرؤوف المل -

تنهض المجتمعات عندما نستطيع تحديد مسارات رسالة الحياة التي نخوضها، والإعلامية «ماغي عون» فرضت على نفسها رسالة إعلامية تُعنى بالشأن الإنساني، وشمولية الفكر والثقافة والقدرة على تحديد رسالة إعلامية خدماتية تهدف الى وضع الأسس التي يخدم الإنسان من خلالها أخيه الإنسان.

من المؤكد ليست هذه من المثل العليا الأفلاطونية لإعلامية برامجها تشهد عليها، وانما هي فطرة الوجود الإنساني التي ثابرت عليها ماغي عون من خلال الإعلام والحياة، وأنشطتها التلفزيونية تدل على أفعالها الإعلامية التي يتفاعل معها الناس بقناعة تامة، ومنها مؤخرا برنامجها على شبكات التواصل الاجتماعي «انما» الذي يهتم بالكتب والكتاب، وهذا ما منح حتى الكتاب الأمل في تسليط الضوء على كتبهم من إعلامية هي شاعرة أيضا، وهي قادرة من خلال خلفيتها الثقافية وإطلالتها الجاذبة وصوتها العابق بمخارج الحروف ان تستمر في العطاء الإعلامي الناهض بالمجتمع وحقوق الإنسان. مع الإعلامية ماغي عون أجرينا هذا الحوار ..

  • من نهاركم سعيد الى تي تايم وصولا الى انما، أين هي ماغي عون وهل حققت رسالتها الإعلامية ؟

    بين «نهاركم سعيد» و«تي تايم» وبرنامج «بصمتي» الذي اصبح عمره خمس سنوات على تلفزيون «الآن» ، والذي اعتبره بحق محطة مهمة لي إعلاميا والمحطة الأهم، واعتقد ان هذا البرنامج هو الذي دفعني الى خوض الترشيح للانتخابات، ربما هي معاناة الناس والحقوق المهمشة هي من جعلني اكمل الهدف في الشأن الاجتماعي والشأن العام.

    اما «انما» هي تجربة جدا جميلة لي، لأني شاعرة ولدي كتب شعر في السوق، واعتقد ان الأدب والشعر هو عدوى ذات فيروس إيجابي، لان الإعلام اليوم لا يهتم جدا بهذا الموضوع، فجاءت الفكرة بشكل سريع وبإيقاع مكثف من خلال ثلاث دقائق نشجع الناس على القراءة وعلى شبكات التواصل الاجتماعي كي تستعيد الناس أهمية القراءة والكتابة اذا حققت رسالتي، والإعلام والحياة كلها بشكل عام والشأن الاجتماعي والشأن العام، هم رسالة مستمرة طالما نحن نعيش، أكيد رسالتي الإعلامية مركزة واصبحت معروفة حتى الآن أين هي، لكن الأهداف تختلف من سنة لسنة ومن تجربة لتجربة .

  • يشكل «انما» عودة الكتاب الى ربوع الإعلام خاصة في ظل مقولة ما من احد يقرأ، كيف بدأت الفكرة، والى اي مدى البرنامج ثقافيا هو على الحياد؟

    برنامج انما على شبكات التواصل الاجتماعي هو محطة كما قلت لإعادة محبة الناس للقراءة او الكتاب الذي يختصر تجارب كثيرة للشغف الجميل، وهو الكتاب الذي يختصر تجارب وعقول كثيرة نستفيد منها. وإعلاميا كان هذا بعيدا نوعا ما، والفكرة هي إنني أتمني فعلا لهذا الموقع الثقافي والموسيقي والفني ان يلقى رواجا بشكل اكبر.

    حقيقة اشعر بالتفاعل خاصة برنامج ثلاث كتب الذي هو برنامجي، والفكرة احبوها الناس لأنه يتم اختيار ثلاثة كتب يجمعهم موضوع مشترك، اما الكاتب نفسه او الكتاب من جنسية وحدة، او الكتب جمعتهم القدرة لأفلام او تم ترجمتهم للغة معينة، ونحاول إيجاد قاسم مشترك بينهم . موقع «انما» ربما شعر اني الشخص الأفضل لتقديم هذا البرنامج، لان خلفيتي هي الاهتمام بالأدب، كما أن مسيرتي الإعلامية استطيع من خلالها إعطاء التقييم الشخصي او تقييم الموقع او تقييمهم الشخصي.

    هذه التجربة جريئة في هذا الوقت تحديداً وارى أهميتها من خلال ردود الفعل من الناس، حقيقة اعتبرها تجربة ناجحة وأتمنى ان تتطور، خاصة وان موقع «انما» يركز على التجارب الأدبية والفنية التي تمنح الفكرة البعد القوي والرؤية الاقوى من الفكرة نفسها .

  • المرأة والإعلام وبرنامج نهاركم سعيد، ماذا قدم للمرأة وماذا أخذ منها ؟

    البرنامج لم يكن موجها للمرأة تحديداً ولا حتى «تي تايم ». لكن برنامج «بصمتي» هو الموجه للمرأة، وفي موسم من المواسم كان عنوانه المرأة، وكان الهدف هو تسليط الضوء على النساء الرائدات في عدة مجالات، هنا كان البرنامج له بصمته المهمة بالنسبة للمرأة، وربما أعطاها الضوء. وسؤالك ماذا اخذ منها؟ أنا أخذت منهن الكثير من التجارب، وربما المرأة تعاني اكثر من الرجل لتصل إلى المركز المهم الذي وصلت له.

  • مشوار إعلامي أم أن الصحافة لم تشكل الاهتمام الأكبر لدى ماغي عون؟

    الإعلام بالنسبة لي حقيقة هو مشوار لذيذ فعلا، العمل فيه أعطاني قناعة ذاتية لأني لا ابتعد عن مبدئي، وأركز على ماذا سأقدم في الرسالة الإعلامية الخاصة بي. لهذا تركيزي هو ماذا سأقدم من عمل اجتماعي ثقافي أدبي يهتم بهموم الناس وقضايا المجتمع، والتركيز على دور الإعلام والى مدى تستفيد من خلاله هذه القضايا هو ما يميزني .

    درست الفلسفة في الأساس، وعندي الشغف الكبير بالتعلم من اجل ذلك المشوار الإعلامي الذي بدأت به، وهو حقيقة مشوار لم اكتف منه بالعمل فقط أمام الكاميرا او خلفها، انما أمارس التعليم واكمل دراسة الدكتوراه، الحياة كلها مشوار تربية ودرس مستمر.

  • تجربة المشاركة في مسلسل درامي ماذا تخبرينا عنها؟

    لم أشارك بمسلسل درامي، انا اشتغلت بروداكشن على بعض المسلسلات لأني اعمل أمام الكاميرا وخلف الكاميرا، والآن ولاول مرة اعتقد اني سأخوض الكتابة الدرامية، وربما هي محطة جديدة لي .

  • «كلنا لبعض» وهموم الإنسانية على من تقع، ومن يبلسم أوجاعها، وهل تقتصر على التلميح ام المعالجة الجدية؟

    «كلنا لبعض» كان البرنامج الفريد من نوعه، اعتقد من اجل ذلك احدث ضجة كبيرة وبقي لسنوات ثمانية على الهواء. لم يتوقع له احد ان يبقى كل هذه المدة الطويلة، لانه وضع الأصبع على هموم الناس، ووضع اصبعه بالتالي على تقصير الدوائر المعنية بهموم مجتمعنا اللبناني او حتى العربي، أيضا فتح الجسور بين الناس وبعضها.

    هو اكثر تجربة جعلتني اشعر أن الناس تحتاج لهكذا برامج أن تطل عبر الإعلام، ليعرفوا كيف يمكن ان نكون لبعضنا البعض، وكيف أن نكون أخوة بالإنسانية، وكيف الخير يصبح عدوى وسلوك وأخلاق نعيشها. هذا البرنامج خلق كل هذه المعاني وهذا ما أفتخر به، لان هذا البرنامج استطاع تربية أجيال والكثر شاركوني به، لان الحياة مشاركة، الناس التي تفرح لبعضها ومع بعضها، وأيضا التي تحزن لبعضها وبعضها تستطيع تغيير الواقع الموجع، وأعتبر ان البرنامج حقق نوعا من السلوك، وأتمنى أن تتواجد الكثير من هذه البرامج، وأحد أدوارها هو التوجيه والتربية.

  • ماغي عون الى اين بعد كل هذا؟

    لا استطيع القول الى أين بعد كل هذا! سبق ان قلت في كل فترة لا تتعدى سنة اقف وأتأمل وأتساءل ماذا أريد من الأحلام التي كنت أسعى لتحقيقها السنه الماضية، هل اكمل ام يجب التغيير؟ مازال أمامي الكثير من الطموحات التي أسعى الى تحقيقها طالما أنا أعيش، وطالما عندي هذا الشغف بربط حياتي ومشواري الإعلامي ودراستي وكل ما قمت به حتى اليوم، طالما ارتبط بشخصيتي وارتبط بما قمت به في الحياة، مثلما حولت «كلنا لبعض» الى جمعية وخارج الأحلام واستمرت، وهذا يعني اننا نستطيع ربط الرسالة الإعلامية بسلوكنا الذي يجدد ويميز من نحن وماذا نريد.

  • كلمة للإعلاميات العربيات تحديدا، ومن يعجبك من الإعلاميات الغربيات ؟

اقول لكل الإعلاميين والإعلاميات تحديداً انه من الصعوبة ان يقول الإنسان لأحد انه إعلامي، من الصعوبة تحديد ماذا يجب ان يعمل هو كإعلامي، وما هو دوره أمام المؤسسات الإعلامية؟ هذا يحتاج لخطة وبرمجة، وهذه البرمجة يجب ان تتطور وتتغير ولنقوم بخدمة المجتمع، فالإعلام هو رسالة خدماتية أتمنى من كل الإعلاميين وضع خطتهم الخدماتية الخاصة بهم إعلاميا.

أما من تعجبني من الإعلاميات الغربيات، حقيقة تعجبني أوبرا ربما، قمت بالكثير من الأفكار المتشابهة، كما انني أقرأ كتبها وأتابعها، وببعض الأحيان أغبطها على المواقف الكبيرة والتجربة العميقة، واكثر ما يجمعني بها انها اشتغلت بالشأن العام وقضايا وحاجة الناس، واستغلت منابرها الإعلامية لخدمة قضايا الناس بشكل فعلي وكبير.