985912
985912
العرب والعالم

إصابة 8 فلسطينيين خلال مواجهات مع الاحتلال ومستوطنيه شرق نابلس

17 سبتمبر 2018
17 سبتمبر 2018

الجيش الإسرائيلي يخطر بهدم منزل منفذ عملية «عتصيون» -

رام الله (عمان) نظير فالح:

اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي عند منتصف الليلة الماضية، منزل الشاب خليل الجبارين (17 عاما) منفذ عملية الطعن في «عتصيون»، والتي أسفرت عن مقتل مستوطن،حيث أخذ الجنود قياسات المنزل تمهيدا لهدمه في مدينة يطا قضاء الخليل جنوب الضفة الغربية.

وذكر جيش الاحتلال في بيانه لوسائل الإعلام،بأن قوات الأمن قامت بمسح هندسي لمنزل منفذ عملية «عتصيون» تمهيدا لهدمه، زاعما أنه تم مسح المنزل في أعقاب عملية الطعن التي نفذها خليل الجبارين. وبحسب شهود عيان، فإن سيارات وآليات عسكرية محملة بعشرات الجنود اقتحمت البلدة، حيث قام الجنود بمحاصرة منزل عائلة الجبارين، فيما قامت فرقة الهندسة بمداهمة المنزل وتفتيشه وإخضاع قاطنيه للتحقيق بعد أن عاثوا فسادا وخرابا بمحتوياته ومن ثم أخذوا قياساته.

وقتل مستوطن بالأربعينات من عمره، عصر الأحد، متأثرا بالجروح الحرجة التي أصيب بها جراء تعرضه لعملية طعن بالقرب من مجمع تجاري جنوب بيت لحم، فيما قام حارس أمن بإطلاق النار على الفتى الجبارين بزعم تنفذيه لعملية الطعن، حيث تم اعتقاله وتحويله للتحقيق لدى جهاز الأمن العام (الشاباك).

وبعد ساعات من عملية الطعن، زعمت وسائل إعلام إسرائيلية، أن والدة منفذ عملية الطعن أخبرت جنود الاحتلال المتمركزين عند حاجز «ميتار» العسكري جنوب الخليل، عن نية ابنها تنفيذ عملية الطعن، غير أنها لم تعلمهم عن موعدها ومكانها.

من جهة أخرى أعلنت مصادر طبية فلسطينية في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، عن إصابة ثمانية مواطنين فلسطينيين خلال مواجهات مع قوات الاحتلال والمستوطنين في منطقة «قبر يوسف» شرقي المدينة . وقالت مصادر محلية،إن قوات عسكرية كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي دهمت في ساعة مبكرة من فجر امس، منطقة «بلاطة البلد» شرقي نابلس، وقامت بإغلاق محيط المنطقة ومنع حركة المواطنين الفلسطينيين فيها، بغرض توفير الحماية للمستوطنين الذين اقتحموا «قبر يوسف».

وذكرت المصادر، أن حافلات إسرائيلية تقل آلاف المستوطنين قدمت إلى المنطقة، ترافقها مركبات عسكرية أمّنت للمستوطنين عملية الاقتحام التي استغرقت ساعات عدّة، ودامت حتى ساعات الفجر الأولى، وتخلّلها تأدية طقوس تلمودية في المقام الإسلامي. وعلى إثر الاقتحام الذي شارك فيه نواب في برلمان الاحتلال «الكنيست»، اندلعت مواجهات عنيفة بين جنود الاحتلال ومجموعة من الشبان الفلسطينيين حاولوا التصدّي للاقتحام اليهودي؛ بإغلاق الطرق المؤدية للموقع الإسلامي بالإطارات المشتعلة، وهو ما ردّت عليه قوات الاحتلال بإطلاق الأعيرة المطاطية وقنابل الغاز والصوت، مما أدى إلى إصابة 8 مواطنين فلسطينيين بينهم مسعفين.

وأشارت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إلى إصابة كل من المسعف جرير قناديل وأمير البزرة، إثر استهداف قوات الاحتلال لمركبة إسعاف، ما أدى إلى تحطم زجاجها الأمامي وإصابتهما بالشظايا . وذكرت الجمعية، أن 6 مواطنين فلسطينيين أصيبوا ايضا بالرصاص المطاطي خلال المواجهات وتم نقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج، فيما تم تقديم العلاج الميداني لعدد آخر من المصابين باستنشاق الغاز المسيل للدموع الذي أطلقه الاحتلال باتجاه منازل الفلسطينيين في «بلاطة البلد» بنابلس.

وذكرت القناة العبرية السابعة المقربة من المستوطنين، أن اقتحام الموقع من جانب المستوطنين جاء في الذكرى الـ 18 للأحداث التي شهدها الموقع . وكان فلسطينيون تمكنوا خلال انتفاضة الأقصى عام 2000، من تحرير الموقع الإسلامي خلال مواجهات مع جنود الاحتلال الذين كانوا يحتلونه وينتشرون في أركانه، ما أسفر عن مقتل جنديين إسرائيليين . ويقتحم المستوطنون بشكل متكرر «قبر يوسف»، والذي كان في السابق مسجدًا إسلاميًا، وفيه ضريح شيخ مسلم يدعى يوسف دويكات، من بلدة «بلاطة»، قبل أن تقوم سلطات الاحتلال بالسيطرة عليه وتحويله إلى موقع يهودي مقدس بعد احتلال الضفة الغربية في أعقاب حرب عام 1967.

ويشكّل المقام الذي يقع شرقي مدينة نابلس بؤرة توتّر في المنطقة، على ضوء التواجد المستمر للمستوطنين وقوات الاحتلال في المكان، وما يتعرض له المواطنون الفلسطينيون سكان الأحياء المجاورة للمقام من مضايقات واستفزازات باستمرار.

ويؤكد الفلسطينيون أن الموقع هو أثر إسلامي مسجل لدى دائرة الأوقاف الإسلامية وكان مسجدا قبل الاحتلال الإسرائيلي، ويضم قبر شيخ صالح من بلدة بلاطة البلد ويدعى يوسف دويكات، لكن اليهود يعتبرونه مقاما مقدسا لهم ويقولون إن جثمان النبي يوسف بن يعقوب أحضر من مصر ودفن في هذا المكان.