صحافة

زعيم عمالي سابق عميلا للكرملين

17 سبتمبر 2018
17 سبتمبر 2018

هل يعقل أن يتولى شخص ما منصبا سياسيا كبيرا في بلده ويتجسس عليها لحساب بلد آخر مقابل أجر مدفوع، ربما لا يقبل العقل والمنطق هذا التصور، لكن هذا ما حدث مع زعيم حزب العمال السابق مايكل فوت (توفي في مارس ٢٠١٠)، كما حدث مع غيره من زعماء بارزين آخرين.

صحيفة «التايمز» نشرت تقريرا كتبه ديفيد ساندرسون حول الادعاء بأن جهاز المخابرات الخارجي أم 16 يعتقد بأن زعيم حزب العمال السابق، مايكل فوت كان يعمل مخبرا بأجر لدى جهاز الاستخبارات السوفييتي كي جي بي في ذروة الحرب الباردة، حسبما ورد في كتاب صدر مؤخرا بعنوان «الجاسوس والخائن» لكاتب العمود بالصحيفة «بن ماكنتاير».

ويذكر الكاتب أن جهاز الاستخبارات البريطاني الخارجي أم 16 كان على استعداد لتحذير الملكة اليزابيث من خلفية مايكل فوت، وقت أن كان زعيما لحزب العمال، وكان يعد نفسه لتولي منصب رئيس الوزراء من خلال الانتخابات العامة، وأن الجهاز خلص إلى أن الأدلة التي قدمها أحد المنشقين السوفييت عن العلاقة التي كانت تربط مايكل فوت، مع جهاز الاستخبارات “كي جي بي”، كانت قوية بما يكفي لتبرير الإجراء الدستوري غير المسبوق.

وتشير الصحيفة إلى أن كتاب “الجاسوس والخائن” يقدم أول دليل من جانب ضباط المخابرات البريطانية (أم 16) على الادعاءات التي أدلى بها المنشق السوفييتي السابق أوليغ غورديفسكي الذي قال إن مايكل فووت كان قد تلقى سلسلة من “المدفوعات السرية” من جهاز الاستخبارات “كي جي بي”، وهي التي صنفته على أنه “وكيل” و”متصل سري”.

وذكرت الصحيفة أن هذه المعلومات تأتي بعد مرور 23 عاما من وصف زعيم حزب العمال السابق، مايكل فوت، هذه المزاعم بأنها “كذبة كبيرة”، ورفع وقتها دعوى قضائية ضد صحيفة “التايمز” التي أثارت الموضوع في ذلك الوقت، وربح القضية. وتحت عنوان “بلهاء مفيدون” كتبت افتتاحية صحيفة “التايمز” أيضا تقول إن زعيم حزب العمال السابق مايكل فوت تعرض هو وغيره من الشخصيات الحزبية البارزة لاتصالات مع المخابرات السوفيتية في زمن الحرب الباردة.

وتقول الافتتاحية: إن حكومة بريطانيا بعد الحرب العالمية الثانية بزعامة كليمنت آتلي لعبت دورا حاسما في تأسيس حلف شمال الأطلسي الذي يهدف لربط دفاع أوروبا وأمريكا الشمالية، ولكن من خلفوا آتلي في زعامة حزب العمال لم يكونوا يدافعون باستماتة عن مصالح الوطن، حيث اتضح مؤخرا أن مايكل فوت الذي كان مرشحا محتملا لحزب العمال لمنصب رئيس الوزراء في الثمانينيات، كان يتلقى أموالا من الكرملين. وتضيف الافتتاحية أن مايكل فوت الذي كان يقود تيار اليسار في حزب العمال، وزعامة الحزب من 1980 إلى 1983، حصل في الستينيات على أموال من المخابرات السوفيتية تعادل قيمتها الحالية نحو 37 ألف جنيه استرليني، وذلك عندما كان عضوا في الحزب قبل الصعود لقيادته.