المنوعات

الموسيقى في الإسلام جديد سهير عبدالعظيم

17 سبتمبر 2018
17 سبتمبر 2018

القاهرة ـ العمانية: عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، صدر حديثا كتاب «الموسيقى في الإسلام» للدكتورة سهير عبد العظيم.

وتوضح المؤلفة في كتابها طبيعة العلاقة بين القيم الجمالية والأخلاقية في الموسيقى، وتقدم عرضا لبعض المظاهر الموسيقية في الإسلام وتطورها، محاولةً إثبات أن ترتيل القرآن الكريم وتجويده كانا السبب في نجاح كبار الملحنين والمطربين الذين نشأوا نشأة دينية، وتأكد أن الموسيقى عامل أساسي في مساعدة النشء على سرعة استيعاب كلمات النشيد الهادف.

وتقول المؤلفة إن الإسلام ضرب المثُل العليا لمبادئ الاجتماع المؤسَّسة على مكارم الأخلاق والسمو النفسي، فلم يبطل من العادات الجاهلية إلا ما وجب إبطاله، ولم يبق منها إلا الأشياء التي لا تؤثر على تعاليم الدين الحنيف ولا تتعارض مع عقيدة التوحيد.

وتضيف أن الغناء كان شائعا في مكة والمدينة منذ العصر الجاهلي، فقد كان القوم يشغفون بالغناء، وكان شائعا في حياتهم العامة وفي حياتهم الخاصة أيضاً.

وتوضح أن أصل الغناء ومعدنه في أمهات القرى من بلاد العرب، كان متفشيا في المدينة والطائف وخيبر ووادي القرى ودومة الجندل وأرض اليمامة، أي أن المدينة كانت أحد مواطن الغناء المهمة. ومن هنا لا يكون غريبا أن نسمع بعد ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم، حين قدم إلى المدينة مهاجرا، استقبله أهلها من الأنصار استقبالا حافلا، وقد ألف نساؤها وأطفالها ورجالها ما يشبه الجوقة الغنائية لينشدوا «طلع البدر علينا».

وتعود المؤلفة إلى ما جاء في «طبقات» ابن سعد، من أن الصحابة كانوا يتغنون ببعض الرجز أثناء حفر الخندق في موقعة الخندق المعروفة، ومنه: «اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة،‏ فاغفر للأنصار والمهاجرة». وتوضح أن التساؤلات كثرت بعد أن انتشرت الدعوة للإسلام، عما إذا كان الرسول سيحرم عليهم السماع، وهو الشيء المحبب إلى نفوسهم منذ جاهليتهم، أم إن الإسلام سيجد لهذه الأمور حلولا مرْضية تبقي للعرب سماعهم وشعرهم. وتؤكد المؤلفة أن الرسول كان مؤمناً برسالته، قوياً في عزيمته، حكيماً في تصرفه، عالماً بحب الأنصار للسماع، فلم يكدر عليهم صفوهم فسمح لهم بالسماع، بل وحثهم عليه، كما نرى في قصة السيدة عائشة مع أحد الأنصار حين أوصلت له عروسه.

فسألها النبي بعد عودتها: «أأهديتم الفتاة إلى بعلها؟»، فأجابت عائشة: «نعم». فقال: «بعثتم معها من تغني؟»، فقالت عائشة مازحة: «‏تغني ماذا يا رسول الله؟»، فقال رسول الله: «تغني (أتيناكم أتيناكم/‏‏ فحيّونا نحيّيكم/‏‏ ولولا الحنطة السمراء/‏‏ ما سمنت عذاريكم/‏‏ ولولا الذهب الأحمر/‏‏ ما حلت بواديكم).