oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

أبعد من الترويج للمنطقة الاقتصادية بالدقم

14 سبتمبر 2018
14 سبتمبر 2018

تلعب الاستثمارات دورا بالغ الأهمية في تنشيط الاقتصاد الوطني، وفي الإسهام في تحقيق أهداف خطط وبرامج التنمية الوطنية، اقتصادية واجتماعية وخدمية وغيرها، وهو ما يصب في تحسين مستويات المعيشة للمواطنين، ومن هنا تحرص حكومة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- على جذب المزيد من الاستثمارات، من داخل السلطنة وخارجها، خاصة أنها تفسح المجال واسعا أمام القطاع الخاص للإسهام بنصيب متزايد في تمويل البرامج الاستثمارية في إطار خطة التنمية الخمسية التاسعة (2016 - 2020) والاستفادة من مشروعاتها.

وبينما تبذل حكومة جلالة السلطان المعظم- أعزه الله- جهودا كبيرة ومتواصلة من أجل تطوير القوانين ذات الصلة بالاستثمار في الاقتصاد العماني، بل تطوير وتبسيط وتسريع الإجراءات الخاصة بالاستثمار، وتدشين موقع «استثمر بسهولة»، وإعداد عدد من مقترحات الاستثمار في مشروعات محددة، سياحية وخدمية وإنتاجية، تظل هناك حاجة لتقديم ذلك كله إلى المستثمرين داخل السلطنة وخارجها، من خلال حملات ترويجية مدروسة جيدا ومتكاملة العناصر أيضا، باعتبار أن عمليات الترويج باتت علما واسعا، له أصوله واستراتيجياته وأساليبه، فضلا عن أنها خبرة متراكمة.

ومن المعروف أن الهيئة العامة لترويج الاستثمار وتنمية الصادرات «إثراء» تقوم بدور حيوي في هذا المجال، عبر كوادرها ومتخصصيها.

وفي الوقت الذي تكتسب فيه الحملة الترويجية الآسيوية، التي تنظمها هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، بالتعاون مع «إثراء» والجهات المعنية الأخرى، تحت عنوان «استثمر في الدقم»، أهمية كبيرة، ليس فقط لأنها تشمل كلا من كوريا الجنوبية وجمهورية الصين الشعبية واليابان، وهي دول ذات ثقل كبير، على الأصعدة الصناعية والتقنية وغيرها، ولكن أيضا لأن المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، وبحكم مجموعة المشروعات التي يتم تنفيذها فيها من ناحية، وبحكم التخطيط والتصور الموضوع لها، سواء كمنطقة، أو كأحد عناصر استراتيجية السلطنة في المجال اللوجستي، لديها ما تقدمه للمستثمرين، بكل شرائحهم وقدراتهم.

ومن هنا تحديدا تحظى الحملة الترويجية تلك، باهتمام كبير في الدول التي تتم زيارتها، ورجال الأعمال الذين يتم الالتقاء بهم. وكانت لقاءات وفد المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم خلال زيارته لليابان في الأيام القليلة الماضية بالغة الدلالة، خاصة في طوكيو وأوساكا و«كاشيوا نو-ها». ولعل ما يزيد من أهمية مثل هذه اللقاءات أيضا أنها تستند على علاقات تعاون قوية ومتزايدة وتحظى باهتمام كبير، رسميا، ومن خلال رجال الأعمال، سواء في السلطنة أو في الدول الصديقة التي تستهدفها الحملات الترويجية، حيث تحتفظ السلطنة بعلاقات تعاون واحترام وتقدير متبادل، على مختلف المستويات مع كل من اليابان والصين وكوريا الجنوبية وغيرها من الدول الصديقة بامتداد العالم من ناحية.

كما أن الإمكانات الكبيرة للمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم وللمناطق الصناعية والمناطق الحرة في السلطنة توفر فرصا استثمارية واعدة من ناحية ثانية، وهو ما يفتح المجال واسعا في الواقع لتطوير العلاقات بين السلطنة والدول الصديقة في العديد من المجالات وفي كل ما يحقق المصالح المشتركة والمتبادلة في الحاضر والمستقبل.