982677
982677
عمان اليوم

مدينة جوانزو تشهد تدشين النصب التذكاري لسفينة صحار احتفاء بـ40 سنة على العلاقات بين السلطنة والصين

13 سبتمبر 2018
13 سبتمبر 2018

حفل استقبال تضمن فنونا شعبية ومعرضا للصور والوثائق -

الحسني: النصب التذكاري شاهد على العلاقات التاريخية بين الشعبين الصديقين والمحبة التي غرست منذ قرون -

جوانزو ـ العمانية: احتفل صباح أمس بمدينة جوانزو الصينية بتدشين النصب التذكاري لسفينة صحار بمناسبة مرور 40 عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين السلطنة وجمهورية الصين الشعبية الصديقة بحضور معالي الدكتور عبد المنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام وتشو يوي نائبة عمدة مدينة جوانزو وعدد من المسؤولين في الحكومة الصينية والوفد المرافق لمعاليه.

وألقى معالي الدكتور عبد المنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام كلمة خلال حفل تدشين نصب السفينة التذكاري رحب فيها بالحضور رفيع المستوى مؤكدا على عمق العلاقات التاريخية التي تربط عمان بالحضارة الصينية القديمة والإرث التاريخي الذي تتشارك فيه الحضارة العمانية مع الحضارة الصينية التي امتدت الى ما قبل الميلاد.. متطرقا معاليه في كلمته الى رحلة السندباد البحري العماني أبو عبيدة عبد الله ابن القاسم إلى هذه المدينة العريقة عبر سفينته الشراعية التي أخذت من الطريق البحري القديم (طريق الحرير) في القرن الثاني الهجري مسارا لها حاملة معها المحبة والصداقة والسلام إلى الشعب الصيني الصديق.

وقال معاليه في كلمته إن هذه العلاقة الجيدة التي امتدت عبر آلاف السنين لم تنقطع حيث أمر حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- في عام 1980م بإعادة ذكرى هذه العلاقة التاريخية من خلال بناء السفينة صحار التي رحلت عبر نفس المسار إلى مدينة جوانزو التي سلكته قديمًا لتصل إلى هذه المدينة التي نحن فيها اليوم.

وأضاف معاليه في كلمته «اليوم نستعيد جميعا ذاكرة الأجداد ونرفع الستار عن النصب التذكاري لسفينة صحار لتكون شاهدة على عمق العلاقات التاريخية بين الشعبين الصديقين والى المحبة والصداقة التي غرست منذ قرون لتكون شاهدا للأجيال الحاضرة والقادمة على الخصوصية التي تميزت بها هذه العلاقة العريقة.

ومن الجانب الصيني ألقت تشو يوي نائبة عمدة مدينة جوانزو كلمة قالت فيها إن الصداقة والمحبة بين السلطنة وجمهورية الصين الشعبية ثابتة منذ قديم الزمان حيث يأتي هذا الاحتفال بمناسبة الذكرى الأربعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الصديقين وكذلك بمرور السنة الخامسة لإصدار المبادرة الحزام والطريق.

وأضافت ان بلادها تدعم هذه الصداقة من أجل دفع علاقات التعاون الثنائية إلى مرحلة جديدة تكون الاتصالات فيها دائما وثيقة وذات قاعدة متينة وهي في ذات الوقت مناسبة طيبة وما تدشين النصب التذكاري لسفينة صحار التاريخية إلا شاهد على ما نجتمع عليه صباح هذا اليوم.

وأكدت نائبة عمدة مدينة جوانزو في كلمتها أن السفينة صحار عندما أبحرت قبل 1300 سنة من مدينة صحار التجارية العمانية إلى مدينة جوانزو لهي دليل على ازدهار التجارة والحضارة بين الدولتين في ذلك الوقت مضيفة أن السفينة صحار تعد رمزا من رموز الصداقة العمانية الصينية.

وذكرت أن السلطنة شريك مهم وأساسي في بناء الحزام والطريق مؤكدة أن التعاون العماني الصيني سيشهد خلال الفترة القادمة تعاونا أكثر وأوسع وأوفر وأشمل في هيكل مبادرة الحزام والطريق.

بعد ذلك أزاح معالي الدكتور عبد المنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام بحضور تشو يوي نائبة عمدة مدينة جوانزو وعدد من المسؤولين في الحكومة الصينية والوفد المرافق لمعاليه الستار عن النصب التذكاري لسفينة صحار التي أبحرت يوم 23 نوفمبر 1980م من شواطئ السلطنة لتقطع 6000 ميل بحري وتصل إلى مدينة كانتون (جوانزو) الصينية يوم 10 يوليو 1981م مرورا بموانئ الهند وسريلانكا وإندونيسيا وماليزيا.

وتضمن الحفل إقامة الفنون العمانية البحرية ومعرضًا للصور يحكي عن الطبيعة والتاريخ وصناعة السفن العمانية والحضارة في عُمان والإنسان العماني والعادات والتقاليد والحياة البرية ومنجزات النهضة المباركة..

ومعرضًا للمخطوطات العمانية يشتمل على مخطوطات قديمة منذ بداية الإسلام في عمان ووثائق تاريخية بين عمان والصين والتجارة والطب والفقه.

من جانبه أكد سعادة السفير الدكتور عبدالله بن صالح السعدي سفير السلطنة المعتمد لدى جمهورية الصين الشعبية الصديقة على أن العلاقات العمانية الصينية علاقات قديمة جدا تعود جذورها إلى آلاف السنين وبلغت ذروتها في عهد أسرتي منج وسونج الملكيتين حيث كان التجار العرب والعمانيون يأتون إلى الصين عبر منفذي جوانزو وسوانجو أو كما كانت تسمى سابقا مدينة الزيتون.

ووضح سعادته في تصريح لوكالة الأنباء العمانية على هامش الاحتفال بتدشين النصب التذكاري لسفينة صحار في مدينة جوانزو أن هذه العلاقات التجارية الضاربة في القدم كان لها دور فيما وصلت إليه العلاقات العمانية الصينية من قوة ومتانة في الوقت الحاضر.

وقال إنه منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية في 25 مايو من العام 1978 والعلاقات بين البلدين على كافة الأصعدة قد بلغت ذروتها وتوجت أخيرا بتوقيع اتفاق الشراكة الاستراتيجية في مايو من هذا العام الذي تزامن مع الاحتفال بمرور 40 عاما على العلاقات الدبلوماسية مضيفا انه منذ ما يربو على 5 سنوات والعلاقات الاقتصادية تنمو نموا كبيرا بفضل تشجيع ودعم مباشر من القيادتين الحكيمتين في كلا البلدين.

وأشار سعادته إلى أن الدائرة الاقتصادية في مجلس الدولة الصيني تثمن المقومات الاستثنائية التي تتمتع بها السلطنة في منطقة الخليج لذا أعطت الضوء الأخضر للشركات الصينية المملوكة للحكومة للتوجه للاستثمار المباشر في السلطنة موضحا أن هذه الخطوة تدل على متانة العلاقات الاقتصادية بين البلدين الصديقين.

وفي مجال العلاقات الثقافية تحدث سعادة السفير الدكتور عبدالله بن صالح السعدي عن زخم هذه العلاقات مشيرا إلى كرسي جلالة السلطان المعظم في جامعة بكين الذي خرج آلافا من الطلبة الصينيين.. كما أشار سعادته إلى أن السلطنة ساهمت في متاحف مهمة في الصين كمتحف تشوانجو ومتحف تسجوان ومتحف مقاطعة انشوان مضيفا ان هذه المتاحف تقوم بدور مهم في سرد التاريخ العماني الطويل مع الصين وتعريف الصينيين بالحضارة العمانية العريقة.

كما تحدث سعادته عن الأعداد المتزايدة من الطلاب العمانيين الذين تخرجوا من الجامعات الصينية مشيرا في الوقت نفسه الى أن هناك توجيها من القيادة الصينية للجامعات لزيادة استقبال الطلاب العمانيين.

وفيما يتعلق بالاستثمارات قال سعادته: هناك شركات صينية كبرى قد توجهت بالفعل للاستثمار في مدينة الدقم بمشاريع تربو على 10 مليارات دولار عبر توجيه مباشر من قبل مجلس الدولة الصيني موضحًا أن هناك استثمارات صينية في قطاعات أخرى سترى النور قريبا خاصة في مجال الطاقة النظيفة كالطاقة الشمسية.

وحول مستقبل العلاقات بين البلدين قال سعادة السفير الدكتور عبدالله بن صالح السعدي إن مستقبل العلاقات العمانية الصينية واعد جدا إثر الشراكة الاستراتيجية بين البلدين والدخول في ما يعرف بطريق الحرير.

كما أشار سعادته الى أن السلطنة كانت أحد أهم المساهمين في إنشاء البنك الآسيوي للبنى الأساسية وقد استطاعت أن تستفيد من مساهماتها في هذا البنك عبر الحصول على تمويل لمشروع القطار الذي سيربط الدقم بميناء صلالة والذي سيكون مخصصا لنقل الحاويات.. كما أن هناك استثمارات أخرى ستمول عن طريق هذا البنك في المستقبل.

وقال سعادته إن السلطنة تنوي التعاون مع صندوق الحرير الذي رصدت الحكومة الصينية مبلغ 300 مليار دولار له مشيرا الى ان هناك تعاونا كبيرا حاليا بين الصندوق الاحتياطي العام للدولة وهذا الصندوق.

وأشار سعادته في معرض حديثه عن الاقتصاد الصيني إلى أن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لها دور كبير في الاقتصاد الصيني باعتبارها الأساس الذي قامت عليه قوة الصين الاقتصادية وقال هناك مراكز متخصصة في عدة مدن في الصين لمساعدة رجال الأعمال المبتدئين وتطوير أعمالهم التجارية.

ودعا سعادة السفير رجال الأعمال العمانيين إلى القدوم إلى الصين للقاء نظرائهم الصينيين لتبادل الخبرات معهم موضحا ان السفارة العمانية في الصين على استعداد تام لتقديم كافة التسهيلات لرجال الأعمال ورواد القطاع الخاص العمانيين للقاء نظرائهم والاستفادة القصوى من السوق الصيني. كما أقيم مساء أمس بمدينة جوانزو الصينية حفل استقبال بمناسبة تدشين النصب التذكاري بحضور معالي الدكتور عبد المنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام ومعالي أويانج ويمين نائب مقاطعة جوانزو وعدد من المسؤولين في الحكومة الصينية والوفد المرافق لمعاليه.

وقد ألقى معالي الدكتور عبد المنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام كلمة خلال الحفل قال فيها: «تحط مراكبنا في موانئ جوانزو العصرية كما توقفت منذ زمن بعيد العديد من السفن العمانية في الموانئ الصينية وقد كتب التاريخ أن السندباد العماني أبو عبيدة عبدالله بن القاسم هو أول بحار عربي يصل إلى الصين عام 752م».

وأكد معاليه أن التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- عام 1980م، كانت ببناء سفينة مشابهة للسفينة صحار التاريخية، لتخوض في عباب البحر بنفس ظروف وأجواء مسارها التاريخي. فأبحرت من مدينة صور العمانية يوم 23 نوفمبر 1980م، لتقطع 6000 ميل بحري ووصلت مدينة جوانزو يوم 10 يوليو1981م، لتلقى ترحيبا حارا من قبل الشعب الصيني، وأقيم للترحيب بها مراسم استقبال رسمية، كسفيرة ورمز للصداقة بين السلطنة وجمهورية الصين الشعبية الصديقة.

وأضاف انه في يوم 1 أكتوبر 2001م وبمناسبة الذكرى الـ52 للعيد الوطني الصيني أهدى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- نموذجا للسفينة (صحار) إلى جمهورية الصين الشعبية، وهي بمثابة التقدير العالي من جلالة السلطان المعظم -أعزه الله- للعلاقات التاريخية بين الصين والسلطنة وتطلعاته لآفاق مستقبلية وعلاقات حديثة بين البلدين.

ومن الجانب الصيني ألقى معالي أويانج ويمين نائب محافظ مقاطعة جوانزو كلمة قال فيها إن تاريخ التبادل بين الصين والسلطنة يرجع إلى القرن الثامن الميلادي حيث سافر سندباد البحار العُماني بسفينة خشبية من صحار مارًا بمصاعب كثيرة وقاطعًا مسافة عشرة آلاف كيلو متر مستغرقة عامين للوصول إلى مدينة جوانزو مضيفًا انه بعد إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في مايو من عام 1978م فتحت صفحة جديدة لمجالات التعاون والصداقة.

وأشار معاليه إلى أن التبادلات التجارية والثقافية بين جوانزو والسلطنة بدأت خلال الطريق البحري (طريق الحرير) منذ أكثر من 1300 سنة حيث أصبحت هذه العلاقات اليوم أكثر تنوعًا وازدهارًا، فقد بلغت قيمة تجارة الواردات والصادرات في عام 2017 /‏ 686 مليون دولار أمريكي أما خلال الفترة من يناير إلى يوليو 2018 فقد بلغت 434 مليون دولار أمريكي.