مرايا

ذات: أنت في فضاءاتك

12 سبتمبر 2018
12 سبتمبر 2018

لما مصطفى دعدوش -

في داخل كل منا فضاء، ولكل منا فضاؤه الخاص به، فيه عالمه وخياله وتصوراته، ووقائعه، وطموحاته، وأهدافه.

فيه ما يحاول إخفاؤه أو إبداؤه، وفيه أسرار ودوافع سلوكياته ومشاعره الدفينة العميقة وكذلك السطحية البادية.

تفتح عينيك في محاولة منك لربط فضائك الداخلي، بالعالم الخارجي بكل ما فيه.

والحقيقة أنك متصل اتصالا وثيقا بعالمك الداخلي والخارجي وبفضاءاتك المختلفة، فأنت في المنتصف، بين عمق وسطح، وبين عمومية وخصوصية، وبين توافق واختلاف، وبين جسد وروح، وبين شفافيات، و ماديات ملموسة.

ولا يغيب عنك أن الخارج هو انعكاس حقيقي ودقيق لما في الداخل من سلبيات أو إيجابيات في جميع نواحي الحياة، وتجد مثلا واضحا في من رأى في الحياة التعب والضيق والحزن والأسى، فلن يريه منظاره الداخلي هذا منها إلا ما رأى ولذلك تسارع الحياة في تحقق رؤيته له، حقيقة في تعب وحزن و أسى وضيق.

ومن جادت رؤيته برؤية الحياة كنور، وعطاء وخير وأمل وعمل ومحبة وإخاء، ستبدع الحياة في تصديق ما آمن به ليراه نورا وخيرا ومحبة وعطاء في حياته حقيقة.

هنا يتأكد الرباط الوثيق بين ما تفكر به وانطباعك ورؤيتك وقناعتك وتصوراتك، وبين ما سترى حقيقة في الواقع، لأنك أنت ببساطة حامل القلم والريشة، ودواة الألوان ورقعة الرسم أيضا.

السؤال الآن:

كيف تتعامل مع هذا الارتباط الوثيق بين العالمين وهو ( ارتباط حتمي لا محالة من القانون الكوني السبب والنتيجة)؟

وكيف تفعل هذا الارتباط إيجابيا في حياتك لتحقق أهدافك وطموحاتك وتصل إلى رؤيتك الخاصة به في فضائك أنت؟

قد يكون الجواب فلسفيا قليلا، إلا أنه واقعيا عمليا تماما من ناحية التطبيق والصحة.

إليك جوابي ولتستمعه بهدوء ورؤية لعلك تجد فيه ترياق وبلسم روحك وعقلك.

عندما يملأ شغفك وهدفك وطموحك فضاؤك كله، بما فيه من حس وعقل وحدس وإيمان وعزيمة وتخطيط.

عندما تلملم نفسك بقوة وتقف لتحقق ذاك الشغف، عندما تشعر بذاك الرباط الوثيق بين هويتك ورؤيتك وهدفك، عندها تقرر، وتخطط، وتبدأ.

وعندها تكون قد خرجت من عالم الخيال والوهم، إلى عالم الحقيقة والعمل، وسمحت لعالمك الداخلي الجميل بالظهور في العالم الخارجي الحقيقي.

وهبته تلك الجذوة المشتعلة من داخلك، ليكون نورا يضيء لك ولغيرك في خارجك، حققت الحقيقة التي هي برهان داخلك، إن حقيقة، لا داخلك هو ما تفعله وستفعله حقيقة في خارجك.

أنت بين فضاء داخلك، وحقيقة خارجك، قصتك أنت وحدك.

[email protected]