978908
978908
العرب والعالم

84 قتيلا في معارك بالحديدة غداة فشل محادثات السلام اليمنية

09 سبتمبر 2018
09 سبتمبر 2018

«أنصار الله» يطالبون بإعادة فتح مطار صنعاء -

صنعاء- «عمان»- جمال مجاهد- (أ ف ب):

قتل 84 عنصرا من القوات الموالية للحكومة اليمنية وأنصار الله في الساعات ال24 الماضية، في معارك عنيفة في محيط مدينة الحديدة غداة فشل محادثات السلام في جنيف.

وقالت مصادر طبية في مستشفيات في محافظة الحديدة غرب اليمن لوكالة فرانس برس امس إن 11 مقاتلا حكوميا قتلوا وأصيب 17 بجروح في هذه المعارك، بينما لقي 73 من أنصار الله مصرعهم وأصيب العشرات بجروح.

وكانت القوات الحكومية أطلقت في يونيو الماضي حملة عسكرية على الساحل الغربي بهدف السيطرة على ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة المتمردين والذي يعتبره التحالف العسكري بقيادة السعودية ممرا لتهريب الأسلحة.

وأعلنت الإمارات، الشريك الرئيسي في قيادة التحالف والتي تقود العمليات في غرب اليمن، عن تعليق الحملة بعدما وصلت القوات الحكومية الى مشارف المدينة، إفساحا في المجال أمام محادثات السلام.

وتطالب الإمارات المتمردين بالانسحاب من المدينة ومن مينائها.

ورغم المعارك الجديدة في محيط مدينة الحديدة، ذكر مسؤولون عسكريون في القوات الحكومية أن هذه المعارك لا تعني استئناف الحملة، وإنما هدفها السيطرة على طريق رئيسي شرق المدينة يصل وسطها بمدينة صنعاء ومدن اخرى ويطلق عليه اسم طريق الكيلو 16.

وأكدت المصادر أن القوات الحكومية نجحت في الساعات الماضية بالسيطرة «ناريا» على هذا الطريق، تحت غطاء من طائرات التحالف العسكري، ويسيطر أنصار الله على صنعاء ومناطق أخرى منذ سبتمبر 2014.

وتحاول القوات الحكومية استعادة الأراضي التي خسرتها بمساندة التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في هذا البلد دعما لقوات الحكومة منذ مارس 2015. ومنذ تدخل التحالف ، قتل في اليمن نحو 10 آلاف شخص غالبيتهم من المدنيين، بينهم أكثر من ألفي طفل لقي 66 منهم مصرعهم في ضربات جوية في أغسطس الماضي وحده.

وقد أفاد المركز الإعلامي لألوية العمالقة «الموالية للشرعية» بجبهة الساحل الغربي بأن مقاتلات التحالف العربي بقيادة السعودية شنّت أمس غارات جوية مكثّفة على مواقع «أنصار الله» في محافظة الحديدة، مصاحبة للعملية العسكرية التي شنّتها ألوية العمالقة صوب «كيلو16».

وواصلت ألوية العمالقة بقيادة القائد العام لجبهة الساحل الغربي عبد الرحمن أبو زرعة المحرمي تقدّمها في عملية عسكرية واسعة نحو «كيلو16» الاستراتيجي والذي يربط العاصمة اليمنية صنعاء بمحافظة الحديدة والذي يعتبر المتنفّس البحري الوحيد للمسلّحين، وتمرّ منه إمداداتهم العسكرية عبر مينائها في الساحل الغربي لليمن. ونقل المركز الإعلامي عن مصادر ميدانية في ألوية العمالقة أن القوات واصلت التقدّم نحو «كيلو16» وأن القوات أصبحت على بعد أمتار من «مصنع نانا» و«صوامع البحر الأحمر»، وسط فرار للمسلّحين.

وقال «بسيطرة ألوية العمالقة على كيلو16 سيتم قطع الخط الرابط بين صنعاء والحديدة، وبقطع الخط سيتم حصار المسلّحين ومنعهم من نقل المقاتلين إلى الحديدة وبالمقابل منع إمدادهم في صنعاء بالأسلحة والعتاد العسكري الذي يقومون بتهريبه عبر ميناء الحديدة».

من جهة قال الناطق الرسمي باسم جماعة «أنصار الله» محمد عبد السلام إن إعادة فتح مطار صنعاء «أولوية إنسانية قبل أي اعتبار آخر»، مؤكداً أنه أمام «تعاظم معاناة شعبنا، سنعمل على مواجهة التحالف بكل الوسائل الممكنة، وتقرير الخبراء يقر بعدم قانونية إغلاق مطار صنعاء إطلاقاً».

واعتبر القيادي في «أنصار الله» ورئيس الوفد المفاوض في بيان نشره أمس على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» أن الأمم المتحدة كما المجتمع الدولي «أمام اختبار تاريخي، والشعب اليمني لن يبقى مكتوف الأيدي، ولن يقبل تحت أي ظرف من الظروف أن يظل قابعاً في معتقل كبير ولن يحول دون تصديه للتحالف والحصار أي تحد مهما كان».

وأكد أن «سيطرة التحالف على المنافذ اليمنية البرية والبحرية والجوية لن تمر بدون ثمن باهظ يدفعه .

وأعلن عبد السلام أن الوفد رفض نقله من صنعاء للمشاركة في مشاورات جنيف التي كان مقرّراً عقدها في الـ 6 من سبتمبر برعاية الأمم المتحدة على متن طائرة أممية «لأسباب أمنية وأخلاقية وإنسانية»، وأنه طلب توفير طائرة أخرى لنقل الوفد برفقة عدد من الجرحى والعالقين، إلا أن التحالف رفض منح الترخيص لها.

وقال «أبلغتنا الأمم المتحدة أنها وتماشياً مع مخاوف التحالف سوف يتم السماح لطائرة تغادر صنعاء مباشرةً إلى جنيف، فأبدينا موافقتنا على أن نصطحب معنا مرضى وجرحى لتلقّي العلاج في أوروبا نظراً لحالتهم الحرجة كون المطار مغلقاً كلياً منذ أكثر من سنتين ومن حق الحالات الحرجة أن تلقى اهتمامنا خصوصاً وأننا ذاهبون للحديث عن معاناة شعب ولسنا طلاب امتيازات».

من جهتها أعربت وزارة الخارجية «في حكومة الإنقاذ الوطني غير المعترف بها دولياً» عن «الشكر للمبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث وتقديرها عالياً لمواقفه المتوازنة ومحاولاته الخيّرة وجهوده الحثيثة التي بذلها طوال الفترة الماضية في سبيل إحياء عملية السلام في اليمن». وقالت في بيان الليلة قبل الماضية «نشد على يد المبعوث الأممي في مواصلة مساعيه مؤكدين بأننا سنستمر في تعاطينا معه على المستوى ذاته من الإيجابية والانفتاح على أية حلول منصفة وموضوعية تفضي إلى تحقيق السلام الشامل والعادل وتحفظ لشعبنا كامل حقوقه ولبلدنا كامل سيادته واستقلاله».

بدوره أكد حزب «المؤتمر الشعبي العام» في اجتماع بصنعاء برئاسة الشيخ صادق أمين أبو راس حرص المؤتمر الشعبي العام على دعم جهود السلام وبما يضمن إيقاف الحرب ورفع الحصار والذهاب نحو تسوية سياسية تحافظ على كرامة وحقوق الشعب اليمني ووحدته وسيادته واستقلاله.