978871
978871
العرب والعالم

سوريا وروسيا تستأنفان الضربات الجوية على إدلب

09 سبتمبر 2018
09 سبتمبر 2018

تركيا ترسل قافلة تعزيزات عسكرية إلى الحدود -

دمشق - «عمان» - بسام جميدة - وكالات:

قال سكان ومسعفون: إن الطائرات الروسية والسورية استأنفت ضرباتها الجوية المكثفة على إدلب وحماة أمس في إطار تصعيد دمشق هجومها على آخر معقل للمعارضين بعد فشل قمة إيرانية روسية تركية في الاتفاق على وقف لإطلاق النار. وقالوا إن طائرات هليكوبتر تابعة للجيش السوري أسقطت براميل متفجرة على قريتي الهبيط وعابدين في جنوب إدلب وعدد من القرى الصغيرة بالمنطقة.

وينفي الجيش الحكومي السوري استخدام البراميل المتفجرة. لكن محققي الأمم المتحدة وثقوا على نطاق واسع استخدام الجيش لها.

وقالت منظمة تراقب الغارات الجوية في سوريا ومصدر من المعارضة إنه من المعتقد أن طائرات روسية قصفت بلدتي اللطامنة وكفر زيتا في شمال حماة في غارات متتابعة.

وتعد دمشق المدعومة من روسيا وإيران لشن هجوم كبير لاستعادة إدلب والمناطق المتاخمة لها في شمال غرب البلاد. والمحافظة هي آخر معقل كبير لمقاتلي المعارضة المناهضين للرئيس السوري بشار الأسد. واستأنفت الطائرات الروسية والسورية حملة القصف بعد يوم من فشل قمة لرؤساء تركيا وإيران وروسيا يوم الجمعة في الاتفاق على وقف لإطلاق النار كان من شأنه إحباط الهجوم.

وحذرت تركيا وقوى غربية من حمام دم في حالة شن حملة قصف كبرى بمساندة روسيا على المحافظة كثيفة السكان الواقعة في شمال غرب البلاد على الحدود مع تركيا.

وقالت الأمم المتحدة كذلك إنها تخشى من أن يتسبب هجوم شامل في كارثة إنسانية تشمل عشرات الألوف من المدنيين.

وأفاد المركز الروسي للمصالحة في سوريا بمقتل تسعة أشخاص وإصابة أكثر من ثلاثين آخرين جراء قصف مسلحي تنظيم جبهة النصرة لبلدة محردة بريف حماة.

وقال رئيس المركز التابع لوزارة الدفاع الروسية، الجنرال فلاديمير سافتشينكو، أن عشر قذائف صاروخية أُطلقت على بلدة محردة من مواقع فصيل جيش العزة في ريف حماة الشمالي.. مشيرا إلى أن المسلحين استهدفوا تسع عشرة بلدة سورية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وحتى الآن لم تصب الضربات الجوية أي مدينة كبيرة في المحافظة التي يقطنها نحو ثلاثة ملايين مدني كثيرون منهم نزحوا من مناطق أخرى أثناء الصراع.

وتقول روسيا إنها تتجنب المدنيين وتستهدف فقط الجماعات المتطرفة التي تستلهم فكر تنظيم القاعدة لكن مصادر من المعارضة وسكانا يقولون إن أغلب ضحايا القصف في الأيام الماضية كانوا من المدنيين.

وتتهم المعارضة روسيا وحلفائها بضرب مستشفيات ومراكز الدفاع المدني لإجبار المعارضين على الاستسلام تكرارا لما حدث في هجمات سابقة واسعة النطاق نفذها الجيش.

وقالت جمعية خيرية طبية مقرها الولايات المتحدة وتعمل في المحافظتين: إن ثلاثة مستشفيات ومركزين للدفاع المدني تعرضوا للقصف في اليومين الماضيين «مما جعل ألوفا بلا رعاية طبية».

وقال غانم طيارة مدير اتحاد منظمات الرعاية الطبية والإغاثة في بيان «من المؤسف أن نشهد تزايدا في الهجمات على المنشآت الطبية... هناك ما يزيد على ثلاثة ملايين مدني في هذه المنطقة المزدحمة من سوريا وهم في وضع يعرض حياتهم للخطر».

وأفادت مصادر أهلية من هناك أن المسلحين الأجانب في هيئة تحرير الشام لجأوا إلى بيع ممتلكاتهم واستبدال ما يمتلكونه من عملة سورية بالذهب والدولار، خلال الفترة الأخيرة.

وبحسب ذات المصادر فإن العديد من المسلحين المحليين والمهاجرين غادر إلى تركيا عن طريق التهريب.

وفي ذروة استعداد الجيش السوري لإطلاق عمليته العسكرية نحو محافظة إدلب، تشهد الحدود التركية حركة مكثفة تشمل تعزيز التواجد العسكري التركي على الحدود، ومنع تدفق المزيد من اللاجئين السوريين، كما قامت السلطات التركية، بإرسال قافلة تعزيزات عسكرية إلى الحدود مع سوريا. وذكرت وكالة «الأناضول» أن القافلة وصلت الى كيليس جنوب تركيا لدعم الوحدات المتمركزة على الحدود مع سوريا». وتضم القافلة العسكرية ، بحسب الوكالة، «شاحنات محملة بالدبابات والمدافع والعربات المصفحة».

وفي هذا الصدد، أرسل البنتاجون وحدات من مشاة البحرية إلى قاعدة التنف التي يسيطر عليها بجنوب شرق سوريا، بعد تحذير روسيا من احتمال توجيهها ضربة ضد المسلحين الذين يستظلون بالقوات الأمريكية هناك.

ونقلت وسائل إعلام أمريكية عن مسؤولين عسكريين تأكيدهم، إرسال 100 عنصر من مشاة المارينز إلى هذه القاعدة التي يسيطر عليها التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة بحجة محاربة تنظيم «داعش»، حيث يدعي الجانب الأمريكي أنه يقوم بتدريب عناصر المعارضة السورية المعتدلة في مخيم التنف لمحاربة المتطرفين.

وفي غضون ذلك، أفاد مصدر في جسر الشغور «لموقع لميادين» بهروب قيادي من جبهة النصرة من جسر الشغور إلى تركيا يشرف على تعديل صواريخ تحمل موادّ كيماوية. وبحسب المصدر فإن القيادي هرب بعد تعطيله منظومة إطلاق صواريخ سامة لا تزال في قرية حلوز بريف جسر الشغور بريف إدلب.

وقد جرى تعديل هذه الصواريخ بحيث تحمل موادّ سامة تقتل من يستنشقها. وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت أنّ الإرهابيّين اتفقوا في اجتماع  بإدلب على سيناريو هجوم كيميائي لتحميل دمشق مسؤوليته.

وأوضحت الوزارة أن المسلحين يعتزمون تصوير مشاهد الهجوم الكيماوي المفبرك في أربع بلدات، لافتة إلى أنّ السيناريو سيكون جاهزاً للتنفيذ بدءاً من مساء «الأحد» وسينفّذون ذلك فور تلقيهم إشارة من رعاتهم في الخارج.

وفي وقتٍ سابق، كشفت وزارة الدفاع الروسية أن مجموعة خاصة من المسلحين المدربين من قبل الشركة العسكرية البريطانية الخاصة «أوليفا» تخطط لتمثيل عملية إنقاذ لضحايا هجمات كيمياوية تقوم بتجهيزها في إدلب، معلنةً أن تصرفات الدول الغربية في سوريا تهدف إلى «تفاقم الوضع في المنطقة وعرقلة عملية السلام».

وفي السياق أكد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، ضرورة حل مسألة إدلب السورية وفقا لمبادئ عملية أستانا التفاوضية، متعهدا بأن بلاده ستحاول وقف هجوم القوات الحكومية بسوريا على المحافظة.