oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

عمان والصين ..نموذج يحتذى للتعاون المثمر

09 سبتمبر 2018
09 سبتمبر 2018

إذا كانت العلاقات الدبلوماسية، بمفهومها وطابعها الحديث والمعروف قد أقيمت بين السلطنة وجمهورية الصين الشعبية في مايو عام 1978، أي قبل أربعين عاما، فإن التاريخ يسجل في صفحاته العديد من الاتصالات والعلاقات بين عمان والصين والتي تعود إلى قرون عديدة، تقدرها الوثائق الصينية بنحو ألفي عام. ومن ثم فإن العلاقات العمانية الصينية في تطورها الحديث إنما تستند إلى أرضية تاريخية وحضارية عميقة، طالما ازدهرت في حقب تاريخية متتابعة، وتشهد الآن تطورا ونقلة نوعية على جانب كبير من الأهمية، حيث قرر حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – وفخامة الرئيس الصيني « شين جين بينج » إقامة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وذلك بمناسبة مرور أربعين عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين السلطنة وجمهورية الصين الشعبية الصديقة.

وفي هذا الإطار فإن هذه الأيام تشهد احتفالات عمانية صينية، متعددة الفعاليات، تحتضنها العاصمة الصينية بكين، وميناء جوانجو الصيني الشهير، وذلك خلال الزيارة التي يقوم بها معالي الدكتور عبد المنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام إلى جمهورية الصين الشعبية الصديقة والتي بدأت أمس وتستمر عدة أيام. ومما له دلالة عميقة أن هذه الاحتفالات تعكس، في جوانبها المختلفة تطور وعمق وثراء العلاقات العمانية الصينية، والآفاق الواسعة التي تنتظرها، والتي تستند إلى ما حققته العلاقات العمانية الصينية من تطور متواصل، ومن التقاء أيضا في الإيمان العميق بقيم السلام والتعاون المثمر بين الدول والشعوب، والالتزام بالاحترام المتبادل وبقواعد القانون الدولي في التعامل من ناحية، والتقاء وجهات النظر حول العديد من التطورات الإقليمية والدولية، والتي تمثل أسسا وقواعد راسخة، تنطلق منها السلطنة وجمهورية الصين الشعبية لتحقيق كل ما يمكن أن يسهم في تحقيق الازدهار والتقدم للدولتين والشعبين العماني والصيني الصديقين في مختلف المجالات. ومن ثم فإنه ليس من المصادفة أبدا أن تزداد وتتسع الاستثمارات الصينية في السلطنة، في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم وغيرها، وأن تكون السلطنة شريكا نشطا وفعالا في مبادرة « الحزام والطريق» التي أعلنها فخامة الرئيس الصيني « شين جين بينج » منذ عام 2013 من أجل اعادة إحياء طريق الحرير والربط بين الصين وأوروبا بريا وبحريا، وهو مشروع طموح وينطوي على العديد من الفوائد الاقتصادية والحضارية، ليس فقط لجمهورية الصين الشعبية، ولكن لكل الدول التي تشارك في هذه المبادرة الطموحة وللتجارة الدولية أيضا .

جدير بالذكر أنه سيتم خلال الاحتفالات التي يشهدها ميناء « جوانجو» الشهير نهاية الأسبوع تدشين النصب التذكاري للسفينة العمانية « صحار »، حيث كانت السفينة « صحار » قد وصلت إلى ميناء « جوانجو» قبل ستمائة عام . ويأتي تدشين النصب التذكاري في الساحة المفتوحة بالمدينة تخليدا للعلاقات العمانية الصينية التي تقدم نموذجا يحتذى في العلاقات الطيبة والمتنامية ذات الآفاق الواسعة بين عمان والدول الصديقة. وتعبر هذه الاحتفالات المتعددة والفعاليات الإعلامية والثقافية والفنية والموسيقية ومعرض الصور المصاحب، عن مدى قوة ودفء العلاقات المثمرة بين السلطنة وجمهورية الصين الشعبية الصديقة.