978426
978426
الاقتصادية

الزدجالي: الدروس التي تعلمتها من تجربة «حقيبة ظهر» الأهم في حياتي

09 سبتمبر 2018
09 سبتمبر 2018

الرياح القوية والضباب الكثيف أهم التحديات -

كتب – حمد الهاشمي -

أعلنت مؤسسة رؤية الشباب أغسطس الماضي عن تحدي «حقيبة ظهر»، هو عبارة عن السفر إلى محافظة ظفار برّا عن طريق النقل الوطني، والمشي لمدة خمسة أيام، وذلك بدعم من المؤسسة، حيث تم فتح باب التسجيل للمشاركة في التحدي، واختيار شخص واحد فقط ليجرب التحدي مع الرحالة العماني صالح الخنجري، الذي زار أكثر من 35 دولة.

حيث تقدم ما يقارب 200 شخص لخوض هذا التحدي، وقد اختارت المؤسسة محمود بن محمد الزدجالي، مصور سينمائي ومساعد مخرج بشركة الإنتاج الفني «RealityCG»، وهو مهووس بتجربة الأشياء الجديدة، ومحب للسفر والمغامرات الخارجية.

وتحدث الزدجالي عن هذه التجربة قائلا: السبب الذي دفعني للتقدم لهذه التجربة، هو من أجل تجربة مقدرتي على السفر والعَيْش بحقيبة ظهر واحدة فقط، هذه الفكرة صعبة عند الكثير من الناس؛ لذلك قررت أن أتحدى نفسي وأتعدى حدود راحتي من خلال تجربة « Hitchhiking»، والتي تعني التنقل عن طريق عبرية السيارات والتخييم، حيث كانت لديّ تجارب سابقة في التخييم، ولكنها لم تتعدى الثلاثة أيام.

تجهيزات السفر

وعن تجهيزاته الأولية للسفر، قال: كانت التجهيزات بسيطة جدا فور معرفتي بقبولي في التجربة، حيث قمت بتجهيز الملابس التي احتاجها في السفر، وعدة التصوير الخاصة بي. وأضاف: عادة عندما أسافر تكون لدي حقيبة خاصة بعدة التصوير، ولكن في هذه الرحلة كان الأمر مختلفا، لأن الوزن شيء مهم نظرا لطول المسافة التي سنمشيها، بالإضافة إلى ذلك جهزت كتبا للقراءة، وأدوات الطبخ الأساسية.

التحديات

وتحدث الزدجالي: بكل تأكيد لقد تخيلت الرحلة صعبة وشاقة، وتوقعت أن نواجه صعوبة في وجود الخدمات العامة في أماكن التخييم، بالإضافة إلى صعوبة التنقل بالعبرية من منطقة لأخرى، ولكن الصعوبة الأكبر التي واجهتنا هي الرياح القوية والضباب الكثيف، التي عرقلت لدينا بعض الأمور مثل الطبخ والتخييم، فبعد يوم طويل من الترحال تكون الراحة الجسدية صعبة بسبب الظروف الجوية.

التأقلم مع الظروف

وأشار الزدجالي إلى أنه كان يعتقد أن تجربة السفر «بالتنقل عن طريق عبرية السيارات والتخييم» سهلة للغاية، ولكن الواقع كان مختلفا تماما، فهذا النوع من الترحال يحتاج لصبر كبير وشخص ذي مقدرة عالية في التخلي على تسهيلات الحياة وسبل الراحة، وبالتأكيد هي تجربة ليست لأي شخص، لأنك ترمي بنفسك للعوامل المحيطة ولا تتحكم بأي شيء، فيجب أن تكون مستعدا لتتأقلم مع كل المشاكل التي قد تواجهك.

وأكمل حديثه قائلا: لقد كانت التجربة جميلة، وأعتقد بأنني سأكررها مرة أخرى، ولكن خارج السلطنة، ومن خلال حديثي مع الرحالة صالح الخنجري، والقصص التي حكاها لي، أعتقد أن التجربة خارج السلطنة ستكون أجمل لما يتيحه ذلك من التعرف على أناس وثقافات جديدة ومختلفة، وأنصح الجميع بتغيير طريقة سفرهم، لأن الدروس والقصص التي تعلمتها من الناس الذين التقيت بهم خلال الرحلة كانت من أهم الدروس التي تعلمتها في حياتي.

مكونات الحقيبة

وعن مكونات حقيبة الظهر، قال الزدجالي: احتوت الحقيبة على عدد من المكونات الأساسية التي احتجتها في السفر، مثل: الكاميرا وGoPro، وستاند للكاميرا، وبعض الملابس، وحذاء رياضي، بالإضافة لخيمة وفراش النوم وحقيبة نوم وكتاب، وعدة تنظيف الأسنان، وكريم ضد البعوض، وكذلك مصباحين وسلك متعدد الاستخدامات، وطائرة بدون طيار. مشيرا إلى أن ساعات النوم كانت تتراوح بين 5 و6 ساعات في اليوم.

وأوضح أن بعض الناس متفاجئون من فكرة السفر بدون وسيلة تنقل أو حجز فندق للسكن، ولكن الكثير منهم كانوا إيجابيين ورحبوا بالفكرة، واعتقدوا بأنها تجربة غير عادية وستفتح أبوابا للتعلم.

تجربة جديدة

مؤكدا أنه إذا طلب منه الرحال صالح الخنجري مرافقته في رحلاته القادمة سيوافق بدون تردد، لأنه ما زال يريد تجربة أشياء جديدة لم يجربها من قبل، مشيرا إلى أن التجربة خارج السلطنة أكثر متعة.

وفي ختام حديثه، قال الزدجالي: رسالتي للشباب الذين يعشقون السفر أن يخرجوا من نطاق الراحة، حيث إننا نعيش في عصر يتوفر فيه كل شيء، حيث تيقنت من خلال هذه التجربة أنه ليس بالضروري بأن يكون السفر مكلفا، وأن هناك الكثير من الأمور التي يجب يجربها الإنسان، بالإضافة إلى أنه ليس من الضروري أن نسافر لنعيش هذه التجربة.